افتتح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي النصف الثاني من موسمه الثقافي مع المطربة المصرية مي فاروق، بمصاحبة فرقة المايسترو د. عماد عاشور، لتقدم لجمهور الفن الجميل من عشاق الراحلة أم كلثوم باقة من أجمل أغنياتها، التي تعاونت فيها بصوتها الاستثنائي مع أكبر الشعراء والملحنين في القرن العشرين، والذين تبوءوا أرفع القمم في تاريخ الموسيقى العربية العريق.وصادف موعد حفل «كلثوميات» أمس الأول، ذكرى مرور 45 عاماً على حفل كوكب الشرق أم كلثوم الأخير، الذي أقيم 4 يناير الجاري، من عام 1973 على مسرح سينما قصر النيل.
وقد شدت مي فاروق طوال ساعتين 5 أغنيات لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، هي: (برضاك يا خالقي، سهروني، جددت حبك ليه، رباعيات الخيام، فكروني)، ومعها الفرقة العربية للموسيقى الكلاسيكيــــة بقيادة المايسترو د. عماد عاشور، إذ برعت الفنانة بأداء هذه الأعمال الصعبة في ألحانها، لأنها تمتلك صوتاً قوياً استطاعت من خلاله أن تعطي الجمل الغنائية بكل صفائها، وأضفت أيضاً إليها من روحها، في وقت يصعب على الكثير من مغني هذه الأيام أداؤه، فقد تمتعت المطربة فاروق بمساحة صوتية مكنتها من التقاط حساسية تلك الأغنيات الخالدة وإضافة أناقة خاصة بها عبر أدائها المتميز.
رخامة الصوت
مي فاروق كان لصوتها وقع محبب على قلوب الجمهور الكويتي لاسيما الرخامة والأداء الهادئ السلس برقة ونعومة من دون تشنج أو تصنع، وهذا ليس بمستغرب عليها فهي منذ أول إطلالة لها في مصر في «مهرجان الأغنية»، الذي يقام منذ أعوام في مركز المؤتمرات، وكانت دوماً مثار إعجاب لجان التحكيم، وتحوز الجوائز والترحيب في المسابقات أو من قبل الجمهور.هذه المغنية لا تقدم أغنيات كوكب الشرق فقط بهذه الإدهاش، بل بدأت تشق طريقها كصوت متميز، إذ قامت بغناء عدد من شارات المسلسلات مثل «عرب لندن»، «امرأة من الصعيد الجواني»، «أصعب قرار»، «كلام نسوان»، «الليل وآخره» وتعاملت مع كبار الملحنين أمثال عمار الشريعي، ياسر عبد الرحمن، أمير عبد المجيد، محمد علي سليمان، وليد سعد، وكلها أسماء معروفة في المشهد الموسيقي العربي، ومي فاروق لا تغني للكبار من الزمن الذهبي للأغنية العربية فحسب بل لديها تجارب خاصة بها.برنامج الحفل
احتوى برنامج الحفل على قسمين، إذ بدأت وصلتها الغنائية الأولى الساعة 8 مساءً مع أغنية «برضاك يا خالقي» (1944) من كلمات بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد، ثم «يا مسهرني» (1972) من كلمات أحمد رامي وألحان سيد مكاوي، وأخيراً «جددت حبك ليه» (1951) من كلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطي. وقبل استهلال القسم الثاني من فقرات برنامج الحفل، الساعة 9:20 مساءً، رحبت مي فاروق بالحضور، معبرة عن سعادتها بوجودها للمرة الثانية في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي أمام الجمهور الكويتي، إذ أحيت حفلاً بمناسبة ذكرى أم كلثوم على مسرح الدراما في مارس العام الماضي، الذي حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً، والآن تغني على المسرح الوطني.كما وجهت فاروق شكرها إلى القائمين على مركز جابر على دعوتها لإحياء هذا الحفل، وإلى العازفين الكبار في الفرقة الموسيقية والمايسترو الكبير د. عماد عاشور، وللجمهور الحاضر. بدوره، قال المايسترو د. عماد عاشور: «يشرفني أن يشارك معنا في الفرقة اثنان من أعضاء فرقة أم كلثوم، وقد اشتركا معها في أغنيتي (يا مسهرني) و(فكروني)».عطل تقني
ثم صدحت بصوتها القوي «رباعيات الخيام» (1950) من ترجمة أحمد رامي للشاعر الفارسي عمر الخيام، ألحان رياض السنباطي، واختتمت بأغنية «فكروني» (1966) من كلمات عبدالوهاب محمد وألحان محمد عبدالوهاب، وخلال تأديتها للجزء الأخير من الأغنية، حدث عطل تقني في مايكروفون المسرح، مما أشعل حماس الجمهور الكويتي بعد أن واصلت الفنانة المتمكنة مي فاروق غناء أغنية «فكروني» من دون مايكروفون فصدح صوتها في أرجاء المسرح الوطني وقابلها الجمهور بترديد الأغنية معها في أجواء طربية رائعة مثلما كانت أم كلثوم تغني في حفلاتها بلا مايكروفونات وسماعات، إذ كانت المايكروفونات المستخدمة آنذاك لغرض التسجيل الإذاعي والتلفزيوني.ورثت الصوت والموهبة من والدها
الفنانة مي فاروق تربَّت على حب الغناء والموسيقى، إذ ورثت الصوت والموهبة من والدها، وآمنت والدتها بموهبتها وشجعتها منذ الصغر، وقد بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة، فقد انضمت إلى كورال الأطفال بدار الأوبرا المصرية، وتتلمذت على يد المايسترو سليم سحاب، وعندما التقت الجمهور أول مرة على مسرح دار الأوبرا المصرية لم تكن تجاوزت الثامنة من عمرها.حصلت مي فاروق على المراكز الأولى في العديد من المسابقات الغنائية بالمهرجانات الفنية التي تقام في الدول العربية، وفي سن الـ15، التقت الموسيقار عمار الشريعي، من خلال العمل على أغاني مسلسلي «ذو النون المصري»، و«قاسم أمين». وتعاونت بعدها مع الموسيقار ياسر عبدالرحمن في مسلسل «الأصدقاء»، وفي أغاني مسلسل «الليل وآخره»، التي حققت نجاحاً عريضاً، ولاقت إعجاباً كبيراً لدى الجمهور.
الفرقة العربية الكلاسيكية
تتكون الفرقة العربية الكلاسيكية من المايسترو د. عماد عاشور ومدير الفرقة أشرف محمد و 24 عازفاً، على آلة الكمان: سعد محمد، رضا العفيفي، ممدوح مصطفى، مصطفى الوراقي، مصطفى عبدالنبي، يحيى الموجي، سمير السيد، حازم مصطفى، مصطفى إبراهيم، هشام نعمة الله، محمد ظهير الدين، إيهاب صبحي، يوسف منصور. والتشيللو: محمود فرج، محمود أحمد، خالد عماد الدين، راشد عبدالله. والكونترا باص: صلاح الدين موسى. والعود: محمود عنبة. والقانون: محمود محمد. والناي: نبيل برجاس. والأكورديون: وائل سيد. والرق: محمد كامل. والطبلة: محسن الصواف.