مصر| تردي المدارس يهدد «الثانوية الديجيتال»
وسط هرج طلاب الفصول الثانوية، لم تتمالك أستاذة سامية، مُدرِّسة "الحاسب الآلي" نفسها فبدأت تصرخ لإسكات الضجيج، الذي ملأ هواء غرفة "الحاسب الآلي"، في مدرسة شبرا الثانوية بنين، في منطقة روض الفرج وسط القاهرة.الغرفة ضاقت بأعداد طلاب أحد الفصول، نحو 80 طالبا، بينما وقفت المعلمة عاجزة أمام نقص الإمكانات، وعدم توفير وزارة التربية والتعليم أجهزة كمبيوتر أو مقاعد، وفي حين جلس أربعة طلاب فقط لاستخدام أربع شاشات متوافرة، بقي الآخرون يجلسون على الأرض وهم يصيحون، منتظرين أحلام وزير التربية والتعليم المصري، طارق شوقي، بتأسيس نظام تعليمي قائم على "الديجيتال"، والبدء في تطبيق منظومة الثانوية "التراكمي"، الذي يعتمد على "بنك المعرفة"، وجهاز "التابلت".
وفي حين أن أكثر من 22 مليون تلميذ، عدد طلاب المدارس في مصر، ينتظرون هذا التغيير، بدا أولياء أمور نحو نصف مليون طالب في الصف الثالث الثانوي، مصدومين ومشككين في الخطوة، فوزير التعليم أعلن أنه سيتم توزيع مليون "تابلت" على طلاب الثانوية العامة، بدءاً من العام المقبل، تساءل بعض أولياء الأمور عن كيفية تطبيق نظام "التابلت" في مدارس ليس بها أجهزة حاسوب أو شبكة إنترنت، إلى درجة أن الأستاذة سامية اعتبرت هذا الكلام غير قابل للتنفيذ عملياً، إلا على سبيل التجريب في بعض المدارس الخاصة فقط.مؤسس "اتحاد أمهات للنهوض بالتعليم"، عبير أحمد، اعتبرت الاعتماد على التابلت غير عملي، لأن الطلاب لن يستطيعوا المذاكرة وتحصيل الدروس عليه، لافتة إلى أن حجم الأزمة التعليمية في القرى والأرياف تصل إلى مرحلة عدم وجود مصادر مياه صالحة للشرب، وعدم وجود الكهرباء، "فكيف سيتعاملون مع الإنترنت والتابلت؟".معاون وزير التربية والتعليم السابق، طارق نورالدين، قال إنه يريد أن يكون حديثه بمنزلة جرس إنذار لجميع القائمين على منظومة التعليم، لأن عدم معرفة أغلب طلاب المدارس الحكومية كيفية استخدام "التابلت" والتصفح عن طريق "بنك المعرفة"، الذي يُعد أساس النظام الجديد للثانوية العامة، مشكلة كبرى يجب البحث عن حلول لها، منهياً حديثه بالقول: "أولادنا ليسوا حقول تجارب".