العمانيون سحرونا!
سقط الحاجز الزجاجي في المدرج جهة الجمهور العماني فتألموا، ثم اعتذروا لنا وكأنه خطؤهم. فازوا في جميع المباريات فواسوا كل جماهير منافسيهم وكأنه منتخبهم. نظفوا المدرجات وكأنها صالة منزلهم. ابتسموا بوجه كل من حولهم فصاروا كأنهم أزهار بساتين. شجعوا الجميع وهتفوا "خليجنا واحد" فكسبوا قلوب الخليج قبل كأسه، فلم يبق أحد من أهل شبه الجزيرة إلا ووقر صدره السرور بمفازهم العظيم. لبس الكويتيون الزي العماني، واستقبلهم المطار الإماراتي بالورد، وغنت الحاضرة عن حبها لهم وقصدت البادية في احترامها لأدبهم، فقد أتقن العمانيون السحر الحلال، سحر الأفئدة.
ككاتب كويتي ما زالت آهات نتيجة فوز عمان (5- صفر) على الكويت 2014 تقرقع في صدري إلى أن فاز المنتخب العماني علينا مجددا في أول مباراة لنا بعد الإيقاف في "خليجي23"، فطبطب العمانيون على الجمهور الكويتي ووعدوه بالحلوى العمانية، هكذا براءة وعفوية في ردود أفعالهم سحروا فيها المجتمع الكويتي قاطبة وغسلوا آلامه.وفي تاريخ 5-1-2018م التمت الأسر العمانية أمام الشاشات في بيوتها كالحمام في أعشاشها، وهي مندمجة لتعليق خليل البلوشي، وهو يصيح من أعلى حنجرته "أسد يا فايز!! أسد يا فايز!!"، للحارس الجبار فايز الرشيدي، حتى أدرك سائر جماهير الوطن العربي الدقيقة النهائية للمباراة، فانطلقت المسيرات في مسقط وفي استاد جابر فرحا بهذه النتيجة. هنيئاً لكم كأس الخليج، فالخليج ماض أبداً نحو الفوز بأخلاقكم يا أهل سلطنة عمان منبع الأمان، وتقبلوا مني تقبيل عمائمكم المعصومة حول أبرك العقول، فمن ضلوعكم شع في كويتنا نور وفاح فيها من صدوركم بخور، لن يُزال عبقه فيها لدهور، ونبارك لجلالة السلطان قابوس، حفظه الله ورعاه، انتصار شعبه أخلاقيا ورياضيا في الميدان في كل زمان ومكان!