... بخمسين ديناراً
هل قرأ وزير العدل عدد الثلاثاء لهذه الجريدة، وتحديداً صفحة 6 بمانشيت يقول "فوضى المحاكم تنعش سوق سماسرة الإعلان"، والصحيفة بـ50 ديناراً (إعلان صحيفة الدعوى بالإرشاد)... إلخ؟ هل قرأ وزير العدل عن الفساد المدمر، الذي يصيب المتقاضين وحقوقهم، ويستنزف أموال الدولة المتمثلة في سماسرة الإعلانات، أي إعلان صحف الدعاوى؟ وماذا وكم يقبضون، وإذا لم يقبضوا "المقسوم" كيف تنتهي صحف الدعاوى في قاعات المحاكم؟ وأي جزاء قانوني ينتظرها؟ هل يعلم الوزير ويدرك الدمار الذي يصيب العدل في خاصرته؟ وهل فكر في لقاء مجلس القضاء ورؤساء المحاكم وأعضاء مجلس إدارة جمعية المحامين، لوضع حد لجريمة الرشوة التي تكاد تصبح رسمية وأمام عينك يا تاجر...؟ماذا سيفعل وزير العدل؟ وماذا ستفعل الحكومة كلها؟ فلم تعد هي قضية البلدية فقط وفسادها، الدولة كلها بمعظم مؤسساتها تكاد تكون صورة كبيرة لبلدية البعارين، هذا يحدث الآن، وأمام المسؤولين الذين أتمنى عليهم ألا يرددوا علينا حكمة عجزهم أمام غول الفساد، ويقولوا لنا "الشق عود"، ولا نستطيع أن نغير الكثير. أصلحوا فالدولة في ذيل قائمة دول الخليج في الفساد والمحسوبية وأيضاً التعليم... فماذا بقي لهذه الدولة ولمستقبلها المجهول في عالم من صادها عشى عياله...؟ أصلحوا وإذا عجزتم قدموا استقالاتكم، واخرجوا من إداراتكم مرفوعي الرؤوس... لا تنسوا هذا مرفق العدالة وحقوق الناس وحرياتهم.
***حقوق العمال في جهنمالجمعية الكويتية لحقوق الإنسان نشرت بياناً عن شركة كويتية (معروفة حسب نص البيان) امتنعت عن سداد أجور 1800 عامل تقريباً، لمدد ما بين عشرة أشهر أو أقل، أيضاً هذه الشركة "المعروفة" تحتجز جوازات هؤلاء "العبيد" عندها، وبالتالي فهم سيتعرضون لمخالفات الإقامة، إذ لا يمكنهم السفر أو تغيير رب العمل "مالك العبيد"، طبعاً هؤلاء العبيد من صنف "الوافدين الهنود"، ولا يملكون أجور المحاماة للمطالبة بحقوقهم العمالية في بلد المركز الإنساني، وموطن حزب ماري لوبن الكويت، بشعار "الوافدين يوسخون الديرة"، ولندعهم يدفعون ثمن بقائهم لآخر قطرة من دمائهم، كيف يمكن لهؤلاء العبيد التقدم بشكوى عمالية لمكتب العمل في وزارة الشؤون كشرط قانوني لمباشرة الدعاوى؟ ومن أين لهم بمبلغ 50 ديناراً (لسماسرة الإعلانات) لإعلان صحيفة الدعوى بالإرشاد لشركة "معروفة"...؟ وكم من الوقت ستأخذ منازعاتهم (لو تجرأوا ورفعوا دعاوى) في أروقة المحاكم، وهم بدون رواتب أو مصدر رزق...؟ تحية لبلد الإنسانية وحقوق الإنسان!