أقيمت أمسية ذات طابع شبابي في مهرجان القرين الثقافي بعنوان "موسيقى عالمية بأيادٍ كويتية" بقيادة العازفة شيخة الوتيد وأصدقائها من العازفين والعازفات الشباب الواعدين، وذلك على خشبة مسرح مركز اليرموك الثقافي، بحضور جمهور غفير.وقدم الهواة الشباب مقطوعاتهم الموسيقية المتنوعة، التي نالت استحسان الحضور وإعجابه، مستعرضين قدراتهم في العزف المنفرد والجماعي، وعبر استخدام آلات موسيقية مختلفة، بينها الكمان، والقانون، والقيثارة، وقدموا ليلة موسيقية مفعمة بالنغم المتجانس بأغانٍ تراثية كويتية وأغان عالمية. وغنت كل من شهد الناشي، ونورة الوتيد، وعائشة المزيعل أعمالاً غنائية مستمدة من الماضي التراثي الكويتي الجميل، إلى جانب حضور العازفات شيخة الوتيد، وسارة دشتي، وحوراء القطان، وريم القلاف، ولوجين التوحيد.والجميل في الأمسية أن تلك المجموعة من الفتيات الكويتيات مهاراتهن بين العزف والغناء. والمميز في الأمسية انطلاقة سارة دشتي وهي أصغر عازفة كويتية بمقطوعة موسيقية متناغمة عبر آلة الكمان، ثم قدمن العازفات والعازفون وصلات موسيقية متجانسة اللحن والنغم والإيقاع.ومع تواصل الأمسية غنت شهد الناشي من التراث الكويتي أغنية "ياهلي" التي لاقت تصفيق وإعجاب من الحضور، ثم غنت الناشي "ميدلي تراثي كويتي" لأغاني "ألا ياهل الهوى واعزتالي"، "أبشري ياعين"، "البوشية"، "ياسعود".أما مسك الختام فكانت مع غناء جماعي للأصوات الموهوبة شهد الناشي، نورة الوتيد، عائشة المزيعل، إذ قدمن معاً أغنية بعنوان "فري ون" من ألحان سيمون شاهين.
العصور القديمة
ومن جانب آخر، ضمن موسم دار الآثار الإسلامية الثقافي الـ 23، ألقت المحاضرة فيرونيك شيلتز، العضو في الأكاديمية الفرنسية للنقوش الكتابية والخط، المحاضرة الأسبوعية بعنوان "الحلي عند القبائل الرحل"، يوم الاثنين (15 يناير)، في مركز اليرموك الثقافي. وبحضور المشرف العام على دار الآثار الإسلامية وعدد غفير من المهتمين وأصدقاء الدار ونخبة من الأكاديميين والدبلوماسيين، قدَّم المحاضرة وأدار حولها النقاش رئيس اللجنة التأسيسية لأصدقاء الدار بدر البعيجان.بداية، استهلت المحاضرة حوارها بنقطة مهمة قائلة: "في العصور القديمة، نشأت حضارة فريدة ما بين نهري الدانوب والنهر الأصفر، على حافة غابات الجليد في سيبيريا، وعلى السهوب الأوراسية المترامية، تتنقل بين المرتفعات الجبلية والصحاري. تلك كانت حضارة الرعاة الإسكيثيين والساكا الرحل الذين كانوا يرتحلون من مكان لآخر مع عائلاتهم وقطعانهم، وراء الماء والعشب".ولفتت إلى أن تلك القبائل اعتمدت على التفاهم بلغة الرموز بمفردات مشتقة من الحيوانات. ومع ذلك، استعاروا كلمات أيضا من الحضارات المتاخمة لهم (اليونان، والرومان، والفرس، والهنود، إضافة إلى الصينيين). كانوا يستخدمون مختلف المواد، إلا أن المعادن كانت هي الأكثر صمودا عبر الزمن.ركزت المحاضرة على الحلي، بكل تنوعاتها وبهائها، وتضمنت المحاضرة الكثير من الصور التوضيحية.وأعقبت المحاضرة فقرة "سؤال وجواب" مع شيلتز، وفاضت بأسئلة الحضور، وأوفت المحاضرة بالإجابة عن جميع التساؤلات.يُذكر أن فيرونيك شيلتز، العضو في الأكاديمية الفرنسية للنقوش الكتابية والخط، تلقت علومها عن الثقافة الهلينيستية، وتابعت خطى هيرودوت على الشواطئ الشمالية للبحر الأسود، لتتخصص في فن الإسكيثيين. نظمت العديد من المعارض، منها: "من أرض إسكيثيا"، الذي أقيم في نيويورك، ومعرض "ذهب الإسكيثيين" في باريس. كما لها عدد من المطبوعات منها: "إعادة اكتشاف فن الإسكيثيين" (1992)، و"الإسكيثيون والقبائل الرحل في السهوب" (1994)، غاليمار.