بينما تتصاعد المعارك في محافظة إدلب شمال غرب سورية، الوحيدة التي لا تزال خارج سيطرة النظام السوري وآخر معقل كبير للمعارضة السورية والمنظمات الجهادية، كشف الرئيس المشترك السابق لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، صالح مسلم، عن وجود خطة لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، المدعومة أميركياً، والتي تضم أكرادا وبعض العشائر والقوى العربية، للتوجه إلى محافظة إدلب و"محاربة الجماعات المتطرفة هناك".وقال مسلم، في تصريح لوسائل إعلام مقربة من حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الذراع السياسية لـ "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تشكل العمود الفقري لـ"قسد"، إن "محافظة إدلب تتميز بموقع جغرافي خاص، وبإمكان قوات سورية الديمقراطية بسط سيطرتها هناك، وطرد كل المجموعات الإرهابية منها"، مؤكدا أن "إقصاء مكونات شمال سورية من المؤتمرات الدولية، سيكون سبباً لاستمرار الأزمة السورية"، في إشارة الى رفض تركيا مشاركة الأكراد في مؤتمر سوتشي المقرر نهاية الشهر الجاري.
جاء ذلك، بعدما كشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن استعداد القوات الاميركية لدعم القوات الكردية، في وجه اي اعتداء مهما كان مصدره، في إشارة ضمنية إلى تهديدات تركية ايضا لأكراد منطقة عفرين.
زعيم كردي
وكان الرئيس المشارك لحركة "المجتمع الديمقراطي"، وهي تحالف لأحزاب كردية، ألدار خليل قال، في مقابلة مع "رويترز"، إن المساعي التي تقودها روسيا لإنهاء الحرب في سورية ستبوء بالفشل، وإن من المتوقع أن يستمر الصراع إلى العقد المقبل.وقال خليل، وهو مهندس خطط يقودها الأكراد للحكم الذاتي في شمال سورية، إن الولايات المتحدة "ليست مستعجلة" فيما يبدو للرحيل عن المناطق التي ساعدت فيها القوات التي يقودها الأكراد على محاربة "داعش"، وإنه يتوقع أن تتطور العلاقات مع واشنطن مع بدء المساعي الأميركية لإعادة الإعمار. وطلبت روسيا، حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، من أكراد سورية المشاركة في مؤتمر سوتشي. وقال خليل: "نعم مدعوون وسنشارك في الاستعراض، لكنه لن ينجح". وشكك فيما يمكن لمئات المشاركين المتوقعين أن يحققوه في يومين، وقال إن هناك حاجة لمزيد من الإعداد. وأضاف أن المساعي الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف ستمنى أيضاً بمزيد من الفشل، مضيفا أن الحرب ستكون في مرحلة "مد وجزر" حتى عام 2021 على الأقل، وهو العام الذي تنتهي فيه فترة ولاية الأسد الرئاسية الحالية التي مدتها سبع سنوات. وقال: "لا أتوقع أن يصير انفراج في الحالة السورية قبل عام 2021... يجوز أن نصل إلى 25".وفد أميركي
جاء ذلك، بالتزامن مع إجراء وفد من وزارة الخارجية الأميركية زيارة الى المناطق التي يسطير عليها الأكراد شمال وشرق سورية، وعقد اجتماعاً مع قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي.وأفادت وسائل إعلام تركية، بأن "وفد الخارجية الأميركية الذي يرأسه، ماكس مارتن، كان قد اجتمع الجمعة في مدينة القامشلي (قامشلو)، بالرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي، ألدار خليل، وقياديين آخرين قدما من قنديل".وأضافت أن "قياديي حزب الاتحاد الديمقراطي طالبوا الوفد الأميركي خلال الاجتماع، بإقامة نظام فيدرالي في سورية".وبعد الاجتماع بقيادات حزب الاتحاد الديمقراطي، زار الوفد الأميركي مدينة كوباني، والتقى القائد العام لقوات "قسد" فرهاد عبدي شاهين (شاهين جيلو)، واجتمع الوفد بعدها بأعضاء مجلس الرقة، وبحث معهم مسألة إعمار المدينة.«مجلس الرقة»
في سياق متصل، عقد مجلس الرقة المدني الذي شكل بمباردة من "قسد"، اجتماعه الثاني بهدف تأسيس المجلسين التشريعي والتنفيذي، كما انتخب رئيسين مشتركين لكل مجلس. وانتخب كل من خالد بركل، وناديا الحمادي، رئيسين مشتركين للمجلس التشريعي بمدينة الرقة، وذلك خلال الاجتماع الذي عُقد بالقرب من دوار الساعة وسط المدينة. كما انتخب 3 نواب للرئيسين المشتركين للمجلس التشريعي بمدينة الرقة، والذي يعتبر بمثابة برلمان محلي للمدينة. وخلال الاجتماع ذاته انتخب كل من عبدالحميد المهباش، وليلى مصطفى، رئيسين مشتركين للمجلس التنفيذي الذي يعتبر بمثابة مجلس وزراء محلي بمدينة الرقة.إردوغان
وبينما أفادت تقارير عن قصف تركي على عفرين، ذكر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده «ستهزم المقاتلين الأكراد، الذين تؤيدهم الولايات المتحدة في شمال سورية، خلال أقل من أسبوع»، داعيا إياهم إلى الاستسلام، ومنتقدا واشنطن بسبب دعم الجماعات، التي تصنفها أنقرة إرهابية.ونقلت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية للأنباء عن إردوغان قوله أمام اجتماع لحزبه «العدالة والتنمية» الحاكم في ولاية الازيغ شرق البلاد أمس: «سبق أن قضينا على 3 آلاف مسلح من تنظيم داعش الإرهابي ما بين مدينتي جرابلس والباب (منطقة درع الفرات)، وإن لزم الأمر فسنقضي على 3 آلاف إرهابي آخر في تلك المناطق. نحن مصممون على وأد الفتنة بطريقة أو بأخرى».وشدد الرئيس التركي على عزم بلاده القضاء على الإرهابيين شمالي سورية، قائلا إن «أميركا تظن أنها أسست جيشا ممن يمارسون السلب والنهب (في سورية)، وسترى كيف سنبدد هؤلاء اللصوص خلال أقل من أسبوع».وكان إردوغان يشير في ذلك إلى بلدتين هما، عفرين ومنبج، وكلاهما تخضع لسيطرة ميليشيا وحدات الحماية الشعبية الكردية السورية الرئيسية وأتباعها مثل قوات سورية الديمقراطية.