هل يسقط كتاب رئيس دولة؟ رأي المؤلف
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
ليس كل ما جاء في الكتاب صحيحاً، ولكن ذلك لم يعد مهماً، فقد أحدث هزة كبيرة تدخله بمرتبة عليا في مقياس ريختر السياسي حسب "صنداي تايمز". وصار ترامب يتعامل مع الكتاب كمسألة وجودية. يقول المؤلف إن "أهم اكتشاف له سطره في الكتاب هو أن كل المحيطين، وأعني كل المحيطين بترامب، غير مقتنعين بأهليته للرئاسة، بل كانوا في حملته الانتخابية مقتنعين بأنه لن ينجح، وقد رتبوا أمور حياتهم المستقبلية على تلك الفكرة، وعندما نجح ظهرت كل الموبقات والترتيبات التي كانت تتم تحت الطاولة". ورداً على سؤال لوولف: هل سيذكرك التاريخ على أنك الشخص الذي أسقط ترامب، أجاب: "أتمنى أن يعرفني التاريخ بذلك، ولكن الأمر الواقعي هو أنني الشخص الذي قال إن الرئيس بلا ملابس حتى بدأ الناس يكتشفون أنه فعلاً بلا ملابس". وعن اقترابه من ترامب لهذه الدرجة يقول وولف: "عرفت ترامب منذ التسعينيات، وربما قربني منه أنني من نيويورك، وأنني خارج المعسكرات السياسية، فلست صحافياً سياسياً ولكني إعلامي، ودونالد ترامب ليس شخصية سياسية لكنه شخصية إعلامية، وأغلب الوقت الذي قضيته معه كنا نتحدث عن الشخصيات الإعلامية". وأضاف: "يقرب الرئيس عائلته منه داخل البيت الأبيض، ليس لأنه يثق بهم بالضرورة، ولكن لأنهم لا حياة لهم بدونه، فكل وجودهم مرتبط به، وزواله يؤدي إلى زوالهم".كيف ستنتهي حقبة رئاسة ترامب؟ "لم يكمل سنة بعد"، ومع ذلك يرى وولف "أن أيامه باتت معدودة، بصورة أخرى فإن الحكاية في الكتاب هي عن كيف ستكون النهاية، بل ستكون واحدة من أشد ارتطامات القطارات في التاريخ"، وفي الكتاب يؤكد ستيف بانون، الشخصية المثيرة للجدل، وكبير استراتيجيي ترامب السابق "هناك واحد من ٣ احتمالات: إما العزل الرسمي impeachment، أو الاستقالة لتجنب العزل بموجب المادة ٢٥، أو ربما يتمكن من أن يعرج سياسياً حتى يكمل دورته، ولكنه حتماً لن تكون له دورة ثانية".وبصرف النظر عن النتائج يتبادر إلى الذهن سؤالان مشروعان، الأول واقعي ويخص النتائج التي سيترتب عليها رحيل ترامب على منطقتنا، وهو حديث ذو شجون، أما الثاني فهو سؤال افتراضي: ماذا لو قام صحافي بإصدار كتاب مماثل في منطقتنا، ليس عن ترامب بالطبع، ولكن عن حاكم دولته؟