شنت القوات الإسرائيلية ليل الاثنين- الثلاثاء غارات جوية وقصفاً صاروخياً على منطقة القطيفة في منطقة القلمون بريف دمشق، ما أوقع أضراراً مادية "قرب أحد المواقع العسكرية"، بحسب القيادة العامة للجيش السوري، التي حذرت من التداعيات الخطيرة لهذه الاعتداءات.

ووفق بيان لقيادة جيش الرئيس بشار الأسد، فإن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف الأراضي السورية ثلاث مرات خلال الليل، من غير أن يحدد هدفاً معيناً، مشيراً إلى أن الدفاعات السورية "أصابت إحدى الطائرات"، وتصدت لصاروخين أطلقا من منطقة الجولان المحتل و"أسقطتهما".

Ad

وأكدت القيادة السورية أن الجيش الإسرائيلي "كرر اعتداءه بعد 20 دقيقة بإطلاق صاروخين أرض– أرض من الجولان المحتل تصدت لهما الدفاعات الجوية وأسقطتهما، كما عاود طيرانه بعد الاستهداف الأرضي عدوانه بإطلاق 4 صواريخ من منطقة طبريا فوق الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة القطيفة تصدت لها الدفاعات الجوية ودمرت أحدها، ودمرت صاروخاً وسقط الباقي قرب أحد المواقع العسكرية، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية".

نتنياهو

وفي تأكيد غير مباشر للهجوم، شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل مصممة على عدم السماح لإيران بالتموضع في سورية وتحويلها إلى قاعدة عسكرية لها، مؤكداً أنها ستفعل كل ما هو ضروري لمنع ذلك وستستخدم جميع الوسائل.

ومنذ بدء نزاع سورية في 2011، قصفت إسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية لنظام الأسد أو أخرى لحليفه "حزب الله" اللبناني. كما استهدفت مرات عدة مواقع قريبة من مطار دمشق الدولي.

وقال نتنياهو في بيان: «ننتهج منذ سنوات عديدة سياسة تقضي بإحباط المحاولات لنقل أسلحة مخلة بالتوازن، إلى حزب الله عبر الأراضي السورية. هذه السياسة لم تتغير ونطبقها وفق الحاجة».

أبو الضهور

على الأرض، نقلت قناة "المنار" عن مصدر عسكري سوري تأكيده أن "​الجيش سيطر نارياً على مطار أبوالضهور العسكري بريف إدلب​ الجنوبي".

وأفاد مصدر آخر وكالة "سبوتنيك"، بأن قوات النظام قلصت المسافة التي تفصلها عن المطار الاستراتيجي إلى 14 كلم، بعد دخولها بلدة سنجار وتحرير بلدات باز القبلي ونباز الشمالي من جبهة "النصرة".

وأوضح المصدر أن النظام يشغل المعارضة بفتح عدد من الجبهات القتالية، كما تقوم وحداته بعمليات ليلية خاطفة أدت أخيراً إلى السيطرة على بلدات اللوبيدة والناصرية وجبل الكافي على محور ريف إدلب الشرقي، وضم 10 قرى لنطاق سيطرته خلال الساعات الماضية، منها الفريجة والجهمان وربع الهوى.

القوات الروسية

وتعليقاً على هجمات ليلة 6 يناير، شدد المتحدث باسم ​الكرملين​ ديميتري بيسكوف على أن "القوات الروسية الموجودة بسورية تكفي للتصدي للمجموعات الإرهابية"، مؤكداً قدرة البعثة العسكرية والبنية التحتية في قاعدتي حميميم وطرطوس على التصدي لهذه الهجمات.

وقال بيسكوف للصحافيين: "عند اتخاذ قرار سحب العسكريين الروس من سورية، انطلقنا من أنه لم يعد هناك أساس لإجراء عمليات هجومية كبرى"، مضيفاً: "نحن ندرك، والرئيس أيضاً، أن الهجمات لن تتوقف وستستمر".

«القاعدتان»

وبحسب صحيفة "كوميرسانت"، فإن الجيش الروسي توصل إلى وقوف حركة "أحرار الشام" خلف مهاجمة 13 طائرة من دون طيار (درون) مزودة بقنابل القاعدة الجوية في حميميم والبحرية في طرطوس، موضحة أن الخبراء تمكنوا من فك تشفير معطيات 6 طائرات تحتوي على تكنولوجيا متطورة بعد السيطرة عليها، واستطاعوا تحديد المنطقة التي أطلقت منها.

وإذ اعتبر الخبراء أنه من المستحيل تجميع هذه الطائرات دون مساعدة مختصين، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن هذه التكنولوجيا لا تتوفر إلا لدى الدول.

​وسارع المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)​ أدريان رينكين غيلوي إلى التأكد أن "الطائرات المستخدمة في الهجوم على المنشآت الروسية سبق أن استعملها مسلحو داعش، ويمكن الحصول عليها بسهولة، وهي تباع في الأسواق، وهذا أمر يدعو للقلق".

واشنطن باقية عسكرياً

في هذه الأثناء، أكدت وزارة الخارجية الأميركية استمرار عملية التحالف الدولي في سورية تحت اسم "قوة المهام المشتركة- عملية العزم الصلب"، مشيرة إلى عجز حكومة الأسد على محاربة "داعش".

وأحرز "داعش" أمس تقدماً في ريف حماة الشرقي على حساب فصائل المعارضة و"هيئة تحرير الشام"، وسيطر على قرى قصر بن وردان، وعبلة، وعب القناة، وجب الصفا، وتل حلاوة، ورسم التينة، وتليل الحمر، ومداحي، ورسم العنز، والعثمان، وجب الرمان، ومسعدة، وطرفاوي، مستغلاً حملة النظام والميليشيات الإيرانية على المنطقة بغطاء جوي من الطيران الروسي.

معركة المركبات

ومع استمرار عمليات الكر والفر على تخوم دمشق، أطلقت المعارضة مرحلة ثالثة من معركة "بأنهم ظلموا"، واصلت على إثرها التقدم في إدارة المركبات بمدينة حرستا، وسيطرت على مبانٍ جديدة عبارة عن 5 هنغارات.

ووسط محاولات النظام لفك الحصار عن القاعدة الوحيدة له في ريف دمشق، نشر ناشطون أسماء 83 عنصراً وضابطاً من قواته قتلوا خلال اليومين الماضيين في إدارة المركبات بينهم 7 برتبة عقيد.

«درع الفرات»

إلى ذلك، أحيا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، عمليات "درع الفرات" التي أطلقها في أغسطس 2016، معلناً أنها ستتوسع لتشمل طول الحدود ومدينتي منبج وعفرين، التي يسيطر عليهما المسلحون الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة.

وتحدثت مواقع إعلامية عديدة عن دخول رتل عسكري تركي مؤخراً إلى منطقة كفرلوسين شمال إدلب، وأن مجموعة مسلحة استهدفته، ما أدى إلى إصابة عربة تركية.

يذكر أن قرابة 100 جندي تركي من القوات الخاصة مع 12 مدرعة دخلوا محافظة إدلب، لمراقبة منطقة "خفض التصعيد" في الـ13 نوفمبر العام الماضي.

بدوره، حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس من تقويض العملية السياسية في حال استمرار قصف النظام "المعارضة المعتدلة" في إدلب بحجة "جبهة النصرة"، داعياً الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي بروسيا، في أواخر الشهر الجاري، للتدخل وتجنب تقويض الحل".