مصر / الزيات لـ الجريدة•: لا بد من تنسيق عربي لحماية البحر الأحمر
«حاملات الطائرات لتأمين حقول غاز شرق المتوسط... والعالم لن يسمح بتعطيش المصريين»
قال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، مستشار مركز دراسات الشرق الأوسط، مجاهد الزيات، إن صفقات السلاح المصري الضخمة التي عقدت في السنوات الأخيرة، كان هدفها تأمين البحر الأحمر، وحقول الغاز شرق المتوسط، ودعا في مقابلة مع "الجريدة" الدول العربية المطلة على الأحمر إلى التنسيق فيما بينها لحمايته... وفيما يلي نص الحوار:
● ما رأيك في توسع القاهرة في عقد صفقات تسلح خلال السنوات الثلاث الماضية؟
- هناك ضرورة لدعم القدرات العسكرية المصرية، وتنويع مصادر التسلح، حتى لا تصبح مصر رهينة لمواقف الدول التي تشتري منها الأسلحة، لذا كان من الضروري أن تتجه إلى فرنسا وروسيا للحصول على مقاتلات حديثة دون ضغوط، لأن تنويع مصادر السلاح يعطي حرية للدولة في التعامل مع الدول المصدرة.
● كيف تفسر هذا الإقبال المصري على شراء الأسلحة؟
- التسلح ضرورة للأمن القومي المصري، فهناك موجة تسلح في المنطقة وتحركات لقوى إقليمية ودولية، وبالتالي كان من الضروري أن تسعى مصر إلى دعم قدراتها التسليحية، فحاملات الطائرات جاءت دعماً لقدرات القوات البحرية المصرية، وهدفها تأمين البحر الأحمر بعد دخول أطراف مختلفة إقليمية ودولية فيه، وأيضاً تأمين السواحل المصرية ومناطق الغاز الجديدة في المنطقة الاقتصادية المصرية شرق المتوسط، كما أن دعم القدرات الجوية هدفه مواجهة أي محاولات أو تهديدات للأمن القومي المصري، وتأمين الحدود المصرية على اتساعها.● هل تقصد بذلك الوجود غير العربي في المنطقة العربية؟
- بكل تأكيد، فأي تمدد للنفوذ الإيراني يأتي على حساب الأمن القومي العربي، وهو يخصم من رصيده. إن امتداد إيران في العراق وسورية ولبنان واليمن يعني أن طهران تنخرط في قضايا المنطقة بصورة لا تهدد أمن دول الخليج، بل الدول العربية كلها. وعندما يتزايد النفوذ التركي في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، فبالتأكيد سيكون هذا في غير مصلحة العرب، لذا على الدول العربية المشاطئة للبحر الأحمر أن تتفق على منظومة للأمن في هذا الممر البحري المهم.● ما طبيعة الدور المصري الذي يُمكن أن يوازن هذه التدخلات؟
- مصر تسعى لحل الأزمة السورية، عبر المحافظة على كيان سورية وعدم تفتيتها، وبقاء مؤسسات الدولة والعمل على محاصرة التنظيمات الإرهابية الموجودة هناك، كذلك تهدف إلى تحقيق الاستقرار والوفاق الوطني بين الأطراف المتصارعة في ليبيا، لتحقيق الاستقرار في هذه الدولة الجارة لمصر، والتي ينعكس عدم استقرارها على أمن مصر القومي، وأظن أن القاهرة نجحت في تأمين المنطقة الحدودية الغربية بدرجة كبيرة عبر دعم قوات المشير خليفة حفتر، ومثل هذه الأدوار تستطيع مصر لعبها لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.● كيف ترى مستقبل العلاقات "المصرية- الأميركية" عقب قرار القدس عاصمة لإسرائيل؟
- لم تظهر أي توترات ضخمة في العلاقات بين البلدين، عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأعتقد أن الإدارة الأميركية متوقعة طبيعة الموقف المصري، لأن القاهرة لا يمكن أن تتخذ مواقف بها تنازلات فيما يتعلق بالقدس.● كيف ترى تعاطي مصر مع أزمة سد النهضة؟
- مصر تستخدم أسلوب دعم الثقة مع إثيوبيا، في حل المشاكل القائمة بخصوص السد، ولاتزال تراهن على أن تتفهم أديس أبابا أن ملف مياه نهر النيل قضية حياة أو موت بالنسبة لمصر، وأن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي في محاولة تجويع أو تعطيش مصر.