«الاتصالات»: إنشاء مركز لمواجهة تهديدات الفضاء الإلكتروني
الأذينة: «وثيقة الاستراتيجية الوطنية» أُعِدت بالتعاون مع القطاعين الحكومي والخاص
أعدت هيئة الاتصالات تصوراً للأمن السيبراني الوطني للسنوات الثلاث المقبلة، تمثل في وثيقة الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، لتكون خريطة طريق نحو تعزيز أمن المعلومات بكل أشكاله في الكويت.
قال رئيس الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات سالم الأذينة، "اننا اطلعنا خلال السنتين الماضيتين على تجارب الدول المختلفة للتعرف على أوجه النجاح والاخفاقات لاستراتيجيات الأمن السيبراني وحجم التحديات التي واجهتهم عبر مسيرتهم في هذا المجال"، موضحا أن "هذه الخطوة تكللت بالتعاون الوثيق مع حكومة بريطانيا، وإيرلندا الشمالية للاستعانة بخبراتهم الناتجة من واقع تجربتهم في تحقيق الأمن السيبراني". وأضاف الأذينة، في كلمته خلال افتتاح ورشة العمل التي نظمتها الهيئة صباح أمس تحت عنوان "إعداد إطار العمل والهيكل التشغيلي وبرنامج عمل الأمن السيبراني لدولة الكويت"، بحضور نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله، والسفير البريطاني لدى الكويت مايكل دافنبورت، ان "لقاءنا يعد خلاصة عمل جاد ومكثف على مدى سنتين مضتا، أعددنا فيها تصوراً للأمن السيبراني الوطني للسنوات الثلاث المقبلة، بالتعاون بين القطاعين العام والخاص والذي تمثل في وثيقة الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني لدولة الكويت، لتكون خريطة طريق نحو تعزيز أمن المعلومات بكل أشكاله في دولة الكويت".
تحديات حقيقية
وأضاف "نحن اليوم أمام تحديات حقيقية تتمثل في تحقيق الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني لدولة الكويت بشكل متكامل، ولا يمكن لأي منا تحقيقها إلا من خلال تكثيف وتوحيد الجهود في ظل تزايد تهديدات الأمن السيبراني على كل الصعد، والتي أضحت تسبب قلقاً متزايداً للحكومات والمؤسسات في المنطقة بل وفي العالم أجمع"، موضحا انه "لتحقيق غايتنا وتنفيذ هذه الاستراتيجية، فلا بد من العمل في هذه المرحلة على إعداد إطار العمل والهيكل التشغيلي وبرنامج عمل الأمن السيبراني لدولة الكويت لضمان توجيه وتوحيد جهودنا نحو النهج الصحيح".إدارة استباقية
وأشار الأذينة إلى أن "هذا النهج نتطلع من بعده للعمل خلال السنوات المقبلة إلى إنشاء مركز الأمن الوطني السيبراني ليحقق الإدارة الاستباقية لتهديدات ومخاطر الفضاء الالكتروني، وتطوير وتعزيز وسائل الدفاعات الاستباقية الملائمة، والمراقبة المستمرة لإعداد آلية الاستجابة المناسبة للقطاعات الحيوية، وتطوير منظومة تبادل المعلومات بين المؤسسات المحلية والعالمية، وآلية الإبلاغ عن هجمات القراصنة والجرائم الالكترونية، فضلا عن نشر التوعية الوطنية بالأمن السيبراني لكل فئات المجتمع ومؤسسات الدولة والقطاعات الحيوية، وبناء كوادر وطنية قادرة على التعامل مع قضايا الأمن السيبراني من خلال إنشاء اكاديمية متخصصة لهذا المجال".مواجهة تهديدات العالم السيبراني
قال سفير المملكة المتحدة في الكويت مايكل دافنبورت، ان "بلدينا تعاونا منذ سنوات لوضع الرؤى والأساسات اللازمة التي تحتاج اليها الكويت في مجال مواجهة ومكافحة تهديدات العالم السيبراني لضمان أمن مؤسساتها"، مؤكدا ان "هذا التعاون هو دليل وتأكيد واضح على عمق العلاقات الثنائية خصوصا في مجال الأمن والدفاع". وذكر دافنبورت أن "التهديدات التي تواجهها اليوم دول العالم بشأن الفضاء السيبراني والتي تستهدف البنى التحتية والاقتصادية ومؤسسات الدولة نفسها، حقيقية، وتتطلب أن يكون الرد عليها ومواجهتها بشكل جماعي من كل الدول، لاسيما أنها تتنامى وتتصاعد بشكل كبير في الظل التطور التكنولوجي الذي يشهد العالم السيبراني"، مشددا على "ضرورة المشاركة في نقل الخبرات والتجارب في مكافحة ومواجهة تلك التهديدات على مستوي العالم".