السيناريست هيثم دبور: «فوتوكوبي» يتناول نماذج تعيش بيننا
حصد جائزة أفضل فيلم من مهرجان «الجونة»
يخوض المؤلف هيثم دبور أولى تجاربه الروائية الطويلة من خلال «فوتوكوبي»، الذي حصل على جائزة أفضل فيلم من مهرجان «الجونة» السينمائي في دورته الأولى قبل طرحه تجارياً.
عن تجربته السينمائية الأولى، وكواليسها وفرص تحقيقها للنجاح كان لنا معه هذا الحوار.
عن تجربته السينمائية الأولى، وكواليسها وفرص تحقيقها للنجاح كان لنا معه هذا الحوار.
كيف جاءت فكرة «فوتوكوبي»؟تدور الفكرة حول رجل في أواخر الخمسينات من عمره، كان يعمل في تجميع الحروف، المهنة التي انقرضت في عالم الصحافة، والآن لديه محل تصوير مستندات، وهي أيضاً مهنة في حكم المنقرضة، أو في طريقها إلى الاختفاء. عاش حياته من دون أن يستمتع بها، واكتشف ذلك أخيراً. سئل ذات مرة: لماذا انقرضت الديناصورات؟ وفي رحلة البحث عن إجابة، اكتشف أن حياته ضاعت من دون أن يشعر بها، أو أن يشعر به أحد، فقرر أن يعيش ما تبقى منها. وحاول الزواج بصفية السيدة التي تعيش حياة مشابهة له.
كيف جاء اختيار العنوان؟هو اسم الشخصية الرئيسة، محمود فوتوكوبي، صاحب محل تصوير المستندات، الذي تدور حوله الأحداث. مهنته بدأت بالانقراض في المنطقة حيث يعيش. والمعنى الثاني حول تفاصيل شخصية محمود نفسها، حيث أنها «فوتوكوبي» عن نماذج كثيرة موجودة بيننا تعيش حياة روتينية مكررة، ولا تحاول التغيير والبحث عن سعادتها، تحيا وتموت من دون أن يشعر بها أحد أو تشعر هي بالحياة.ما سبب اختيارك المنطقة التي دارت فيها الأحداث؟السبب الأول مرتبط بأحداث الفيلم نفسها، إذ يعمل محمود في التصوير، كذلك في المنطقة كثير من القصور التي تحولت تدريجاً إلى عمارات غير متناسقة، وأصبحت المنطقة كلها تاريخية أشبه ببطل الفيلم، وفيها الكثير من الجمال الذي أوشك على الانقراض إزاء القُبح الزاحف نحوه مع التطور والتحديث. أشير هنا إلى أن سنواتي الأولى كانت في هذه المنطقة، وأنا على علم بتفاصيلها وكيف كانت في الماضي وكيف أصبحت الآن.
أهمية التفاصيل
ما رأيك في مقولة إن أهم ما في الفيلم التفاصيل؟للتفاصيل دلالة كبيرة في الفيلم، فالأحداث تكاد تكون متوقعة ومعروفة، لكن الأهم التفاصيل والرابط بينها والذي يعطي العمل مذاقاً خاصاً ومميزاً.علاقة صفية بالابن، كانت مثار جدل نوعاً ما. ما رأيك؟لم يظهر الابن في أحداث الفيلم، وكان ذلك متعمداً. شغلته الحياة عن الأم، ولم يجد الوقت حتى للرد على مكالماتها. ولكن عندما علم بزواجها طردها من بيتها ليس لأنه بحاجة إلى الشقة، ولكن لأنه مثل كثيرين حولنا، يهتم برأي الناس وصورته أمامهم أكثر من راحة أمه ورغبتها.مغامرة وإيرادات
كيف ترى توقيت عرض الفيلم وتحقيقه الإيرادات؟توقيت الإطلاق أمر يخص المنتج والموزع. أما عن رد فعل الجمهور أثناء عرض الفيلم سواء في مهرجان القاهرة أو مهرجان الجونة، فكان جيداً جداً ومُبشراً، كذلك مع الأيام الأولى للعرض في السينما.أليست مخاطرة أن تقدم عملك الأول مع مخرج يخوض أولى تجاربه أيضاً؟يذهب العمل إلى المخرج الذي يشبهه ويُناسبه. صحيح أن ثمة كثيراً من المخرجين الشباب وأصحاب الخبرات الذي أعرفهم، ولكني وجدت أن الفيلم يُشبه تامر الذي يهتم بالتفاصيل ولغته السينمائية تناسب هذا العمل.رغم أن بداياتك كانت من خلال برنامج كوميدي، فإن عملك السينمائي الأول لم يكن كذلك. ما السبب؟تعمدت أن أقدِّم ذلك للجمهور الذي عرفني من خلال برنامج «أبو حفيظة» ويدرك أني أجيد الكوميديا. لذا أردت أن أقول إني أستطيع أن أقدم موضوعات مختلفة وأن أخوض في مناطق جديدة غير متوقعة، وأحقق من خلالها النجاح لتبقى الكوميديا مشروعاً مؤجلاً.اتهام وصعوبة
ثمة اتهام لجيلك بأنه يُخاطب النخبة والمهرجانات أكثر من الجمهور، ما ردك؟الفيلم التجاري من وجهة نظري هو العمل الذي تشاهده أكثر من مرة، كذلك تتابعه بعد سنوات بالاهتمام والشغف نفسيهما، رغم معرفتك بتفاصيله، وحفظك بعض جُمل من الحوار. ينطبق ذلك على «فوتوكوبي» وكثير من الأفلام التي يُقال إنها لا تُخاطب الجمهور، فيما أنه تجاوب معها وحققت النجاح.هل وجدت صعوبة في تنفيذ الفيلم؟تجد المشاريع السينمائية كافة صعوبة في التنفيذ، حتى التجارية منها. كتبت «فوتوكوبي» في عام 2012، وتوقفت مؤقتاً، وبدأت في فيلم آخر، وطبعاً مررت برحلة البحث عن إنتاج له، وانتقلت من شركة إلى أخرى، إلى أن وصلت إلى «ريد ستار»، وهي إحدى الشركات التي تستحق التحية والإشادة على ما تقدمه من أعمال سينمائية مختلفة، كذلك تدعم مشروعات الشباب والتجارب الأولى. أشير هنا إلى أن فيلمي الثاني «عيار ناري» كان دخل حيز التنفيذ قبل «فوتوكوبي».مشاريع مقبلة
حول أحدث أعماله يتحدّث هيثم دبور فيقول: «أصوِّر فيلم «عيار ناري»، وتدور أحداثه في عالم الجريمة والإثارة، وهو بعيد تماماً عن الكوميديا. الفيلم أولى تجارب المخرج كريم الشناوي، ومن بطولة روبي وأحمد الفيشاوي ومحمد ممدوح وأحمد مالك، وأوشك على الانتهاء منه».
الفيلم يذهب إلى المخرج الذي يشبهه ويُناسبه