مرتزقة مدربون في روسيا يدعمون انفصاليي البوسنة الصرب
أثار خبر وجود مرتزقة تلقوا تدريباً عسكرياً روسياً يساعدون في إنشاء وحدة عسكرية تدعم الانفصاليين الصرب في البوسنة قلقاً غربياً بالغاً من وجود جهودٍ روسية لزعزعة استقرار البلقان وصدّ توسيع لحلف شمال الأطلسي في المنطقة.
ذكرت التقارير الإخبارية أنّ مرتزقة تلقوا تدريباً عسكرياً روسياً يساعدون في إنشاء وحدة عسكرية تدعم الانفصاليين الصرب في البوسنة، وقد تمّ نشر هذا التقرير على موقع "زورنال" الإخباري، وتم تأكيده من وزير الأمن البوسني، ويأتي هذا الخبر وسط قلق غربي بالغ من وجود جهودٍ روسية لزعزعة استقرار البلقان وصدّ توسيع لحلف شمال الأطلسي في المنطقة.وقد قدم ميلوراد دوديك، القائد المتشدّد للقسم الصربي من البوسنة، عرضا عسكريا في بانيا لوكا متحدياً قراراً للمجلس الدستوري في البلاد. ووفق تقرير زورنال كانت ميليشيا تحمل اسم "الشرف الصربي" (يقال إنّها تدربت في مركزٍ خيري مموّل من الروس في صربيا) على وشك تأسيس فريقٍ شبه عسكري يُستخدم ضدّ خصوم دوديك.
ونشرت صورا للميليشيا في شوارع بانيا لوكا، الوسط الإداري لجمهورية سربسكا، وهي كيان شبه مستقل داخل البوسنة أنتجته اتفاقية دايتون للسلام التي أنهت حرب 1992-1995، وتظهر الصور أفراداً للميليشيا المذكورة في لباسٍ عسكري وحربي، ويظهر التقرير كذلك صورةً لحفلة توزيع للجوائز، يتسلّم فيها جندي صربي سابق اسمه بوجان ستوجكوفيتش- تلقى تدريباً في موسكو- ميداليةً من الجنرال الروسي فاليراي كالياكين، وقال دراغان مكتيك وهو وزير الأمن البوسني إنّ الاستخبارات وأجهزة الأمن تعرف بوجود هذه المجموعة وهي مدركةٌ لنشاطاتها: "لقد علمنا بهذا الموضوع منذ فترة طويلة، وجمعنا الكثير من المعلومات حول هذا الأمر"، وعلّق مكتيك مضيفاً أنه لا يستطيع تقديم أي تفاصيل إضافية بما أنّ المسؤولين يجمعون تقريراً مفصلاً عن الأمر سيرفعونه الى مكتب المدعي العام في البوسنة. ووفق تقرير زورنال كانت المجموعة تعمل على تجنيد مجرمين من المجتمع الصربي لإنشاء وحدة شبه عسكرية موالية لدوديك، وذكر التقرير وثيقةً أمنية مسرّبة تشير إلى أنّ مساعدي دوديك ناقشوا أغراض الوحدة الجديدة مع قادة "الشرف الصربي" ومن أهدافها "إمكان التدخل في حال سعت المعارضة إلى عرقلة عمل السلطات". وفق التقرير كتب ستوجكوفيتش تحت صورة لفلاديمير بوتين على حسابه في الإنستغرام "لا ضير من التضحية بحياتك كرمى لرئيسٍ من هذا النوع"، وكتب تحت صورة دوديك: "لا يستطيع أي شخص المسّ بنا، نحن أقوى من أي قوة". ويأتي ظهور المجموعات المسلحة في البوسنة بعد 15 شهراً من تورّط الاستخبارات الروسية في انقلاب فاشل في المونتينيغرو، كان فيه المرتزقة يحاولون اقتحام البرلمان واغتيال ميلو دوكانوفيتش، القائد المؤيد للغرب، لمنع البلاد من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. فشلت الخطة وأصبحت البلاد عضواً في حلف الأطلسي منذ يونيو 2017. وتسعى الحكومة البوسنية الى الانضمام إلى حلف الأطلسي بدورها ولكن المقاومة لجمهورية سربسكا في عهد دوديك تعرقل هذا المسعى، وعلّق وزير الطاقة البوسني السابق رؤوف باغروفيتش على الأمر قائلاً: "كل هذا جزء من تغيير كبير على الساحة الدولية، بدءاً من اجتياح جورجيا، الى سورية، الى أوكرانيا، الى التدخّل في الانتخابات الأميركية"، ويتابع: "لقد قرر الروس استخدام نفوذهم في البلقان لكي يحصلوا على النتائج التي يودّون الحصول عليها: إنهاء اتفاقية دايتون وتأسيس الدولية الصربية".* جوليان بورغر* «الغارديان»