«حماس» و«الجهاد» ومقاطعة رام الله!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لقد كان بإمكان هاتين الحركتين حضور اجتماع المجلس المركزي، الذي يعتبر حضوره قضية وطنية عليا، لأنه سيناقش ذلك القرار التآمري الأهوج الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمفترض أنه سيتخذ موقفاً وجودياً وحاسماً من مسألة الاعتراف الفلسطيني السابق بإسرائيل، أو تجاه تنسيق السلطة الفلسطينية الأمني مع الإسرائيليين، وهنا كان بإمكان "حماس" و"الجهاد الإسلامي" حضور هذا الاجتماع والمشاركة في مناقشاته وقول رأيهما والتصويت بالاعتراض والرفض على ما لا ينسجم مع موقفيهما ولا يتفق مع مواقف وسياسات ولي نعمتيهما إيران. من المعروف أن هاتين الحركتين بقيتا ترفضان الالتحاق بمنظمة التحرير الفلسطينية، التي هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وحاضنة كفاحه الوطني، وإطاره الوحدوي المعترف به فلسطينياً وعربياً ودولياً، وذلك رغم مرور عشرات الأعوام على ظهورهما المتأخر جداً في الساحة الفلسطينية، وهذا يعني أنهما ليستا حركتين فلسطينيتين، وأن انتماءهما التنظيمي والسياسي وكل شيء هو لولي نعمتيهما، الذي هو في هذه الحالة إيران الخمينية والخامنئية، وكان سابقاً العقيد القذافي وجماهيريته البائسة التي كانت تشكل "تدرُّناً" مرضياً في هذه الدولة العربية التي لا يمكن إلا أن تكون عربية. والسؤال أخيراً هو: إذا كانت هذه القضايا، التي انعقد المجلس المركزي لمناقشتها، واتخاذ قرار مصيري بشأنها لا تهم لا "حماس" ولا "الجهاد" شريكتها في الولاء الأعمى لولي نعمتيهما إيران، فما الذي يهمهما يا ترى؟! هل هو إسناد التنظيمات المذهبية التي تخوض حرباً ظالمة ضد المعارضة السورية والشعب السوري؟ أم هو إسناد المجموعات الإرهابية "الإخوانية" التي تواصل استهداف مصر في العمق، ومعها بعض الدول العربية المتوترة العلاقات مع الإخوان المسلمين الذين كانوا أعلنوا عن أنفسهم في عام 1928 بمباركة بريطانية؟!