قراءة كويتية في «شت هول»
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
هل هي ظاهرة غربية حصراً عند تلك الدولة الثرية، أم أن بركاتها عمت حتى دول الريع النفطية؟ التساؤل السابق لم يكن دقيقاً، فقد نكون أسبق ممارسة من ترامب في تكريس ثقافة "شت هول"، فمثلاً حين تمضي عقوداً طويلة من العمر النفطي ومازالت قوانين كفالة الوافد باقية على ثباتها، بينما يقوم الوافد بكل الأعمال التي لا يقوم بها أبناء البلد، من جمع القمامة حتى بناء المنازل إلى أصعب المهن الحرفية، وإلى الوافد المستشار المحظوظ، فنحن نمارس "شت هول"، وحين نفرق (وهذا لن يروق لمعظم من يقرأ المقال الآن) في العلاج بين الوافد "العامل" (ليس السائح، فليس لدينا سياح)، فنحن نمارس "شت هول"، ونستمتع به ونحن نشاهد من مكان عال لحفرة تناقص طوابير الانتظار في العيادات والمستشفيات العامة، وأيضاً حين يمارس بفرح صامت الكثيرون البهجة لدعوات النائبة صفاء الهاشم إلى فرض رسوم فلكية على رخص القيادة للوافدين، حتى يخلو الطريق العام لسيارات ابن البلد، ولا بأس إذا تعطلت سيارته أن يصلحها أحد الوافدين القادمين من "شت هول" في الهند أو مصر أو سورية أو غيرها.تبلغ حالة التجلي أعلى درجاتها في ثقافة "شت هول"، حين تتم المطالبة من النائبة صفاء بإسقاط الجنسية الكويتية عن المرأة (التي كانت أجنبية) بعد وفاة زوجها الكويتي، لتعود أجنبية من جديد أو قد تصبح "بدون"، وبالتالي تكون متساوية في وضعها مع الذين سحبت الإدارة السياسية جناسيهم لنشاطهم السياسي، لأنهم لم "يبلعوا ريجهم"، حسب أدبيات الفريق مازن الجراح أو وفق طرح "طلعوا جناسيكم الأصلية" لصالح الفضالة في جهاز تسوية أوضاع المقيمين... إلخ. لا يهم تذكر اسم الجهاز فهو حالة خاصة هلل لها الكثيرون من دعاة تساؤل "ترامبي" يقول: لماذا لا يأتي إلينا وافدون من النرويج بدلاً من بنغلادش وإثيوبيا وسيلان؟