بعد أيام من تهديد تنظيم ما يعرف بـ«ولاية سيناء» الفرع المصري لتنظيم «داعش» للعاملين في شركة «النصر للملاحات» المملوكة للدولة، بالاستهداف حال استمرارهم في العمل بالشركة كجزء من مسلسل استهداف المصالح الاقتصادية للحكومة، حرص مجلس إدارة الشركة على نفي فكرة «الإغلاق» عقب رسالة التهديد الداعشية.

وكانت «الجريدة» أشارت قبل أيام إلى بيان داعشي، حمل اسم «مناصحة وإعذار»، هدد جميع العاملين في شركة النصر أو المتعاونين معهم بالقتل، وتابع البيان: «هذه الخامات تخص دول محاربة للإسلام»، ليختموا حديثهم بالقول: «سنحارب المرتدين والكفار بكل وسيلة وبكل الطرق».

Ad

وتسود حالة من القلق في صفوف العاملين في الشركة مخافة تكرار مصير ما حدث لسائقي المركبات الثماني الذين كانوا ينقلون مواد بناء (أسمنت) من مصنع يتبع الجيش، وسط العريش منتصف نوفمبر 2017. فيما قال مصدر أمني لـ«الجريدة»: إن «الأجهزة الأمنية تأخذ تحذيرات العناصر الإرهابية للعاملين في شركة الملاحات على محمل الجد»، موضحاً أن الأجهزة الفنية تفحص في الوقت الحالي البيان الإرهابي، للتأكد من مدى صحته.

من جانبه، قال النائب البرلماني عن دائرة العريش، حسام رفاعي، إنه تواصل مع رئيسة مجلس إدارة الشركة سامية زين الدين، وأكدت له عدم نية الشركة إغلاق ملاحة «سبيكة» في شمال سيناء أو نقل العاملين فيها، وتابع: «المهندسة سامية أكدت أن ما يحدث ظرف طارئ ولا يمكن استمراره تحت أي شكل من الأشكال»، مطالباً الجميع بتوخي الحذر والحرص الأمني.

الباحث في شؤون الحركات الأصولية، الزعيم السابق لتنظيم الجهاد، نبيل نعيم، قال لـ«الجريدة»: «للأسف التنظيم قادر على تنفيذ تهديده ولابد من أخذه على محمل الجد»، وتابع: «الدواعش ينتهجون حالياً سياسة النكاية الاقتصادية في الدولة، بعدما تراجعت استراتيجيتهم في المواجهة المسلحة».

وتقع شركة «النصر للملاحات» في منطقة سبيكة شمال سيناء، وفقدت الشركة 16 من العاملين بها خلال مذبحة «مسجد الروضة» التي وقعت في منطقة بئر العبد نهاية نوفمبر الماضي، فيما خطف مسلحون اثنين من العاملين في الشركة، أغسطس الماضي، وقتل التنظيم أحدهما وأفرج عن الثاني.