مصر : زكريا لـ الجريدة•: زيارة ديسالين تحسم الكثير من الملفات
الباحث في «الدراسات الإفريقية»: القاهرة والخرطوم... علاقة شد وجذب لن تشهد تصعيداً
قال الباحث في معهد الدراسات والبحوث الإفريقية، محمود زكريا، إن إثيوبيا تحاول فرض الأمر الواقع باستكمال إنشاءات سد النهضة، مؤكداً أن هناك حالة من عدم الثقة المتبادلة بين القاهرة وأديس أبابا. وأضاف زكريا في مقابلة مع «الجريدة» أن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ديسالين للقاهرة ستحسم الكثير من الملفات... وفيما يلي نص الحوار:
• كيف ترى الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ديسالين إلى القاهرة؟
- الزيارة لها أهمية كبيرة من حيث توقيتها، خصوصا أنها الزيارة الأولى لرئيس وزراء أثيوبي للقاهرة منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السلطة، في مقابل زيارة رسمية لأديس أبابا قام بها السيسي عام 2015، كما أنها تأتي لتبادل النقاشات على أكبر مستوى فيما يتعلق بسد النهضة، بعد التطورات الأخيرة، بالإضافة إلى ما أصاب العلاقات المصرية- السودانية على المستوى السياسي، لذا فالمناقشات ستكون مستفيضة خلال اللقاء، ويعول عليها في حسم كثير من الملفات، خصوصا أن رؤية القيادة السياسية المصرية قائمة على التعامل مع السد باعتباره مشروعاً لمصلحة الدولة الإثيوبية يجب تنفيذه، وفق الاتفاقيات الموقعة بين دول حوض النيل، خصوصا اتفاقية المبادئ الثلاثية التي وقعت بين مصر وإثيوبيا والسودان قبل ثلاث سنوات.
• هل تتوقع موافقة إثيوبيا على إشراك «الدولي» في مفاوضات سد النهضة؟
- تعتمد إثيوبيا سياسة المراوغة في التعامل مع أزمة السد، والحقيقة أن هناك أزمة ثقة متبادلة بين الجانبين المصري والإثيوبي منذ بداية الأزمة، لكن دعنا نتفق على أن الاستمرار في العمليات الإنشائية للسد وتجاوزها حاجز 75 في المئة، رغم عدم انتهاء الدراسات، يؤكد أن هناك تعمداً إثيوبياً لإطالة أمد المباحثات، في وقت يواصل الجانب الإثيوبي إنشاءات السد، في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع، وكسب مزيد من الوقت، واللجوء إلى البنك الدولي وإشراكه بداية لإشراك جهات دولية في الأزمة، ويمكن أن يتم تصعيد القضية إلى مجلس السلم والأمن التابع للأمم المتحدة.• ماذا عن موقف السودان من أزمة السد الإثيوبي؟
- السودان لديه موقف معلن يتعارض مع ما تقوم به من سياسات، وحاول لفترات طويلة إمساك العصا من المنتصف، فهو ليس مؤيداً للسد في العلن، لكنه في الوقت ذاته غير معارض، وتصرفاته على أرض الواقع تؤكد أنه يدعم السد ولا يعارض إنشاءه، وأعتقد أن الإدارة المصرية تتفهم ذلك جيداً.• كيف رأيت زيارة الرئيس الإريتري الأخيرة لمصر؟
- رئيس إرتيريا قام بأربع زيارات لمصر على مدار 3 سنوات تقريباً، وهناك تنسيق عال بين البلدين في مجالات عدة، من بينها مواجهة التحالفات المعادية للسياسات المصرية.• كيف ترى الأزمة الراهنة بين القاهرة والخرطوم؟
- مصر لديها ثوابت تاريخية في التعامل مع السودان، النظام في الخرطوم لديه توجهات مختلفة ومناوئة للنظام السياسي في مصر، والعلاقات ستشهد حالة من الشد والجذب لن تتجاوز سقفاً معيناً في التصعيد، أما بالنسبة لـ»حلايب وشلاتين»، فنظام الرئيس البشير يحاول الهرب من أزمة الشرعية السياسية التي يواجهها داخلياً والانتقادات بشأن قمع المعارضة بخلق حالة من التوحد الشعبي حول هدف خارجي.• التقارب بين الخرطوم وأنقرة أثار العديد من علامات الاستفهام... كيف قرأته؟
- هذا التقارب هدفه بشكل مباشر الضغط على الدولة المصرية، وسيطرة تركيا على جزيرة «سواكن» السودانية المطلة على البحر الأحمر، الهدف الحقيقي وراءها ليس التنمية كما قال البشير وإردوغان، بل لتلبية الرغبات التركية بأن يكون لها موطئ قدم على البحر الأحمر، بخلاف وجود تقارب أيديولوجي بين البلدين.• هل تتوقع وساطة عربية لترطيب الأجواء بين القاهرة والخرطوم؟
- في الوقت الحالي لا أعتقد أن هذا ممكن، خصوصا أن مصر تعمل ضمن الرباعي العربي المناهض للإرهاب والساعي إلى الضغط على قطر التي تمتلك علاقة قوية مع السودان.