سجلت العملات الإلكترونية المشفرة مكاسب كبيرة خلال اليومين الماضيين، مدفوعة بمعلومات غير مؤكدة حول اعتزام شركة «ويسترن يونيون» اعتماد التعامل بها، وهو ما أعطى دفعة تفاؤل جديدة لهذه العملات الجديدة، وأعطى انطباعا لدى كثير من المستثمرين بأنها ستهيمن على أسواق الصرف العالمية قريبا.وتعتبر «ويسترن يونيون» الأكبر في سوق تحويل الأموال على مستوى العالم، وهي شركة أميركية ولها عشرات آلاف الفروع التي تنتشر في مختلف أنحاء العالم، أما إدارة الشركة فتقع في ولاية «كولارادو» الأميركية، وهي شركة مساهمة عامة مدرجة في بورصة «ناسداك» في نيويورك.
وسجلت العملات الرقمية المشفرة ارتفاعات كبيرة خلال اليومين الماضيين، إلا أن أقوى المكاسب كان من نصيب عملة «ريبل» التي تحتل المركز الثاني بعد «بتكوين» من حيث القيمة السوقية الاجمالية المتداولة لها في السوق، وارتفعت «Ripple» بأكثر من 20 في المئة خلال اليومين الماضيين، ليتم تداولها عند مستويات قريبة من 3 دولارات للوحدة الواحدة.وارتفعت «بتكوين» أيضاً في تداولات الجمعة والسبت لتعاود اختراق حاجز 17 ألف دولار، بعد أن كانت تتراوح بين 13 و14 ألفا قبل يوم الجمعة، حسبما رصدت «العربية.نت».أما سهم «ويسترن يونيون» فارتفع في بورصة «ناسداك» الأميركية هو الآخر على الفور متأثرا بالأنباء عن اعتزام الشركة تبني العملة الرقمية المشفرة «ريبل»، واستخدامها في عمليات تحويل الأموال عبر العالم، حيث أغلق سهم «ويسترن يونيون» الجمعة مرتفعا بنسبة تزيد على 5 في المئة.وجاءت هذه المعلومات، التي أحدثت هذه الضجة في الأسواق، عبر تقرير لموقع «ريبل نيوز» المتخصص في أخبار العملة الرقمية «ريبل»، حيث قال إن «ويسترن يونيون» ستبدأ استخدام هذه العملة المشفرة وهذه التكنولوجيا في عمليات تحويل الأموال الفورية بين عملائها عبر العالم.كما أن الإشارة الأوضح حول صحة هذه المعلومات جاءت في تغريدة عبر الحساب الرسمي لعملة «ريبل» على «تويتر»، وجاء فيها «ان ثلاث شركات من بين أكبر خمس شركات لتحويل الأموال في العالم تخطط لاستخدام عملة الريبل في عملياتها وأنشطتها المصرفية»، لكن التغريدة التي تم بثها صباح الجمعة لم تكشف عن هوية الشركات التي ربما تكون «ويسترن يونيون» من بينها.ورفض متحدث باسم «ويسترن يونيون» التعليق على هذه المعلومات، حيث لم يؤكد أو ينف صحتها، وذلك بحسب تقرير لموقع «بزنس إنسايدر» اطلعت عليه «العربية.نت»، كما أن شركة «ويسترن يونيون» لم تعلق أيضا على هذه المعلومات، وهو ما أبقى الأبواب مفتوحة في النهاية لكل الاحتمالات.يشار إلى أن «Ripple» هي ثاني أكبر العملات الالكترونية المشفرة من حيث القيمة السوقية في العالم، بعد «بتكوين»، التي تضخمت بشكل قياسي خلال العام الماضي، كما أنها تعتبر الأكثر تداولا بعد «بتكوين».
«مونيرو» عملة تزداد شعبيتها بتعاملات غير قانونية
تتربع عملة بيتكوين Bitcon على عرش العملات الرقمية، لكنها باتت تلاقي منافسة من مجموعة من العملات الرقمية الحديثة، وأبرزها عملة مونيرو MONERO المفضلة للتعاملات غير القانونية، بسبب تشفيرها لعناوين مستخدميها، وإصدار عناوين وهمية.وكان أول مشجعي العملات الرقمية عندما ظهرت منذ سنوات هم المقدمون على أنشطة الإجرام بهدف إخفاء قنوات تنقل الأموال، لكن مع تزايد شهرة البيتكوين تطورت البرامج الإلكترونية القادرة على تعقب حركة من يتداول فيها.ويأتي تطور العملات الرقمية، اعتماداً على تكنولوجيا «بلوك شين» التي تعد بمنزلة دفتر حسابات يسجل بدقة عناوين إرسال واستقبال المعاملات، بما في ذلك الوقت المحدد وكمية العملة المتداولة، وهذه بيانات يمكن استخدامها من قبل السلطات لكشف وإثبات الجرائم.لذلك، وجد المجرمون أنفسهم أمام الحاجة للبحث عن عملات رقمية جديدة لا تزال تخضع لسرية أكبر وصعوبة في مراقبة تعاملاتها، وهذا ما زاد من شعبية عملة مونيرو.وحذرت وكالة إنفاذ القانون التابعة للاتحاد الأوروبي يوروبول، أن عملات رقمية جديدة مثل مونيرو، وإثيريوم، و Zcash تكتسب شعبية، لاسيما عملة مونيرو، التي يفضلها قراصنة الإنترنت حتى الآن، إذ تم الكشف عن عدد من عمليات القرصنة التي تطالب بالمونيرو كوسيلة دفع للإفراج عن أجهزة الكمبيوتر التابعة للضحايا، لأن تركيبة عملة مونيرو تشفر عنوان المستلم على تكنولوجيا «بلوك شين»، وتولد عناوين وهمية لإخفاء عنوان المرسل الحقيقي، كما أنها تحجب قيمة الأموال المتداولة.وأدت تطورات التقنية المشفرة إلى ارتفاع الطلب على عملة مونيرو وبالتالي زيادة قيمتها 4 مرات في آخر شهرين من عام 2017 بحسب coinmarketcap.com مقابل تضاعف قيمة عملة البيتكوين، لكن عملة مونيرو ليست من دون منافسة حادة من عملة ZCASH التي تعتبر أكثر حماية للخصوصية من خلال تشفير أعمق لعناوين مستخدميها، لكنها لم تحصل بعد على متابعة من قبل المجرمين بحسب الخبراء.وما يميز Zcash عن مونيرو هو أنه لا يمكن الكشف عن المتعاملين فيها من خلال البحث عن ارتباطات معينة في العناوين المستخدمة في مجموعة واسعة من المعاملات بهدف الكشف عن عنوان حقيقي - وهو عيب كشفه البعض في تعاملات عملة مونيرو. ومع تطور العملات الرقمية لا بد من تطور أنظمة المراقبة الإلكترونية عليها، الأمر الذي سيغير الاهتمام بها والطلب عليها.