حققت قوات الرئيس السوري بشار الأسد تقدماً مهماً بسيطرتها على مدينة سنجار الاستراتيجية في محافظة إدلب شمال غرب البلاد وقرى بمحيطها لتفتح طريقها مع حلفائها في إيران و"حزب الله" اللبناني إلى مطار أبو الضهور العسكري.

وقال قائد ميداني في قوات النظام، إن القوات القادمة من المحور الجنوبي باتت على بعد ما يقارب 15 كيلومتراً منه، كما استعاد الجيش قرية خيارة بريف إدلب الجنوبي وخمس قرى في محيط سنجار"، مشيراً إلى "حالات فرار جماعية لمسلحي جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها، مع اشتداد العمليات العسكرية".

Ad

من جهته، أكد قائد عسكري في "جيش إدلب" أن "المجلس العسكري عقد اجتماعاً طارئاً لمواجهة التطورات الميدانية الأخيرة بريف إدلب بعد تقدم القوات الحكومية التي تعتمد سياسة الأرض المحروقة والقصف الجوي"، مبيناً أن 17 طائرة تتناوب في قصف المناطق الجنوبية والشرقية بشكل مهد لقوات النظام السيطرة على قرى المتوسطة، وخيارة، وكفريا المعرة وصرع، وصريع.

وأشار إلى شن الطيران الروسي عدة غارات جوية استهدفت قرى في ريف إدلب ما دفع أكثر من 130 ألف مدني من سكان مدينة سنجار والقرى المحطة بها إلى النزوح.

وكشف القائد العسكري أن القصف العنيف من قبل الطيران الروسي على قرى منطقة سنجار وأبو الظهور يمهد أمام القوات الحكومية للوصول إلى سكة القطار، وبذلك تؤمن خط سكة الحديد من حلب إلى حمص ودمشق، ومن ثم تتقدم باتجاه الأتوستراد الدولي حلب دمشق لتأمين الطريق الدولي.

وفي اللاذقية، شهد ريف مدينة جبلة ومحيطه، استنفاراً من قبل القوات الروسية، بعد ساعات من استهداف قاعدتها العسكرية في حميميم بواسطة أسراب من الطائرات المسيرة عن بعد (الدرون)، تابعة لفصيل إسلامي عامل في ريف المحافظة الشمالي الشرقي.

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات تحاول تأمين أكبر لمطار حميميم العسكري والحيلولة دون تنفيذ أي استهداف جديد من شأنه ضربها في أكبر قاعدة عسكرية لها داخل الأراضي السورية، في أعقاب استهدافين خلال أسبوع واحد، الأول عشية احتفالات رأس السنة الميلادية، والآخر مساء أمس الأول، وسط توتر يسود المنطقة من احتمالية تنفيذ هجمات مستقبلية ضد المطار العسكري، الذي يعد منطلقاً لمعظم الطائرات الروسية التي تقوم بتنفيذ ضربات على الأراضي السورية.

ومع تأكيد مصادر في المعارضة السورية أن "سماء قاعدة حميميم تشهد معركة جوية بين الطائرات المسيرة والدفاعات الجوية"، اعترف المتحدث الرسمي باسم القوات الروسية في سورية أليكسندر إيفانوف بالهجوم على القاعدة، محذراً من "التجاوزات الأمنية على منطقة حميميم العسكرية سيدفع مرتكبوها ثمناً باهظاً على ارتكابهم لهذه الحماقات غير المبررة".

الخاصرة الرخوة

إلى ذلك، ومنذ سنوات، تشكل الغوطة الشرقية الخاصرة الرخوة للنظام السوري، مع صمود الفصائل المعارضة فيها وقدرتها رغم الحصار المحكم على استهداف العاصمة، ما يرجح وفق محللين، توجه دمشق لحسم عسكري في المنطقة بعد انتصارات على جبهات أخرى.

وتحظى هذه المنطقة المحاصرة بشكل محكم منذ عام 2013، بأهمية مزدوجة لدى الفصائل المعارضة لأنها آخر أبرز معاقلها، وكذلك لدى القوات الحكومية التي تسعى لضمان أمن دمشق، بعدما تمكنت من استعادة السيطرة على أكثر من نصف مساحة سورية.

وتكثف القوات الحكومية قصفها على بلدات ومدن في الغوطة الشرقية منذ أسبوع، رداً على هجوم شنته فصائل جهادية وإسلامية على مواقعها قرب مدينة حرستا. وتدور معارك عنيفة بين الطرفين.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن "الغوطة هي فعلاً الخاصرة الرخوة للنظام، لأن الفصائل الموجودة فيها قوية وتهدد دمشق بشكل مباشر".

عوائل الزبداني

إلى ذلك، أعلن محافظ ​ريف دمشق​ علاء منير إبراهيم "عودة أكثر من 1500 عائلة إلى ​مدينة الزبداني​ من أصل 10 آلاف عائلة نتيجة المتابعة المستمرة من قبل المحافظة ومجلس المدينة وتكثيف عمل ورشات صيانة الشوارع والطرقات وشبكات الكهرباء والهاتف و​الصرف الصحي​ منذ أن أعاد لها ​الجيش السوري​ الأمن والاستقرار من براثن التنظيمات الإرهابية المسلحة".

قواعد أميركية

في غضون ذلك، ذلك، نبه المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني ​حسين أمير عبداللهيان​، في تصريح لصحيفة "جام جم" الحكومية، إلى أن "​أميركا استغلت انشغالنا في ​محاربة داعش​ في ​العراق​ و​سورية​، وأنشأت قرابة 7 قواعد عسكرية في سورية، في مسعى لتعزيز تواصلها مع الأكراد لمتابعة أهدافها على الأمد البعيد في المنطقة"، مشيراً إلى أن "محادثات آستانة نجحت رغم محاولة ​واشنطن​ أن تحتفظ لنفسها بحق إرباك اللعبة في أي زمان تراه مناسباً لمآربها".

ونفى عبداللهيان أن "تكون لإيران قاعدة عسكرية في سورية"، مؤكداً أنه "ما دامت ​الحكومة السورية​ تطلب العون فإننا سنواصل تقديم المساعدة العسكرية الاستشارية".