أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أن «الأوضاع المحيطة بنا آخذة، بكل أسف، في التدهور، وما تواجهه مسيرتنا الخليجية المباركة من عقبات وتعثر يفرض علينا التعاون والتشاور واللقاء، على كل المستويات».

وقال سموه، في حفل افتتاح الاجتماع الحادي عشر لرؤساء مجالس الشورى والنواب والأمة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بفندق شيراتون الكويت، صباح أمس، «إننا لن نستطيع مواجهة هذه التحديات فرادى، فالعمل الجماعي سبيلنا في هذه المواجهة، وحصننا الذي نتمكن من خلاله من التصدي لتلك التحديات، والحفاظ على مكاسب وإنجازات تحققت لمسيرتنا المباركة ولدولنا وشعوبنا».

Ad

وجاء في نص الكلمة التي ألقاها سموه:

«يسرني بداية أن أرحب بكم في بلدكم الثاني دولة الكويت، ضيوفا أعزاء بين أهلكم وأشقائكم، بمناسبة انعقاد اجتماعكم الحادي عشر، مشيدين بمبادرة معالي الأخ مرزوق علي الغانم رئيس مجلس الأمة بالدعوة لعقد هذا الاجتماع.

إن كلا منا يدرك ويعايش الأوضاع المحيطة بنا والآخذة، بكل أسف، في التدهور، بكل ما يمثله ذلك من تحد لنا جميعا، فضلا عما تواجهه مسيرتنا الخليجية المباركة من عقبات وتعثر، مما يفرض علينا التعاون والتشاور واللقاء، على كافة المستويات، حيث إننا لن نستطيع مواجهة هذه التحديات فرادى، فالعمل الجماعي سبيلنا في هذه المواجهة، وحصننا الذي نتمكن من خلاله من التصدي لتلك التحديات والحفاظ على مكاسب وإنجازات تحققت لمسيرتنا المباركة، ولدولنا وشعوبنا.

يأتي اجتماعكم اليوم في دولة الكويت التي احتضنت منذ أسابيع مضت الدورة الثامنة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، والتي أكدنا من خلالها على حرص دول المجلس في الحفاظ على آلية انعقاد الدورات العليا لمجلس التعاون، وصيانة مسيرته المباركة، والسعي بكل الجهد لتعزيزها، وقد تمكنا بفضل من الله سبحانه وتعالى، وبتعاون الأشقاء من الخروج من هذه القمة بسلسلة من القرارات التي ستساهم في تعزيز عملنا الخليجي المشترك، كما سعدنا باستضافة دولة الكويت لدورة كأس الخليج العربي الثالثة والعشرين، والتي تمثل امتدادا للتواصل الأخوي بين دول وشعوب مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وملتقى للشباب الرياضي الخليجي والتي أقيمت بفضل الله تعالى في موعدها المقرر، وتكللت بالتوفيق والنجاح. وأجدها فرصة مناسبة للإشادة بأواصر الإخاء والمودة التي جمعت أبناءنا وشبابنا الخليجي، مجسدة معاني الوحدة الخليجية والتنافس الشريف والأداء الفني الرفيع الذي قدمه اللاعبون، مقدرين عاليا التفاعل والحضور الجماهيري الغفير الذي شهدته مختلف المباريات، والذي أضفى على هذه الدورة البهجة والفرح والسرور.

إننا ننظر إلى هذا اللقاء وإلى أي لقاءات أخرى بكل تفاؤل، ونرى أنها ترجمة للنوايا النبيلة وتعبير صادق من قبل الجميع، وتمثل جهدا خيرا وآلية مؤثرة ستدفع بمسيرة عملنا الخليجي المبارك إلى ما يحقق تماسكها واستمرار الحفاظ عليها لتلبية آمال وتطلعات أبناء دول المجلس.

إن دوركم كممثلين لأبناء دول المجلس حيوي وبناء ومكمل لدور الأجهزة الرسمية في دولنا ورافد لها في مواجهة العديد من التحديات، فأنتم الجهاز التشريعي في دولنا الذي يساعد في رسم خريطة طريق التنمية والبناء والنماء والتواصل، في ظل هذه الظروف الدقيقة التي تتطلب منا جميعا إدراكا لأبعادها ومخاطرها، فشعوبنا تتطلع بكل الأمل لهذا اللقاء لتحقيق طموحها في الاستقرار والرخاء والنماء. فإن ما يجمعنا من وشائج أسمى من أن يؤثر فيه خلاف نرى أنه عابر مهما طال.

لقد حقق كياننا الخليجي على مدى العقود الأربعة الماضية لمسيرته المباركة أهدافا ومكتسبات تعزز من قدرتنا على تلبية آمال أبناء دولنا والمحافظة على ما حققه كياننا الخليجي من مكانة مرموقة بين الدول والتجمعات الدولية.

إن المسؤولية الملقاة على عاتقكم اليوم كبيرة، ونحن على يقين من أنكم قادرون على تحملها والوفاء بها، لنعزز بناءنا الخليجي ونحصنه من كافة التحديات، ونضاعف من تواصلنا تجسيدا لوحدتنا وتعزيزا لتماسكنا، متمنيا لأعمال اجتماعكم كل التوفيق والسداد».

صاحب السمو وولي العهد استقبلا رؤساءمجالس النواب بدول التعاون

استقبل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بقصر السيف، ظهر أمس، رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ورؤساء مجالس الشورى والنواب، والوطني، والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. عبداللطيف الزياني، بمناسبة انعقاد اجتماعهم الحادي عشر بدولة الكويت.

حضر المقابلة وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح.

كما استقبل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد بقصر السيف، رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ورؤساء مجالس الشورى، والنواب والوطني، والأمة بدول مجلس التعاون.

حضر المقابلة رئيس المراسم والتشريفات بديوان ولي العهد الشيخ مبارك الصباح.