بعد 60 عاما على عرض أحد أفلامه في مهرجان «كان» السينمائي بفرنسا، كرَّمت بيروت المخرج اللبناني المخضرم جورج نصر، الذي وُصف بأنه «الأب الشرعي للسينما اللبنانية».

وعلى مدى أسبوع منذ الخميس الماضي حتى 10 الجاري تستضيف سينما متروبوليس أمبير صوفيل في العاصمة اللبنانية عروض النسخة المرمَّمة من فيلم «إلى أين؟»، إضافة إلى فيلم وثائقي عن المخرج، الذي تجاوز عامه التسعين ببضعة أشهر.

Ad

وكان «إلى أين؟» أول فيلم لبناني يشارك عام 1957 ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» الفرنسي، وإن كانت عروضه المحلية في ذلك العام على نطاق ضيق، واستمرت فترة محدودة جدا.

وجاء عرض النسخة المرممة بمبادرة من شركة أبوط برودكشنز للإنتاج ومؤسسة سينما لبنان ونادي «لكل الناس»، وعُرضت هذه النسخة للمرة الأولى في مايو 2017 ضمن برنامج «كان للأفلام الكلاسيكية» في الدورة السبعين من المهرجان.

وحضر المخرج نصر، وهو من مواليد عام 1927، افتتاح أسبوع أفلامه، إضافة إلى عرض فيلم وثائقي بعنوان «نصر» أخرجه أنطوان واكد وبديع مسعد، ويتناول سيرة حياة المخرج، والمعارك التي خاضها من أجل صناعة السينما في لبنان.

وقبيل بدء عرض الفيلم الوثائقي، قال نصر، الذي تتلمذ على يديه العديد من المخرجين اللبنانيين: «إنها فرحة كبيرة لي أن يعرَض الفيلم بعد 60 سنة في صالة لبنانية لجمهور لبنان».

وروى نصر في «الوثائقي» ظروف ما وصفه بمنع فيلمه آنذاك، وقال إن «أول درس قدمته قلت فيه لطلابي إن السينما لا تسامح، فمن يُرد خوض غمارها فيجب أن تكون السينما مرَّت في أصغر شريان في جسمه».

وفسَّر نصيحته لـ»رويترز» بالقول: «كنت أنصحهم بألا يقبلوا أي فيلم إذا لم يكونوا مقتنعين به، لأن النتيجة لن تكون فيلما جيدا إذا لم يحبوا موضوعه».

ودعا نصر محبي صناعة السينما إلى الابتعاد عن حسابات الربح والخسارة، وقال لهم: «إذا جايين عالسينما من أجل تربحوا مصاري روحوا على غير اشيا بتربحوا أكتر، السينما مأساة وتعب وروح طويلة».

وفي أربعينيات القرن الماضي انتقل نصر من مدينة طرابلس في شمال لبنان إلى إحدى جامعات شيكاغو الأميركية، وبعدها إلى جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس.

ولم تقتصر مشاركة نصر في مهرجان «كان» الفرنسي على فيلمه (إلى أين؟)، بل تبعتها مشاركة أخرى عام 1962 مع فيلم «الغريب الصغير»، وفي عام 1973 أخرج نصر فيلم «المطلوب رجل واحد»، الذي يقول إنه عُرض في سورية قبل أكثر من 30 عاما.