خامنئي يصف الاحتجاجات بـ «الشيطانية» ويدعو إلى فرزها

• نائب يكشف اعتقال 3700 خلال الاحتجاجات وارتفاع عدد قتلى السجون إلى 3 واعتصام «إيفين» يتواصل
• حاتمي: نحن مسؤولون عن مصير شعوب المنطقة
• روحاني يرفض إغلاق التحقيق في وفاة رفسنجاني

نشر في 10-01-2018
آخر تحديث 10-01-2018 | 00:04
خامنئي متحدثاً خلال تجمع في طهران أمس (رويترز)
خامنئي متحدثاً خلال تجمع في طهران أمس (رويترز)
قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن الاحتجاجات الشعبية، التي اندلعت في بلاده، شيطانية حركتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، لكنه دعا إلى فرز المحتجين بين من يحملون مطالب حقيقية ومن يشاغب.
وصف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي حركة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها بلاده بـ«الشيطانية»، مؤكدا أن «الولايات المتحدة وبريطانيا، ومن يسعون للإطاحة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية من الخارج، فشلوا وسيفشلون في المستقبل أيضاً».

ووصف خامنئي موجة الاحتجاجات التي اجتاحت العديد من المدن الإيرانية، للاعتراض على تردي الأوضاع المعيشية، وانتشار الفساد، قبل أن تتحول للمطالبة بإسقاط النظام، بأنها «لعب بالنار»، مضيفاً أن «العدو يتخذ خطوات مرارا، وكل مرة يقابل بالهزيمة، بسبب المقاومة والسد الشعبي والوطني القوي».

لكن المرشد قال إن من حق المواطنين الإعراب عن مخاوفهم المشروعة، في تنازل نادر من زعيم عادة ما يبدي دعما واضحا للقمع الأمني، ونُقل عن خامنئي قوله «يجب التعامل مع هذه المخاوف، يجب أن نستمع، يجب أن نصغي، يجب أن نقدم إجابات بقدر استطاعتنا»، داعيا إلى «الفصل بين مطالب الشعب المشروعة وأعمال التخريب».

وغداة خطاب قوي للرئيس حسن روحاني، الذي وجد نفسه وحيدا في مواجهة التظاهرات، وسط خلافات تحيط بعلاقته مع الحرس الثوري والسلطة القضائية، صرح خامنئي: «لا أقول انه يجب عليهم المتابعة. أنا مسؤول أيضا. كلنا علينا المتابعة».

سنرد على ترامب

وهاجم المرشد الإيراني الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقال إن «جنونه واستعراضاته السخيفة لن تبقى دون رد»، متعهدا بمحاسبة واشنطن على «الخسائر التي تكبدتها إيران خلال أيام الاضطرابات».

واتهم المرشد الولايات المتحدة وإسرائيل وإحدى الدول الخليجية، في اشارة الى السعودية، دون ان يسميها، بتشكيل «مثلث لخلق الفوضى في إيران»، وقال إن ما وقع في بلاده تم التخطيط له من قبل واشنطن وتل أبيب منذ أشهر، موضحا أن الدولة الخليجية لعبت دور الممول، بينما كان في الواجهة من اسماهم «المنافقين»، في إشارة إلى منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة.

أعداد المعتقلين

في غضون ذلك، وفي وقت تتكتم السلطات على أعداد المعتقلين والقتلى الحقيقي خلال الاضطرابات، كشف نائب برلماني إصلاحي، يدعى محمود صادقي، أنه جرى اعتقال 3700 شخص خلال موجة الاضطرابات.

ونقل السياسي الإصلاحي هذا الرقم، الذي يعد أعلى بكثير مما كان يُعتقد، عن قائمة متوفرة لدى جهاز الاستخبارات ووزارة الداخلية.

وكان يعتقد أن عدد الذين جرى اعتقالهم خلال الاحتجاجات يتراوح بين 1000 و1800.

قتلى واعتصامات

في هذه الأثناء، لقي متظاهر تم اعتقاله في وقت سابق مصرعه داخل سجن «ايفين»، سيئ السمعة، شمال طهران، مساء أمس الأول، ليرتفع بذلك عدد الذين لقوا حتفهم من المحتجزين، على خلفية الاحتجاجات، في السجون إلى 3 منذ الأحد الماضي. وأفادت مواقع معارضة بأن الـ3 «قضوا تحت التعذيب».

