جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، هجومه على كتاب «فاير آند فيوري» (نار وغضب)، الذي صدر الجمعة بشأن البيت الأبيض في عهده، وشكك في أهليته للمنصب، فيما سارع حلفاء الثري الجمهوري للدفاع عنه واعتبره أحدهم «عبقريا في السياسة».

ويبذل البيت الأبيض جهدا للتصدي للصورة السلبية التي رسمها الصحافي مايكل وولف عن ترامب في كتابه المثير للجدل والذي يتضمن الكثير من التفاصيل حول إدارة الرئيس الجمهوري.

Ad

وعلق ترامب على موقع «تويتر»، أمس الأول، بالقول إن الكتاب الذي حقق اعلى نسبة مبيعات على موقع امازون بعيد صدوره: «كتاب كاذب لمؤلف فاقد للمصداقية بالكامل».

مدير CIA

وبعد حصول ترامب على بعض الدعم الجمهوري، عقب مشاروات غير رسمية مع قادة الحزب الجمهوري وصفت بأنها ناجحة للاعداد للانتخابات المحلية، نال الرئيس دعما من مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) مايك بومبيون، الذي قال في مقابلة على قناة فوكس الاخبارية إن الصورة التي رسمها وولف عن ترامب «أوهام محضة لا غير».

ونفى بومبيو أن يكون الرئيس لامباليا وعاجزا عن التعامل مع ملفات سياسية معقدة، مؤكدا انه «ملتزم ويفهم التعقيدات ويطرح أسئلة صعبة على فريقنا في سي آي ايه»، لافتا الى انه «مستهلك متعطش» لمعلومات الوكالة. كما أضاف ان ترامب «أهل تماما» وأنه من «السخف» الايحاء بعكس بذلك.

ميلر على «CNN»

بدوره، سخر المستشار السياسي لدى ترامب ستيفن ميلر من الكتاب، مصرا على ان الرئيس في الواقع «عبقري في السياسة»، وذلك اثناء مقابلة عاصفة مع شبكة «CNN».

وأكد ميلر ان وولف «كاتب هراء لكتاب هراء... ليس الا كوما من القمامة»، ووجه هجوما لاذعا اثناء سجال اتخذ حدة غير معهودة مع محاوره جيك تابر.

ووصف ميلر مضيفه بأنه «متعال وخبيث»، واتهم سي ان ان بالقيام «بتغطية سلبية هستيرية معادية لترامب».

ولم يكن كتاب وولف متسامحا مع ميلر نفسه، فقال ان الأخير «كان يفترض ان يكون المفكر في الفريق لكنه جاهل بشدة. وكان يفترض ان يكون خبيرا في التواصل، لكنه استعدى الجميع تقريبا».

غير ان اداء ميلر الهجومي في المقابلة لقي استحسان ترامب الذي علق في تغريدة «جيك تابر من اخبار سي ان ان الكاذبة دُمر للتو في مقابلته مع ستيفن ميلر من إدارة ترامب. شاهدوا الكراهية والتحيز لدى هذا التابع في سي ان ان!»

في المقابل، دافع وولف وهو صحافي مثير للجدل على الدوام عن عمله مجددا، وقال إنه لم يخرق اي اتفاق بشأن عدم نشر معلومات في ما نقله في الكتاب، لكنه رجح الا يكون ترامب اعتبر الساعات الثلاث بالإجمال التي أكد إمضاءها معه بمثابة مقابلات.

هايلي

ورفضت السفيرة الاميركية الى الامم المتحدة نيكي هايلي، التي قال وولف انها قد ترث ترامب لأنها «تملك طموح شيطان»، الحديث عن امكانية عزل الرئيس وفق المادة 25 بسبب عدم اهليته، وأكدت ألا أحد في البيت الابيض «يشكك في اتزان الرئيس»، وألمحت الى ان وولف شخص قادر على «الكذب من أجل المال والسلطة».

وحاول الاستراتيجي السابق للبيت الأبيض، ستيف بانون، أمس الأول، تغيير اقوال له ادرجت في الكتاب، خصوصا تلك التي وصف فيها دونالد ترامب جونيور نجل الرئيس بأنه «يفتقر إلى الحس الوطني»، بسبب مشاركته في اجتماع مع محامية روسية في يونيو 2016.

وقال بانون في بيان: «إنني آسف لأن تأخري في الرد على التقارير غير الدقيقة بشأن دونالد ترامب جونيور، حول الانتباه عن الإنجازات التاريخية للرئيس في السنة الأولى من رئاسته»، واضاف: «دونالد ترامب جونيور رجل وطني وطيب، لقد كان دوما دعما لأبيه، وللأجندة التي ساعدت على تغيير بلادنا».

وتابع بانون، اليميني المتشدد الذي عاد الى العمل في موقع بريتبارت اليميني المعروف بعد اقالته من منصبه الحكومي: «دعمي لا يتزعزع أيضا للرئيس وجدول أعماله، كما أظهرت يوميا فى برامجى الإذاعية، وعلى صفحات بريتبارت».

وكان ترامب علق على تصريحات بانون في الكتاب، معتبراً أنه «عندما فُصل من عمله، لم يفقد وظيفته فحسب، لكنه فقد عقله».

وقال بانون إن غضبه كان موجها الى بول مانافورت، المدير السابق لحملة دونالد ترامب الانتخابية الذي كان حاضرا في الاجتماع المذكور مع المحامية الروسية: «كانت تعليقاتي موجهة إلى مانافورت، وهو محترف محنك ولديه خبرة في أساليب عمل الروس».

واللقاء مع المحامية الروسية يشكل احد اهم محاور التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر حول تواطؤ محتمل بين فريق ترامب وروسيا للتأثير على انتخابات نوفمبر 2016.

البيت الأبيض يسعى إلى تخفيف قواعد تصدير السلاح

قال مسؤولون أميركيون إن إدارة الرئيس دونالد ترامب شارفت على استكمال خطة جديدة شعارها «اشتر المنتج الأميركي»، تطالب الملحقين العسكريين والدبلوماسيين الأميركيين بالمساعدة في الترويج لصفقات في الخارج لصناعة السلاح الأميركية بمليارات الدولارات.

وقال مسؤولون مطلعون على الخطة إن من المتوقع أن يكشف ترامب في فبراير المقبل عن جهد حكومي لتخفيف قواعد التصدير فيما يتعلق بمشتريات الدول الأجنبية من العتاد العسكري الأميركي الصنع من المقاتلات الحربية والطائرات بلا طيار إلى السفن الحربية والمدفعية. ويسعى ترامب لتحقيق وعد قطعه على نفسه في الحملة الانتخابية عام 2016 لإتاحة الوظائف في الولايات المتحدة، وذلك ببيع المزيد من السلع والخدمات في الخارج من أجل خفض العجز التجاري الأميركي الذي بلغ أعلى مستوياته منذ ست سنوات مسجلا 50 مليار دولار.

غير أن تخفيف القيود على مبيعات السلاح سيمثل تحديا للمدافعين عن حقوق الإنسان والحد من التسلح، والذين يقولون إن ثمة خطرا كبيرا يتمثل في تغذية العنف في مناطق مثل الشرق الأوسط وجنوب آسيا أو استخدام السلاح في هجمات إرهابية.