يعيش نادي ريال مدريد الإسباني إحدى أسوأ فتراته على مر التاريخ، فالفريق يعاني محلياً بعد أن ابتعد عن المتصدر برشلونة بفارق تسع عشرة نقطة.

ويبدو أن موسم الملكي أصبح فعلياً طي النسيان، فمن الصعب جداً إن لم يكن مستحيلاً لحاق ريال مدريد بالبرشا، الذي يقدم عروضاً قوية ويلقن خصومه دروساً قاسية مباراة تلو أخرى، ولم يسبق في تاريخ مسابقة الدوري الإسباني لكرة القدم أن اتسع فارق النقاط بين ريال مدريد ومتصدر البطولة إلى 19 نقطة مع انتصاف الموسم، لذلك يعتبر الموسم الحالي الأسوأ للميرينغي.

Ad

وكان الرقم الأسوأ السابق لفارق النقاط الذي عاناه ريال مدريد، 18 نقطة خلف برشلونة أيضاً، منتصف موسم 2012-2013، عندما كان البرتغالي جوزيه مورينيو يشرف على تدريب الملكي.

وحتى الجولة الماضية خسر ريال مدريد 22 نقطة من 4 هزائم و5 تعادلات، في حين فقد طوال الموسم الماضي 21 نقطة فقط.

من جهة أخرى، يقدم ريال مدريد مستوى متواضعاً على أرضه وبين جماهيره، إذ تلقى خسارتين في آخر لقاءين بالدوري على ملعبه، صفر-3 أمام برشلونة وصفر-1 أمام فياريال، في ظاهرة لم تحدث منذ موسم 2008-2009 عندما هزم أمام برشلونة وريال مايوركا.

كذلك، يشهد الموسم الحالي تراجعاً ملحوظاً في معدلات الأهداف، إذ إنه فشل في التسجيل في لقاءين متتاليين على ملعب "سانتياغو بيرنابيو" في الدوري، وهو ما لم يحدث منذ موسم 2006-2007.

من جانب آخر، يقدم النجم البرتغالي رونالدو أسوأ مواسمه على الإطلاق مع الملكي، وأبرز دليل على ذلك فشله في تسجيل أي هدف أمام فياريال رغم قيامه بالتسديد11 مرة من بينها 4 على المرمى. ومنذ بداية الموسم، شارك رونالدو في 14 مباراة بالليغا سجل خلالها 4 أهداف فقط، وهو أسوأ معدل تهديفي له شخصياً.

المصائب لا تأتي فرادى

وأشارت صحيفة "آس" الإسبانية إلى أن رونالدو أبلغ زملاءه برغبته في الرحيل عن ريال مدريد، مفضلاً العودة إلى بيته القديم مانشستر يونايتد الإنكليزي، مما زاد أوجاع الملكي ومدربه الفرنسي زين الدين زيدان.

ولم يجد زيدان أي رد مناسب لأسئلة الصحافيين، التي انهالت عليه بعد الهزيمة أمام فياريال، إذ قال: "يكون من الصعب على اللاعبين عندما تعاند الكرة في دخول الشباك، لا أعتقد أننا نستحق ذلك، لقد قدمنا مباراة جيدة".

وأضاف: "سنحاول تغيير ذلك، الأمر ليس سهلاً، لا توجد تفسيرات لما يحدث". وختم بالقول: "لا يمكننا أن نستسلم، سنواصل العمل، الحظ ليس معنا في الوقت الراهن".

ويبدو أن من يتولى مسؤولية الإشراف الفني على ريال مدريد بنفسه لم يكتشف أسباب تراجع أداء ونتائج فريقه، لذلك تبدو الحلول معدومة على حد سواء، فهذا الفريق الذي ظن الكثيرون أنه سيكون العلامة البارزة خلال السنوات المقبلة، نظراً إلى ما يمتلكه من إمكانات بشرية هائلة ونجوم في مقتبل العمر، يحتضر باكراً.

