كذَّبت الحكومة المصرية، ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، بشأن وجود توجيهات أمنية من قبل جهات سيادية إلى عدد من مقدمي البرامج التلفزيونية خلال تناول موضوع "القدس" عبر وسائل الإعلام، بما يوحي – كذباً – بأن مصر تؤيد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلنه في 6 ديسمير الماضي، واعترف فيه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

الهيئة العامة للاستعلامات (هيئة حكومية تتبع رئاسة الجمهورية وتضطلع بدورها كجهاز الإعلام الرسمي والعلاقات العامة للدولة)، قالت إن التقرير "يحمل ادعاءات"، لافتة إلى أنها تابعت ما نشرته الصحيفة لمراسلها الدولي "ديفيد كيركباتريك" الذي تضمن ما وصفه بأنه وجود تسريبات لتسجيلات في حوزته لضابط مخابرات مصري مزعوم يُدعى أشرف الخولي، يقدم فيها توجيهات لأربعة من مقدمي البرامج التلفزيونية في مصر بشأن تناول موضوع "القدس" إعلامياً.

Ad

ووصفت الهيئة عبر بيان رسمي، أصدرته أمس، تقرير الصحيفة الأميركية بأنه "تسريبات مزعومة لشخص مجهول"، وأضافت أن الشخصيات الأربع منها ثلاث أحدهم مفيد فوزي لا يقدم برامج متلفزة منذ سنوات، والثاني سعيد حساسين توقف عن تقديم برنامجه المتلفز قبل أسابيع من إعلان قرار واشنطن بشأن القدس، فضلاً عن الفنانة يسرا التي لا تقدم برامج من الأساس، بينما الاسم الرابع هو الإعلامي عزمي مجاهد، الذي نفى معرفته بأي شخص يدعى أشرف الخولي، في وقت لم يقدم التقرير أدنى دليل على انتماء هذا الشخص (أشرف الخولي) إلى جهاز المخابرات.

في السياق، تهكم مصدر أمني رفيع المستوى على تقرير الصحيفة، مؤكداً أنه "ادعاء مزعوم"، وقال إن مثل هذه التقارير هدفها إثارة البلبلة في الشارع المصري، وإحداث فتنة في العلاقات المصرية – العربية عموماً، والعلاقات المصرية - الفلسطينية بشكل خاص.

المصدر دلل على صحة كلامه بما سبق أن نشرته الصحيفة ذاتها في وقت سابق، من خبر مفبرك عن هروب وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وتوليه وظيفة مستشار لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهو ما ثبت عدم صحته، حيث ألقي القبض على العادلي في مدينة "السادس من أكتوبر" (جنوب القاهرة) لاستكمال إجراءات محاكمته في قضية الاستيلاء على المال العام في وزارة الداخلية.

برلمانياً، استنكر عضو لجنة الإعلام، يوسف القعيد، ما سماه بـ"التقرير الأميركي المفبرك"، وقال لـ"الجريدة"، إن المخابرات لم تتدخل في عمل الإعلام خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً أن مثل هذه التقارير الكاذبة هدفها تشويه صورة مصر دولياً، خصوصاً "أننا مقبلون على الانتخابات الرئاسية".