ضمن فعاليات مهرجان القرين في دورته «24»، أقيمت ليلة سينمائية، بالتعاون مع نادي سين، لعرض الفيلم الياباني «Dreams»، للمخرج أكيرا كرواساوا في مسرح الدسمة. وقد حضر الليلة السينمائية سكرتير أول العلاقات العامة والشؤون الثقافية شنجي بنتاني، وجمع من المهتمين.ويستهل الفيلم الذي تتجاوز مدته ساعة ونصف الساعة بمراسم زواج، وينتهي بمراسم دفن، وقدم أكيرا كوروساوا حكاية بصرية من ثمانية فصول وهي: شروق الشمس خلال المطر، بستان الخوخ، العاصفة الثلجية، النفق، غربان، جبل فوجي الأحمر، الشيطان المنتحِب، قرية الطواحين المائية، ويمثل كل فصل فيها واحدا من أحلامه التي راودته في نومه على مدار حياته، من الطفولة إلى الشيخوخة، ومن الأكثر أرقًا إلى الأكثر سكينة. والملاحظ أنه لا يوجد عنصر سردي يجمع الأحلام الثمانية سوى كوروساوا نفسه، لذا يختار للأحلام الثمانية بطلا واحدا، يمنحه اسما واحدا هو «i»، وأيضا تبدو الحكايات الثمانية بسيطة في حبكتها وتقديمها.
والجميل في الفيلم أنه أظهر تأثر كوروساوا بفينسنت فان غوخوكان جليا في مشاهده، حيث ظهر ذلك في اللوحات البصرية التي خلقها كوروساوا على الشاشة في فيلم «Dreams»، فقد وظف فن الرسم بوضوح في عدد من أجزاء الفيلم التي تزخر باللوحات الفنية المتعاقبة، فمشاهد الحدائق والزهور والمروج وانسجام ألوانها منح العمل رونقه الابداعي اللافت.
معلومات إنتاجية
وعلى هامش الفيلم، أقيمت ندوة عن الفيلم قدمها المخرج خلف العنزي، وأدارها عضو نادي «سين» خلف العصيمي. في البداية، قدم العنزي بعض المعلومات الإنتاجية عن الفيلم، منها أن كثيرا من المخرجين العالمين تأثروا بالفيلم مثل المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ، والمخرج مارتن سكورسيزي، لافتا إلى أنهم هم الذين جمعوا التمويل لفيلم «Dreams» وقاموا بإنتاجه، بالتعاون مع وارنر برذرز. وأضاف العنزي أن ميزانية الفيلم كانت 12 مليوناً، وهي ميزانية جيدة في ذلك الوقت، وصور بكاميرا لا تستخدم الآن، وهي «بانن فيجن»، أميركية الصنع، لافتا إلى أن المخرج استخدم تقنية في التصوير تتصف بسرعتها، وكانت مغامرة منه في استخدامها ساهمت في الانعكاس على مشهدية الفيلم.وتابع: «إن اكير كوروساوا قبل أن يكون مخرجا حاول أن يكون فنانا تشكيليا، وذلك كان واضحا جدا. الفيلم باختصار هو رحلة اكير كوروساوا داخل عقله الباطن، وعنده جملة وردت في كتابه وهي: عندما نفكر فنحن نبحث عن شيء، وعندما نحلم نبدع، لذلك هو دائما يشير إلى قضية العقل الباطن. والأهم من ذلك أن كوروساوا طبق في هذا الفيلم نظريته هو أنه بالإمكان أن تصنع فيلما عالميا من تراثك الخاص».وأضاف أن ذكاء كوروساوا في أحد أجزاء الفيلم أنه استرجع واستعرض الفن الياباني الأصيل بمثال غربي، لافتا إلى أنه يعتبر ذكيا وكأنه يقول نحن من أثرنا، ولم نتأثر. وذكر أن كوروساوا تجرد في هذا الفيلم من كل القوانين السينمائية ذات البعد الجماهيري، وانطلق كهاوٍ ليعمل مجموعة من الأفلام القصيرة، واقترب بفيلمه مما يسمى الواقعية السحرية. وفي الختام، قال العنزي: «أكثر شيء استفدته من الفيلم أن أفضل طريقة للتعبير عن فكرة معقدة هي توظيف تراثك ضمن سياق درامي، بشرط أن تكون ضليعا في هذا التراث». يذكر أن أكيرا كوروساوا هو مخرج سينمائي ياباني، أنتج العديد من الأفلام، كما قام بكتابة السيناريوهات، وكانت لأفلامه شعبية كبيرة بين جمهور عشاق السينما في العالم، ويعتبر المخرج الياباني الأكثر شعبية في العالم. وكان لأفلامه تأثير على جيل كامل من المخرجين في العالم. أخرج أول أفلامه «سانشيرو سوغاتا» عام 1943م، وطالت مسيرته الفنية حتى وفاته سنة 1998.