وتنظم عائلات طلاب تم اعتقالهم خلال الأحداث الأخيرة، إضافة إلى عائلات مئات المحتجزين الآخرين، اعتصامات منذ 4 أيام أمام سجن إيفين بطهران وسجون أخرى.

وبينما استمرت الإضرابات العمالية والإضراب العام في عدد من الأسواق في بعض المدن خلال اليومين الماضيين، تجددت دعوات الى الاحتجاجات في أكثر من 40 مدينة مساء أمس.

اعتراف وإدانة

في السياق، اعترف إسحاق جهانغيري النائب الأول للرئيس الإيراني بأن هناك مشاكل عديدة في البلاد، وقال إنه سيتم حلها عبر الحوار، مشيراً إلى أن بعض الدول العربية أصغر من أن تحرك الاحتجاجات في بلاده.

وأدان المدعي العام بالقضاء العسكري ما وصفها بمخططات الأعداء الرامية إلى تنفيذ سيناريوهات القتل وتصعيد التوتر «خلال أحداث الشغب الأخيرة»، وشدد في كلمة نقلتها وكالة فارس للأنباء على «ضرورة مراقبة التهديدات الجديدة والمستقبلية».

استمرار التدخل

وفي وقت تتزايد الضغوط الدولية على طهران لوقف سياستها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، قال وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي إن طهران تجد نفسها مسؤولة عن مصير شعوب المنطقة.

وأشار إلى أن «تقديم الدعم للجيشين العراقي والسوري في القضاء على ربيبة أميركا، داعش، مثال واضح على شعور الجمهورية الإسلامية بالمسؤولية تجاه المنطقة».

وفي كلمة له في مؤتمر الأمن المنعقد بطهران أمس الأول، أضاف حاتمي: «إننا نوصي الولايات المتحدة بالابتعاد عن الدور التخريبي وغير البناء الذي تلعبه مع الدول الصديقة والمجاورة، والتي تحاول من خلاله تخويف تلك الدول من إيران».

تحقيق رفسنجاني

إلى ذلك، أكد ياسر رفسنجاني، نجل الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني، في مقابلة مع وكالة أنباء «يانا»، أن عائلته علمت أن مسؤولين في المجلس الأعلى للأمن القومي ارسلوا رسالة للرئيس حسن روحاني، بصفته رئيس المجلس، طلبوا فيها إذنا لإقفال ملف التحقيق في وفاة رفسنجاني الذي فتح بطلب من عائلته، بعد شكوك حول ظروف وفاته واتهامات لخصومه باغتياله.

وقال ياسر إن «روحاني طلب من المجلس الاستمرار في التحقيق، وابقاء الملف مفتوحاً»، مضيفاً أن شقيقه الأكبر محسن الذي يتبوأ منصب رئيس المجلس البلدي في طهران سيراجع المجلس الأعلى للأمن القومي ويتحقق من الأمر.

إنقاذ «النووي»

من جهة أخرى، أعلن الاتحاد الأوروبي ليل الاثنين - الثلاثاء أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيجري في بروكسل غدا مباحثات مع نظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني، تتناول سبل الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني.

ويأتي الاجتماع بين ظريف، الذي سبق أن أعلنت طهران أنه سيتوجه هذا الأسبوع إلى أوروبا، ونظرائه الأوروبيين في الوقت الذي تتزايد المخاوف من إقدام الولايات المتحدة، في غضون أيام، على نقض الاتفاق النووي، الذي أبرمته إيران مع مجموعة الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) في يوليو 2015، ونص على تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران، مقابل كبحها برنامجها النووي.

من جانب آخر، أعلنت ألمانيا، أمس، أنها استدعت السفير الإيراني لتوبيخ طهران، بسبب التجسس على أفراد وجماعات على صلة وثيقة بإسرائيل على أراضيها.

وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا يجتمعون بظريف لإنقاذ «الاتفاق النووي»
back to top