العبادي يتجه لكبح الفصائل الشيعية

● الخطة تشمل نزع أسلحة الميليشيات وتقليصها واستبعاد قادة
● رئيس الوزراءعزل الإيرانيين بدعم الصدر... وواشنطن تتابع

نشر في 06-01-2018
آخر تحديث 06-01-2018 | 00:08
متطوعون سُنة في تدريبات «فرقة العباس» أبرز فصائل الحشد الشعبي بكربلاء في 20 ديسمبر الماضي (رويترز)
متطوعون سُنة في تدريبات «فرقة العباس» أبرز فصائل الحشد الشعبي بكربلاء في 20 ديسمبر الماضي (رويترز)
يتجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي يتعرض لضغوط من حلفائه في الغرب، إلى رهن مسيرته السياسية بكبح نفوذ فصائل شيعية ساعدته في هزيمة تنظيم «داعش».

وفي مهمة لن تكون سهلة، يخاطر العبادي بإغضاب أقوى طرف إقليمي، إذ إن أغلب الفصائل المسلحة المنضوية تحت لواء «الحشد الشعبي»، البالغ عدد عناصرها 150 ألفاً، دربتها إيران وتقدم لها الدعم، كما أن عدداً من قادتها يعتزم الترشح أمامه في الانتخابات البرلمانية في مايو المقبل، وحذر بعضهم من أنهم سيقاومون محاولات تفكيك الفصائل.

ووفق مصادر عسكرية واستخباراتية، فإن خطة العبادي تقضي باستعادة الأسلحة الثقيلة من الفصائل وتقليص أعدادها إلى النصف. ويتولى الجيش العراقي حالياً حصر هذه الأسلحة مثل العربات المدرعة والدبابات التي سلمتها الحكومة للفصائل لمحاربة «داعش».

وقال مصدران عسكريان، إن الخطوة التالية تتمثل باستبعاد وزارة الدفاع المقاتلين ممن تزيد أعمارهم على السن المطلوبة وغير اللائقين بدنياً، «والخطة ستنفذ بدقة وحذر شديدين لمنع أي رد فعل سلبي من قادة الحشد الشعبي»، مؤكدَين أنه «لا يمكن أن نحتفظ بجيش ثان في دولة واحدة، هذا هو الهدف الرئيسي من الخطة».

وستتابع إيران والولايات المتحدة الخطة عن كثب. فالفصائل من أوراق النفوذ العديدة لإيران بالعراق، في حين أنها تمثل تذكاراً حياً لواشنطن بنفوذ طهران المتنامي في الشرق الأوسط.

وقال نائب شيعي مقرب من رئيس الوزراء إن «العبادي على أي حال

لا يثق بالإيرانيين، لأن حلفاءهم من الفصائل يتصرفون كأنهم دولة داخل الدولة»، مضيفاً: «العبادي يرى أن دعم الغرب والولايات المتحدة والدول العربية الإقليمية لا غنى عنه لجعل العراق أكثر استقراراً في المستقبل».

غير أن أحد قادة الفصائل وهو علي الحسيني من «كتائب الإمام علي» يقول إن «الحشد الشعبي» لعب دوراً رئيسياً في هزيمة «داعش» وتسريحه سيكون «خطأً كبيراً»، مضيفاً: «عندنا ملايين من الأنصار الذين سيدافعون عن حقوقنا ضد أي محاولة لاستهدافنا».

ويبدي قادة الفصائل الشيعية العراقية ولاءهم علناً لطهران، وقد يؤدي أي رد فعل عكسي إلى انتخاب تحالف من الأحزاب السياسية المدعومة من إيران بعدد كافٍ من مقاعد البرلمان، للقضاء على محاولة العبادي الفوز بفترة ثانية على رأس الحكومة.

وفي محاولة للتصدي لشعبية «الحشد»، اتجه العبادي إلى رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وقال معاونون للاثنين، إنهما عقدا اجتماعاً سرياً في مدينة كربلاء في 11 نوفمبر الماضي، لبحث مساعدة الصدر للحكومة في نزع سلاح الفصائل.

وقال عدد من النواب المقربين من العبادي ومصادر على صلة وثيقة بالصدر، إن رئيس الوزراء حصل على دعم الصدر في منع الفصائل من التدخل في الانتخابات.

وقال سياسي شيعي كبير تربطه صلة وثيقة بالصدر إن الأخير «يمكن أن يدفع بمئات الآلاف إلى الشوارع تضامناً مع العبادي بنداء واحد، وسيجعل خصوم رئيس الوزراء يفكرون مرتين قبل تحديه»، مؤكداً أن الصدر ينوي أن يفعل ذلك في المستقبل القريب جداً.

وقالت مصادر مقربة من الصدر، إنه وعد بإقناع السيستاني بدعم خطط العبادي لكبح الفصائل، مما يضع الأخير في وضع قوي في مواجهة واحد من منافسيه الرئيسيين وهو هادي العامري، الذي يقود منظمة بدر أكبر الفصائل الشيعية المدعومة من إيران.

back to top