اكتسبت الانتخابات الرئاسية المصرية التي تنطلق إجراءاتها 20 يناير الجاري، زخماً كان مفقوداً لقلة المرشحين وانعدام المنافسين، ففي ليلة واحدة جدد المحامي اليساري البارز خالد علي نيته الترشح رغم "الصعوبات"، فيما فجر رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق الفريق سامي عنان مفاجأة كبيرة بإعلان حزبه ترشحه، في وقت يترقب الجميع الإعلان المتوقع من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي للترشح لولاية ثانية وأخيرة، في انتخابات من المرجح أن يحسمها بسهولة.

ولم يعلن عنان بنفسه الترشح بعد، لكن أمين عام حزب مصر العروبة الديمقراطي، الذي يترأسه عنان، سامي بلح، أعلن مساء أمس الأول في بيان، أن اجتماع الهيئة العليا للحزب انتهى إلى اختيار الفريق عنان مرشحاً عنه في الانتخابات الرئاسية، وأشار إلى أنه سيتم عقد مؤتمر صحافي بمقر الحزب بحي الدقي لإعلان التفاصيل إلى الشعب المصري، ولم يتضح موقف عنان النهائي بعد، لكن بلح قال

Ad

لـ"الجريدة"، إن عنان لن يتراجع عن الترشح، وأن خوضه للتنافس ليس لمجرد التمثيل المشرف بل لأجل إنجاز انتخابات تشهد منافسة قوية.

في المقابل، فتح القيادي بحزب عنان، رجب هلال حميدة، الباب واسعاً لجميع الاحتمالات بقوله

لـ "الجريدة"، إن الهيئة العليا للحزب أبلغت عنان بقرارها، وأنه وافق من حيث المبدأ، لكنه سيعلن موقفه النهائي والرسمي سواء بالترشح أو الانسحاب من السباق خلال المؤتمر الصحافي.

ثبات علي

اليساري البارز، خالد علي، قال إنه مستمر في الترشح للانتخابات الرئاسية، خلال مؤتمر صحافي في مقر حملته بوسط القاهرة أمس الأول، نافياً بشكل ضمني ما أشيع حول انسحابه، لكنه احتفظ لنفسه برفض الجدول الزمني المضغوط لإجراءات الانتخابات الرئاسية والذي أعلنته الهيئة العليا للانتخابات الأسبوع الماضي، ووصف الجدول الزمني للانتخابات بـ"المجحف"، وقال إنه "يفرغ العملية الانتخابية من مضمونها ومن جوهرها"، مطالباً الهيئة بإصدار قرار ينزع كل الدعاية الموجودة في الميادين قبل موعدها المقرر.

وشدد علي، الذي سطع نجمه في الدفاع عن مصرية جزيرتي تيران وصنافير في أروقة القضاء المصري فضلاً عن أنه خاض غمار المنافسة في رئاسية 2012، على ضرورة خوض غمار المنافسة "لأننا لا نملك إلا الرهان على هذا الشعب الكريم فلا يمكن أبداً أن ندير ظهرنا لهذه المعركة في هذا التوقيت... اخترنا معركة صعبة يراها البعض مستحيلة ليس لقوة المنافس ولكن لعدم عدالة شروط المنافسة أو ظروفها أو سياقها".

وأعلن حزب "الدستور" فتح مقراته في القاهرة والمحافظات لحملة خالد علي أثناء فترة جمع التوكيلات، بينما قال المتحدث الرسمي لحملة علي، خالد البلشي، لـ"الجريدة": "بدأنا منذ الجمعة في جمع التوكيلات من القاهرة والمحافظات، ويعمل مندوبو الحملة على المساعدة في تسهيل الإجراءات على المواطنين، لكن تم رصد شكاوى من تعمد بعض موظفي الشهر العقاري التضييق على راغبي تأييد خالد علي، وتم تحرير محضر ضد مديرة الشهر العقاري بمحافظة القليوبية لتعمدها تسهيل إجراءات التوكيلات للرئيس السيسي وعرقلة توكيلات علي".

موقف السيسي

وبينما يعلن رئيس حزب الإصلاح والتنمية، محمد أنور السادات، موقفه من خوض الرئاسية الاثنين المقبل، بدا أن بورصة الانتخابات الرئاسية التي زاد زخمها بإعلان عنان وتمسك علي وانسحاب أحمد شفيق، في انتظار الخبر الأكثر أهمية بإعلان الرئيس السيسي ترشحه رسمياً لفترة رئاسية ثانية وأخيرة، تنتهي في 2022، ومن المتوقع أن يعلن السيسي ترشحه خلال الأيام المقبلة، خصوصاً أن مجريات الأمور بدا أنها تُجهز لهذه الخطوة، فقد حصد السيسي تزكية 516 نائباً خلال الأيام الثلاثة الماضية، فيما تحشد قوى سياسية وأحزاب أنصارها لدعم السيسي عبر التوقيع على طلبات ترشحه أمام مكاتب الشهر العقاري.

توتر إفريقي

وفي وقت تمر العلاقات المصرية مع السودان وإثيوبيا بتوتر غير مسبوق، على وقع تعثر مفاوضات سد النهضة الذي يخصم من حصة مصر التاريخية في مياه النيل، شدد وزير الخارجية سامح شكري، على أهمية البعد الإفريقي بالنسبة للسياسة الخارجية المصرية، خلال حواره مع أعضاء الوزارة من الكوادر الدبلوماسية الشابة أمس الأول، تناول خلاله موضوعات مرتبطة بأولويات وقضايا العمل الدبلوماسي المصري، وقال إن العلاقات المصرية الإفريقية أساسية في السياسة الخارجية المصرية، وطالب بضرورة العمل على تطوير تلك العلاقات.

إلى ذلك، ووسط ترحيب مصري، أعلن وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف، أمس الأول، أن الرحلات المباشرة بين القاهرة وموسكو ستستأنف في منتصف فبراير المقبل، لإعطاء فرصة للانتهاء من إبرام الاتفاقيات ذات الصلة مع مطار القاهرة الدولي لتقديم الخدمات الأرضية، يأتي ذلك بعد توقيع وزير الطيران المصري، شريف فتحي، اتفاقية عودة الطيران الروسي إلى القاهرة حصرا، في 15 ديسمبر.

مصدر مصري مسؤول، قال لـ"الجريدة"، إن استعدادات غير مسبوقة تجري في مطار القاهرة الدولي وسط استنفار أمني، لاستقبال الطائرات الروسية العائدة بعد توقف استمر لما يزيد على العامين، منذ سقوط طائرة روسية في سيناء بعملية إرهابية في أكتوبر 2015 وأعرب المصدر المصري عن تفاؤله من أن عودة الطيران الروسي ستكون مؤشراً قوياً على قرب عودة السياحة الروسية.