على وقع التقدم السريع لقوات الرئيس السوري بشار الأسد في ريف إدلب، وتمكنها من تطويق مطار أبوالضهور العسكري، تتجه الأنظار إلى منطقة عفرين مع حشد الجيش التركي المزيد من وحداته في الجهة المقابلة لها، وتأكيد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مساندة حلفائها الأكراد في وجه أي اعتداء مهما كان مصدره.

وغداة كشف الرئيس رجب طيب إردوغان عن عملية وشيكة لسحق حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب، واصل الجيش التركي قصف عفرين لليوم الثاني على التوالي، قبل أن يرسل قافلة عسكرية، تشمل دبابات ومدافع، إلى ولاية هطاي الجنوبية لتعزيز وحداته على الجهة المقبلة للمنطقة.

Ad

وفي وقت كثّفت المدفعية التركية، فجر أمس، قصفها لعفرين بأكثر من 40 قذيفة، أبدت وزارة الدفاع الأميركية استعدادها لدعم حلفائها الأكراد في وجه أي اعتداء مهما كان مصدره، في إشارة ضمنية إلى تركيا.

وقبل ذلك، أكد نائب وزير الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، أمس الأول، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ماضية في تحصين وتعزيز وجودها الأمني والسياسي والدبلوماسي في المناطق الحدودية من سورية مع العراق، وفي مناطق سيطرة الوحدات الكردية.

وأوضح ساترفيلد، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن هذا الوجود يهدف أساساً إلى قطع الطريق على أي تمدد إيراني في المنطقة، ومنع التعامل مع النظام السوري، ما دامت أيادي إيران متمددة في سورية، مشيراً إلى أن واشنطن مصممة على مواجهة نفوذها في العراق أيضاً.

في هذه الأثناء، استغلت قوات الأسد الانهيار المفاجئ لهيئة «تحرير الشام» بقيادة «جبهة النصرة» في إدلب، وحققت تقدماً جديداً انتزعت على إثره نحو 79 قرية على الأقل، معظمها في ريف حلب الجنوبي، المحاذي لمطار أبوالضهور.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن قوات النظام قلصت، بتقدمها السريع في ريف حلب، المسافة المتبقية مع القوات القادمة من ريف إدلب الشرقي إلى نحو 6 كلم، وتحاول التقدم إلى المطار من جهتي الشمال والشرق، كما تهدف لتأمين طريق حيوي يربط مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سورية، بدمشق.

وفي إجراء موجه مباشرة إلى تركيا، أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أمس، أنه يعمل مع فصائل سورية، في إشارة إلى قوات سورية الديمقراطية (قسد)، لتشكيل قوة قوامها 30 ألف عنصر، للانتشار على حدود سورية الشمالية الشرقية مع تركيا والعراق ونهر الفرات.