ولم يتوقع أحد هذه النهاية السريعة لحقبة فريق زيدان، الذي أبهر العالم في السنتين الماضيتين، مما يجعل فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، يضع تمديد عقد زيدان على رأس أولوياته.

وكان زيدان قد تسلم مهمة الإشراف على فريقه السابق في منتصف موسم 2015-2016 وقاده بعدها بأشهر إلى لقبه الحادي عشر في دوري الأبطال قبل أن يضيف اللقب الثاني عشر في الموسم الذي تلاه.

تشكيلة زيدان المثالية

وتمكن المدرب الفرنسي من خلق تشكيلة مثالية للميرينغي أرعبت معظم منافسيه، إلا أن الموسم الحالي شهد تراجعاً مخيفاً في مستوى الفريق عموماً، ولم يصمد أي مدرب في ريال خلال القرن الحادي والعشرين لأكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام، مما ينذر أيضاً باحتمالية تخلي الملكي عن مدربه زيدان، رغم نجاحه في بداية مشواره مع الفريق.

ومن الواضح أن الجميع أصبح على يقين بافتقاد زيدان للحلول من أجل إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة، ولعل عناوين الصحف الصادرة في الأيام الماضية أثبتت ذلك، إذ قالت صحيفة "آس" الرياضية على صفحتها الأولى أمس، "لا أهداف، لا حظ، ولا تفسير"، مضيفة، في مقال رأي، أن "كل شيء يسير بشكل خاطئ، بينما عنونت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الكاتالونية أن ريال "في أزمة"، فيما كتبت "سبورت" أن "الانهيار الأبيض هو بالدرجة الأولى انهيار رونالدو"، من جهتها رأت صحيفة "ليكيب" الفرنسية أن زيدان "لا يبدو مستعداً للقيام بأي تغييرات في فريقه، على رغم تلقيه خسارة جديدة".

في الحقيقة، يبدو أن جميع النقاد والمتابعين، كذلك وسائل الإعلام أجمعت على انعدام الحلول لدى المدرب زيدان وإدارة النادي لتحسين وضعه، ومن الواضح أن الفريق سيشهد انهياراً كبيراً ينذر بالعديد من الأخبار السلبية للميرينغي وجماهيره الكبيرة.

الأسوأ هذا الأسبوع

ليزوين:

حارس مرمى لاس بالماس قدم مستوى يليق باللاعبين الهواة فقط، واستقبلت شباكه 6 أهداف من قبل جيرونا كان بالإمكان التصدي لمعظمها.

بيتر تشيك:

حارس مرمى أرسنال ارتكب خطأ فادحاً تسبب في الهدف الأول لبورنموث، حيث خرج ليتصدى للكرة العرضية إلا أنه أخطأ في التقدير.

ستونز:

مدافع مانشستر سيتي قام بعدة هفوات خلال مواجهة ليفربول، وتسبب على الأقل في هدفين من أهداف ليفربول الأربعة.

صورة الأسبوع

تحول الحكم طوني شابرون الذي قاد مباراة نانت وباريس سان جرمان الأحد في الدوري الفرنسي لكرة القدم، إلى نجم لكن للأسباب الخاطئة بعد محاولته إعاقة المدافع البرازيلي دييغو كارلوس ثم رفع البطاقة الصفراء الثانية بوجهه وطرده من اللقاء. ودفع شابرون ثمن رد فعله إذ قرر الاتحاد الفرنسي للعبة استبعاده «حتى إشعار آخر» بسبب الحادثة التي حصلت في الثواني الأخيرة من اللقاء الذي فاز به سان جرمان 1-صفر، عندما كان الحكم وكارلوس يحاولان اللحاق بهجوم مرتد سريع للضيوف فتسبب الأخير عن غير قصد بإسقاط شابرون أرضا. وفي رد فعل سريع، أظهرت الإعادة أن شابرون الذي يعمل شرطياً في حياته اليومية، حاول عرقلة المدافع البرازيلي لاعتباره أن الأخير دفعه عمداً، ثم نهض ووجه له الإنذار الثاني ليكمل نانت اللقاء بعشرة لاعبين.