ذكر تقرير "الشال" أنه بانتهاء شهر ديسمبر، انتهى عام 2017، ومال أداء شهر ديسمبر للاتجاه الإيجابي، كما انتهى أداء كامل عام 2017 بنفس الاتجاه، لكن الفرز ظل واضحاً وكبيراً لمصلحة بورصات الاقتصادات الناضجة والناشئة، وفي غير مصلحة بورصات إقليم الخليج.

وحسب التقرير، حققت في شهر ديسمبر الماضي 9 أسواق مكاسب، بينما سجلت 5 أسواق خسائر، وحصيلة أداء كامل عام 2017، تحقيق 10 أسواق لمكاسب، بينما حققت 4 أسواق خسائر، كلها في إقليم الخليج، وكانت الأسواق الخاسرة منذ بداية العام، حتى نهاية شهر نوفمبر 5 أسواق، لكن، السوق السعودي ارتقى إلى حافة المنطقة الموجبة بعد أداء موجب في شهر ديسمبر.

Ad

وفي التفاصيل، كان أكبر الرابحين في شهر ديسمبر السوق القطري، الذي أضاف مكاسب بنحو 10.5 في المئة في شهر واحد، خفضت خسائره منذ بداية العام من مستوى -26.1 في المئة نهاية شهر نوفمبر، إلى -18.3 في المئة مع نهاية العام.

ثاني أكبر الرابحين خلال شهر ديسمبر كان السوق البريطاني، بمكاسب بحدود 4.9 في المئة، بعد توارد الأخبار حول تسوية خلافات المرحلة الأولى لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأنهى كامل العام بمكاسب بحدود 7.9 في المئة.

ثالث أكبر الرابحين خلال شهر ديسمبر كان السوق البحريني بمكاسب بحدود 3.7 في المئة، وهي مكاسب عززت موقعه في صدارة أداء أسواق إقليم الخليج، بمكاسب منذ بداية العام بنحو 9.1 في المئة.

أكبر الرابحين خلال عام 2017، كان السوق الهندي بمكاسب بنحو 27.9 في المئة، بما يتسق وتفوق الاقتصاد الهندي في نموه الاقتصادي على كل أسواق العينة، وبمعدل نمو متوقع بحدود 6.7 في المئة لعام 2017 و7 في المئة عام 2018 وفقاً لتقديرات "صندوق النقد الدولي" في تقريره لشهر أكتوبر الفائت.

وثاني أكبر الرابحين خلال عام 2017 كان السوق الأميركي، بمكاسب بحدود 25.1 في المئة، ومبررات رواجه راوحت بين استمرار التوسع في السياسة النقدية -فوائد متدنية- لفترة طويلة، ووعود الرئيس دونالد ترامب بتوسع في السياسة المالية أيضاً بالإنفاق على البنى التحتية وخفض الضرائب.

وثالث أكبر الرابحين عام 2017 كان السوق الياباني الذي أضاف مكاسب بنحو 19.1 في المئة، ويبدو أن الاقتصاد الياباني بدأ يظهر مؤشرات على تجاوز حقبة ضعف طويلة دامت ربع قرن.

أكبر الخاسرين في شهر ديسمبر كان سوق دبي، الذي فقد نحو -1.5 في المئة، ليظل ضمن الأسواق الأربعة الخاسرة منذ بداية العام وبنحو -4.6 في المئة.

ثاني أكبر الخاسرين في شهر ديسمبر كان السوق الفرنسي، الذي فقد مؤشره نحو -1.1 في المئة، لكنه ظل سادس أفضل أسواق العينة أداء بمكاسب في عام 2017 بحدود 9.3 في المئة.

وثالث أكبر الخاسرين في شهر ديسمبر كان السوق الألماني الذي فقد مؤشره نحو -0.8 في المئة، لكنه ظل رابع أفضل الأسواق أداء في عام 2017 بمكاسب بنحو 12.5 في المئة بدعم من بداية استقرار لأداء اقتصادات منطقة اليورو ونتائج بعض انتخاباتها.

أكبر الخاسرين عام 2017 كان السوق القطري، في حدود المتوقع، إذ بلغت خسائره كما ذكرنا نحو -18.3 في المئة، وأكبر خسائره تحققت منذ نشوب أزمة دول مجلس التعاون الخليجي في 4 يونيو 2017. وثاني أكبر الخاسرين عام 2017 كان سوق مسقط بفقدان مؤشره نحو -11.8 في المئة، وشارك في الأداء السالب لعام 2017 كلاً من سوق دبي كما ذكرنا، وسوق أبوظبي الذي بلغت خسائره نحو -3.3 في المئة.

ويتنازع أداء أسواق العالم عام 2018 عوامل إيجابية وأخرى سلبية، فالتوقعات تشير إلى نمو أعلى للاقتصاد العالمي، وذلك ينسحب على معظم الاقتصادات الرئيسية ضمنه، وأسعار النفط من المتوقع أن تصمد عند مستواها الحالي، وذلك يحفظ التوازن الهش بين مصلحة المنتج والمستهلك.

بينما المخاطر تنحصر في احتمال حدوث أزمة أسعار أصول في وضع استنزفت فيه كل أدوات السياسات النقدية والمالية، والثاني والأهم تطور الأوضاع الجيوسياسية وأثرها على الأسواق في الغرب أو الشرق أو محيطنا الجغرافي.

ويفترض، إن استقرت الأوضاع عند مستواها الحالي، أن يكون أداء معظم الأسواق عام 2018 في الاتجاه الإيجابي، لكن، مازال مستوى المخاطر ومعه حالة عدم اليقين مرتفعين، فكل العوامل التي ذكرناها قابلة لدعم الإتجاه الإيجابي إن تطورت للأفضل، والعكس بنفس الدرجة صحيح.