ماكرون إلى الصين لبناء «شراكة استراتيجية»

بكين تحاول إقناع باريس بالتموضع في «الوسط» على الساحة الدولية

نشر في 08-01-2018
آخر تحديث 08-01-2018 | 00:03
 الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون
توجه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس، إلى الصين في زيارة تستمر ثلاثة أيام يأمل خلالها تعزيز العلاقات مع الرئيس شي جينبينغ وبناء تحالف في ملفات عدة.

واعلن مكتب الرئيس الفرنسي أن ماكرون سيسعى خلال زيارته التي تبدأ اليوم، إلى اقامة "شراكة استراتيجية" مع بكين خصوصاً في مكافحة الرهاب والتبدلات المناخية. وتأمل فرنسا خصوصاً أن تعمل بكين معها للعب دور حاسم في تطبيق اتفاق باريس حول التغيرات المناخية بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.

والصين هي اكبر دولة مسببة للتلوث في العالم لكنها اكبر بلد مستثمر في تقنيات الطاقة النظيفة ايضا.

وقال ماكرون خلال الاسبوع الجاري ان الصين تلعب دورا اساسيا في تخفيف حدة الازمة الناجمة عن البرنامج النووي لبيونغيانغ بعد التصعيد الكلامي بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون.

وقالت المحللة فاليري نيكيه ان "القيادة الصينية تطمح الى اقناع الرئيس الفرنسي بالتموضع في الوسط في عدد من القضايا مثل كوريا الشمالية، والدفاع عن الحوار ضد الموقف الذي يزداد عدائية للولايات المتحدة، وبالاعتراف ضمنا في خياراته بموقع الصين المتقدم في المنطقة".

وسيطلب ماكرون من الصين أيضا دعم قوة مجموعة الساحل التي تضم قوات من مالي وتشاد وبوركينا فاسو والنيجر وموريتانيا ومهمتها مقاتلة الجهاديين في منطقة الصحراء.

وقد اصبحت الصين شريكا تجاريا اساسيا لافريقيا حيث بلغت قيمة استثماراتها 31,6 مليار دولار عام 2016 موظفة في مشاريع لسكك حديد وطرق سريعة ومرافىء ومحطات لتوليد الكهرباء. وهي تشكل جزءا من شبكة واسعة للنقل يأمل الرئيس الصيني في تطويرها في اطار مبادرة تحمل اسم "حزام واحد طريق واحد" لتحفيز التجارة.

وزيارة الدولة هذه هي الاولى لرئيس اوروبي الى بكين منذ مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في اكتوبر، الذي عزز سلطة شي مع بداية ولايته الرئاسية الثانية. وكانت الصين اشادت بقرار باريس اختيارها لتكون اول دولة آسيوية يقوم بزيارتها. وقبل سفره، أحيا الرئيس الفرنسي في حفل تأبين مهيب أمس ذكرى 17 شخصا قتلوا في هجمات في باريس قبل ثلاثة أعوام كانت بمثابة الموجة الأولى من سلسة هجمات دامية شنها متشددون إسلاميون في فرنسا. وفي موجة قتل استمرت ثلاثة أيام في يناير 2015 قتل مسلحون صحافيين ورسامين يعملون بصحيفة شارلي إيبدو الأسبوعية الساخرة وأفرادا من الشرطة ومتسوقين في متجر يهودي.

وبدأت مراسم التأبين في المقر القديم لمجلة شارلي إيبدو حيث قتل شقيقان مسلحان ببنادق آلية 11 شخصاً بالرصاص منهم بعض من أبرز الصحافيين ورسامي الكاريكاتير.

back to top