المخرج حسن السيد: «عمارة رشدي» تجربة فنية مختلفة
• يرى أن المستقبل للسينما المستقلة
تجربة فنية جديدة ومختلفة يقدّمها المخرج حسن السيد في فيلم الرعب الكوميدي «عمارة رشدي» الذي يدور حول إحدى العمارات والحكايات والخرافات حولها.
عن هذه التجربة وأعماله المقبلة وقضايا فنية عدة كان لنا معه هذا الحوار.
عن هذه التجربة وأعماله المقبلة وقضايا فنية عدة كان لنا معه هذا الحوار.
كيف جاءت فكرة فيلم «عمارة رشدي»؟الفكرة لمحمد الأحمدي، والسيناريو لوائل يوسف. عندما عرض عليّ العمل أعجبت بفكرته رغم أن السيناريو كان ما زال في مرحلة التحضير وأنجز منه 44 مشهداً فقط. لاحقاً، بدأنا العمل على ما تبقى من مشاهد، وكنت حريصاً على زيادة جرعة الكوميديا لأنها الأساس للجمهور وليس الرعب. عموماً، أنا سعيد بالتجربة وأعتبرها حالة فنية مختلفة وجيدة في مشواري.
ما سبب غياب أفلام الرعب عن السينما المصرية في رأيك؟خلال الثمانينيات شهدت السينما المصرية تجربة الإنس والجن والتعويذة، وكانت جيدة آنذاك وفي حدود الإمكانات المتاحة، وقبلها شاهدنا فيلماً لإسماعيل ياسين في هذا السياق. عموماً، يحتاج هذا النوع من السينما إلى تقنيات متطورة وكبيرة، لأن أفلام الرعب إخراج وخدع وتصوير في الأساس وليست نصاً، وهي أمور غير متوافرة لدينا للأسف. ورغم أن تراثنا القديم مليء بحكايات تصلح لأفلام الرعب، فإن طبيعة الشعب المصري تميل إلى الضحك أكثر، وحتى قصص الرعب لا بد من أن تتخللها كوميديا، ما جعلني أحافظ على جرعة منها في الفيلم لأن الجمهور شاهد أعمال الرعب الأميركي ولن يقبلها من المصري.
فريق العمل والتوقيت
هل ميزانية الفيلم سبب الاعتماد على الممثلين الشباب؟كانت ميزانية الفيلم محددة ومن الصعب تجاوزها، وكان لا بد من الاعتماد على النجوم الشباب نرمين ماهر، ومدحت تيخة، وإنجي خطاب، وحسن عيد، الذين أدوا الأدوار بشكل جيد جداً. كذلك الشخصيات الرئيسة في العمل كثيرة، لذا كان من الصعب الاعتماد على أسماء كبيرة، بالإضافة إلى أن أفلام الرعب في الأساس لا يقدمها نجوم كبار لأن البطل فيها القصة والإخراج. جاء توقيت العرض بعيداً عن موسم إجازة نصف العام. ما السبب؟كنت أتمنى طرح الفيلم في موسم إجازة نصف العام، لكن شركة الإنتاج والموزع قررا التوقيت الأنسب من وجهة نظرهما، بعيداً عن ازدحام الأفلام التجارية ونجوم الشباك، فضلاً عن أن شركة الإنتاج جديدة في الصناعة ولها قوانينها في هذا المجال. هل توقعت أن يستقبله الجمهور بشكل جيد ويحقق النجاح؟المؤشرات الأولية تقول إن الجمهور استقبله بشكل جيد وتفاعل معه، لأننا نقدم عملاً يحمل عناصر النجاح كافة، كذلك لم يعد اسم النجم على الملصق هو عنصر الجذب الوحيد، بل العمل المتكامل نصاً وإخراجاً وتمثيلاً، وهو ما تجده في «عمارة رشدي»، والإيرادات حتى الآن في صالحه وأتوقع أن تزيد مع الوقت.أفلام مستقلة
تجاربك السينمائية كلها بعيدة عن السينما التجارية وأبطالها ليسوا نجوم شباك. ما السبب؟أنتمي إلى السينما المستقلة، وأعمالي كافة التي قدمتها ليست تجارية، حتى «أسد سيناء» رغم أنه فيلم عن أحد أبطال أكتوبر لكنه عمل فني جيد وينضوي تحت السينما المستقلة. فكرة العمل هي البطل الرئيس بالنسبة إلي، وهي التي تجذبني وتحمسني، ومشاريعي المقبلة كلها تدور في المنطقة نفسها، رغم أني بالتأكيد أتمنى أن أقدم مشروعاً تجارياً بطله أحد نجوم الشباك الكبار، إنما بفكر وقيمة السينما المستقلة الفنية العالية.وما سبب تراجع السينما المستقلة في رأيك؟السينما المستقلة هي المستقبل، لأنها تحمل بُعداً فنياً وتجارب مختلفة لا تقدمها السينما التجارية التي هدفها الأساسي الشباك. ولكنها بحاجة إلى دعم كبير من الصانعين للحضور في موسم لا تتنافس فيه مع أفلام تجارية كبيرة تمنح لها دور عرض دون غيرها. وهنا لا بد من توجيه التحية إلى المنتجين محمد حفظي ومحمد صفي الدين، على ما قدماه من تجارب فنية جيدة وجريئة أضافت إلى السينما الكثير.أعمال مقبلة
حول أعماله المقبلة يقول حسن السيد: «أطرح أحدث أفلامي «الخروج عن النص» قريباً من بطولة محمد نجاتي، وراندا البحيري، ونرمين ماهر، وتارا عماد، وعدد كبير من النجوم، وهو من تأليف حسين أبو الدهب وإنتاجه. يتحدث عن الحارة المصرية التي لم تعد كما كانت، وذلك من خلال جريمة قتل في إحدى الحارات. ونطرح السؤال: هل المجرم تصنعه الظروف أم هو من يصنع نفسه؟».يتابع: «بدأت بتصوير فيلم آخر بعنوان «تلاتة تاته تاته» من بطولة مدحت تيخة، وأيمن منصور، ومراد فكري، وسمر جابر، وعدد كبير من النجوم الشباب، عن قصة هشام الهاشم وسيناريو أحمد الحربي وحواره. العمل كوميدي أيضاً يتحدث عن ثلاثة أشقاء معاقين أصم، وأبكم، وضرير، يتعرفون إلى ثلاث بنات، وتحدث بينهم مواقف كوميدية عدة. كذلك نرى كيف أن كلاً منهم يحتاج إلى أخويه الآخرين ولا يستطيع العيش من دونهما، وهنا نتحدث عن فكرة التكامل».
محمد حفظي ومحمد صفي الدين قدّما تجارب أضافت إلى السينما