إدلب «وسورية المفيدة»!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
الآن وقد اتضحت ملامح ليست سورية المفيدة وإنما سورية المؤامرة، فإن هذا الذي يجري في إدلب وفي شمالي حماة وجنوب حلب هو إفراغ هذا المستودع البشري السني من أهله لبدائل طائفية ومذهبية، تم استيرادها من إيران ومن باكستان ومن أفغانستان، وأيضاً من العراق، محروسة بالقواعد الروسية التي لا تتوقف عند حميميم وطرطوس، إذ إن كل المطارات العسكرية التي تجاوزت الأربعين هي قواعد عسكرية روسية، ربما أهم من هاتين القاعدتين المشار إليهما آنفاً، واللتين يذهب البعض إلى أنهما بدايات استيطان روسي "في القطر العربي السوري"!كان المفترض أن يتحرك العرب، الذين لا يزال فيهم نفس التحرك منذ البدايات، فعندما يعلن الإيرانيون وعلى مستويات عليا أن إيران باتت تحتل خمس عواصم عربية، بينها دمشق بالطبع، فقد كان على الدول العربية كلها، القريبة والبعيدة، ألا تلتزم الصمت، وكان عليها أن تدرك أن الدور سيصلها إن لم يتم وضع حد لإزالة سورية من الخريطة العربية.وكان على رجب إردوغان ألا يركن لاختيار بلده تركيا كإحدى الدول "الضامنة"، حيث هناك، إضافة إليها، كل من إيران وروسيا، فعملية إخراج أكثر من أربعة ملايين سوري من إدلب ستضيف إلى همومه السابقة هموماً جديدة، ولعل ما كان يجب أن يأخذه الرئيس التركي بعين الاعتبار هو أن هؤلاء المهجرين سيشكلون مع الوقت، إضافة إلى عرب لواء الإسكندرون وعرب ماردين، خللاً في "النسيج" القومي والاجتماعي التركي، الذي يعاني بالأساس في هذا المجال من أوجاع كثيرة، أهمها وأخطرها وجع نحو عشرين مليوناً من الأكراد، الذين شكل نظام بشار الأسد ومعه الاتحاد السوفياتي (الراحل) لهم حزب العمال الكردستاني – التركي (P.K.K) الذي لا تزال توظفه وتسيره وتقوده المخابرات الروسية والمخابرات السورية وتستخدمه ضد الدولة التركية.