«السماء تصرخ»!
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
مشاهد كابوسية صادمة أسهم التصوير والإضاءة (إقبال عرفة)، والموسيقى (هيثم محبولي)، في تكثيفها بشكل رائع نجح في تجسيد معنى الفزع والرعب، كما جاء أداء الزوجة ليُكمل الصورة المخيفة، فضلاً عن جامعة الحطب، التي غلب على شخصيتها الغموض، بعدما تنبأت للزوجة بأنها ستلد طفلة، ومع «الفلاش باك» تتضح الصورة أكثر، وينجلي الغموض قليلاً، ونرى الزوجة مع زوجها بجانب السيارة، التي توقفت على الطريق، وهما مقيدين بالحبال، وفي مشهد لاحق يأمر زعيم المجرمين الزوج ببقر بطن امرأته، لكنه يأبى، وتنجح الزوجة في الفرار من الكهف، الذي اعتقلت فيه مع مئات المحتجزين، وتقف خارجه متأملة المشهد «الكابوسي»!غموض مثير، وإثارة من دون حدود، امتلك المخرج قيس الماجري القدرة، والموهبة، والحرفية، ما جعله ينجح في إيصالها إلى المتابع، وإرباكه، وإن بدت الدلالات غامضة، والرسالة معقدة، بعدما زادت جرعة الغموض، وتناثرت الإيحاءات بشكل جعلها مستعصية على الفهم، والإدراك حتى اختلطت على المتابع معرفة ما إذا كان بصدد فيلم رعب أو رؤية خيالية تأملية أو أحداث مستقاة من الواقع مُضافاً إليها بعض الخيال أو الإسقاط على الواقع!«السماء تصرخ» تجربة سينمائية مُدهشة مزج المخرج من خلالها بين الرؤية الخيالية الصادمة، وشذرات من الواقع الدموي القاسي لعالم مضطرب يسوده العنف، وتسيطر عليه الخرافات والخزعبلات والنهم لاكتناز المال، وهي المعادلة التي نجح المخرج في تجسيدها، وتكثيفها، بعد نجاحه في تقديم نفسه سابقاً كمنتج مشارك في فيلم «ذهبوا بلا عودة»، الذي فاز بجائزة «الأفضل في المهرجان» في «مهرجان مينياپوليس»، وعُرض في مركز «لينكولن» في إطار «هيومان رايتس ووتش» السينمائي، كذلك عُرض فيلمه DER UNTEMENSCH في مهرجاني «تورونتو» و«كان»، وإن لم ينجح فيلمه الأحدث «السماء تصرخ» في انتزاع جائزة من جوائز مهرجان دبي الرابع عشر، بعدما رأت لجنة تحكيم مسابقة «المهر القصير»، برئاسة المخرج والكاتب الفرنسي جيلس مارشان، منحها لفيلمي «زيارة الرئيس» (جائزة لجنة التحكيم) و«رجل يغرق» (أفضل فيلم).