الفضائيات المصرية تراجع ميزانياتها وتعطِّل البرامج الجديدة بسبب الديون
تواجه فضائيات مصرية عدة أزمات مالية طاحنة، تكاد تعصف بخريطتها البرامجية للربيع المقبل، التي كان يفترض أن تشهد إطلاق مجموعة من البرامج الجديدة بميزانيات كبيرة. والسبب تأخر الدفعات المالية من المعلنين عن أعمالهم الرمضانية الماضية، ثم إرجاء حصول المنتجين على أموالهم المؤجلة حتى تحصيل العائدات الإعلانية.
باستثناء MBC مصر التابعة لمجموعة قنوات MBC، يواجه مختلف الفضائيات المصرية أزمة مالية بشكل متفاوت، وبدأ محطات بالتفاوض على تخفيض المبالغ المالية التي اشترت بها الأعمال السابقة على أمل بالسداد سريعاً خلال الفترة المقبلة، من ثم التخلص من الديون قبل بداية الموسم الجديد، لا سيما أن منتجين عدة عطلوا خطتهم الإنتاجية وعلقوها إلى حين الوصول إلى اتفاق مع الفضائيات المختلفة، بشأن طريقة الحصول على أموالهم.أبرز الأعمال التي تضررت من الارتباك في سوق الفضائيات المصرية مسلسل «خيانة عظمى»، إذ طلبت الشركة المنتجة من أبطاله تخفيض أجورهم إلى النصف، ما دفعهم إلى الاعتذار عن عدم المشاركة فيه، وبعد الاستعانة بوجوه جديدة تراجعت القناة التي اتفقت معها الشركة المنتجة وطلبت إرجاء المشروع، علماً بأنه كان يفترض أن يعرض خارج السباق الرمضاني، تحديداً خلال شهر مارس المقبل.ورغم الميزانيات الكبيرة التي كانت قناة «الحياة» تعتزم ضخّها في الإنتاج البرامجي والتلفزيوني، خصوصاً بعد توقيعها مع مجموعة من مقدمي البرامج للظهور على شاشتها، فإنها تواجه أزمة مرتبطة بتسديد الديون القديمة التي كان يفترض دفعها قبل إنهاء صفقة البيع، خصوصاً أن القناة مديونة لشبكة MBC بنحو ستة ملايين دولار، وهو المبلغ الذي اشترت به مسلسلات تركية ومدبلجة.
وبخلاف الملايين الستة التي تضاعفت قيمتها بالعملة المصرية بعد تغير سعر صرف الجنيه عن قيمتها خلال توقيت شراء الأعمال وعرضها، فإن شبكة «الحياة» تواجه أزمة جديدة مرتبطة بعدم وضوح العائد الإعلاني المتوقع من برامجها الجديدة التي يفترض أن تطلق الشهر المقبل بشكلها الجديد بعدما اكتفت القناة منذ عودتها إلى البث نهاية سبتمبر الفائت ببرنامج «الحياة اليوم».مجموعة قنوات «الحياة» أرجأت إطلاق قناة الحياة الإنكليزية التي أعلنت عنها في وقت سابق، وكان يفترض أن تخرج إلى النور منذ أسابيع. توقفت التحضيرات الخاصة بالمحطة في ظل الإنفاق الكبير المطلوب لخروج المشروع، علماً بأن تحضيراته يمكن استكمالها خلال الفترة المقبلة في حال توافر الميزانية المخصصة والتي تجاوزت 100 مليون جنيه في الأشهر الستة الأولى، نظراً إلى شراء محتوى تلفزيوني من المحطات الأجنبية إلى جانب الأجور المرتفعة للمذيعات المتحدثات بالإنكليزية.
DMC و«النهار»
أمّا مجموعة قنوات DMC فرغم الميزانية الكبيرة التي انطلقت بها خلال العام الماضي وشرائها مجموعة كبيرة من الأعمال الحصرية على شاشتها وتقديم محتوى برامجي بمجموعة كبيرة من النجوم وبأجور مرتفعة، فإنها بدأت بمراجعة ميزانيتها وتقليصها بشكل كبير، وارتبط ذلك باقتطاع جزء من ميزانية البرامج ترشيداً للنفقات مع تراجع العائدات الإعلانية. كان أول هذه البرامج «قعدة رجالة» في الجزء الثاني، إذ خُفِّضت ميزانيته إلى النصف، ما انعكس على مستوى الضيوف، ولجأ القيمون على البرنامج إلى فناني الصف الثاني باستثناء حلقتين لزينة وإيمي سمير غانم.تراجع DMC خطتها لمحطاتها الجديدة في مصر، وهي أرجأت إطلاق قناتها الإخبارية إلى النصف الثاني من العام الجديد، كذلك تأجلت قناة المسرح أشهراً في ظل تأخر الاتفاقات النهائية على شراء المسرحيات وعرض بعضها حصرياً على شاشتها، وتوقفت أيضاً خطة طرح قناة للأطفال، كما كان مقرراً في البداية.أما مجموعة قنوات «النهار» فتعاني تراكم الديون عليها بصورة كبيرة، خصوصاً أن ثمة منتجين لم يتقاضوا بقية أجورهم منها منذ ثلاث سنوات، ما جعل مالكيها يبدأون رحلة البحث عن مشترٍ للمجموعة أو شريك بالأسهم يضخ أموالاً جديدة، فيما توقفت القناة عن إبرام تعاقدات جديدة خلال الفترة الراهنة.CBC وON
شكّلت كل من مجموعة CBC وقنوات ON لجنة لمراجعة النفقات الشهرية، بالإضافة إلى نفقات المحتوى البرامجي، كذلك توقفتا عن شراء أية برامج بالعملات الأجنبية وستكتفيان بالبرامج الموجودة في خطة الإنتاج خلال الفترة المقبلة، علماً بأن ON أوقفت مشروعاً جديداً للإعلامي عمرو أديب كان يفترض أن يقدمه كل يوم جمعة ويستضيف فيه مجموعة كبيرة من الفنانين، ذلك بسبب تكلفة إنتاجه.
قنوات «الحياة» أرجأت إطلاق «الحياة الإنكليزية» التي أعلنت عنها