لا توجد توقعات دقيقة بنسبة 100 في المئة من جانب أي بنك مركزي حول العالم، عندما يتعلق الأمر بالمعايير الاقتصادية، ورغم أن بنك إنكلترا عمره يزيد على 3 قرون فإنه سجل أقل توقعات دقيقة بين البنوك الكبرى، لاسيما فيما يتعلق بمعدل التضخم في المملكة المتحدة.وتناولت «بلومبرغ»، في تقرير، قائمة تضم ترتيب سبعة بنوك مركزية عالمية من حيث دقة تنبؤاتها الاقتصادية، والتي تصدرها المركزي الأميركي.
توقعات التضخم
وعلى عكس البنوك المركزية الكبرى، لم يكن المركزي الأوروبي أو الاحتياطي الفدرالي أو بنك إنكلترا موفقة بشكل كامل حول توقعاتها بشأن معدل التضخم وبلوغ أهدافه. ولم يصل أي من البنوك المركزية الثلاثة إلى مستهدف التضخم السنوي بنسبة 2 في المئة، ويتوقع الفدرالي الأميركي بلوغه في غضون العامين المقبلين.وتمثل التوقعات أمرا حيويا يمكن من خلاله الوقوف على مدى مصداقية البنك المركزي، حيث إنها تعطي لمحات عن سياسته النقدية وقراراته التي تؤثر على الشركات والاقتصاد بوجه عام.وفي حالة بنك إنكلترا، رفع محافظ البنك مارك كارني مؤخرا معدل الفائدة للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، ويرجع ذلك إلى التكهنات إزاء التضخم، وعادة ما يستغل عدم بلوغ التكهنات كذريعة لتوجيه انتقادات للبنوك المركزية أو صناع السياسة النقدية داخلها.ووقعت العديد من البنوك المركزية والمؤسسات المالية الكبرى تحت وطأة الضغوط، وتعرضت لانتقادات لاذعة منذ الأزمة المالية العالمية، بسبب اتخاذ إجراءات غير تقليدية، مثل التيسير الكمي وإقرار فائدة سالبة يراهما البعض سببا لعدم المساواة في المجتمعات.التصنيف
من أجل جمع البيانات، نظرت «بلومبرغ» إلى توقعات بنوك مركزية كبرى حيال معدل التضخم لعامين مقبلين وتقديراتها بشأن الناتج المحلي الإجمالي في العام القادم.وتمت مقارنة النتائج التي حصلت عليها «بلومبرغ» بالنتائج السنوية في الفترة من عام 2006 إلى 2016.وتصدر الفدرالي الأميركي مقدمة التصنيف في المعايير العامة رغم إيجابيته المبالغ فيها حول توقعات النمو الاقتصادي، بينما حل البنك المركزي الياباني في المرتبة الأخيرة.وفيما يتعلق بالتوقعات حول النمو الاقتصادي فقط، حل بنك انكلترا في المرتبة الأولى، رغم تفاؤله أيضا المبالغ فيه، مع الأخذ في الاعتبار الانتقادات التي تعرض لها محافظه كارني من الساسة في بريطانيا والإعلام بسبب التوقعات الضعيفة في ظل الضغوط المحيطة بالبلاد منذ استفتاء «بريكست».وقال كبير خبراء بنك إنكلترا «أندي هالدين» عام 2017 إنه كان من العادل للغاية إطلاق البنك المركزي توقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي البريطاني بشكل أكبر نتيجة «بريكست».