جميعنا نحلم بمستقبل جميل تصبح فيه كل أحلامنا واقعاً ملموساً نعيشه، لكن ماذا فعلنا كي تصبح تلك الأمنيات حقيقة؟عندما تفكر بالمستقبل، بماذا تشعر؟ هل تشعر بالحماس والاستبشار؟ أم بالاعتياد واللامبالاة؟ أم ربما تشعر بالخوف والقلق من المجهول؟ يعتمد ذلك كثيراً على أنشطتك الحالية، فالمستقبل وليد الحاضر، وعاداتنا اليومية هي ما يشكل حياتنا على المدى البعيد.
الوقت ليس في مصلحتك، لكنك لا تدرك ذلك، تسرح في هذه الحياة وأنت في غفلة من أمرك، حياتك مجرد أوقات مبعثرة هنا وهناك، تؤجل فيها عمل ما تحب، وتريد خوفاً من تلك الأحلام الكبيرة التي تستهزئ بمن يطاردها لتطمئن ذاتك القلقة... فهل ستغمض عينيك في نهاية المطاف وحصيلتك مجرد وجود فارغ بلا أصداء؟ هل وأدت أحلامك وأصبحت سجيناً لواقع وروتين رتيب تشعر أنه قد فُرض عليك؟ من أنت– حقاً- وماذا تريد؟ ما هويتك ورغباتك الحقيقية بعيداً عن ضغوط المجتمع وتوقعات من حولك؟ أسئلة وجودية تستحق التوقف عندها والتفكير المتعمق فيها. لابد من اتخاذ خطوات عملية لنحقق رؤانا بدلاً من تعزية أنفسنا بأحلام اليقظة، فتلك الخطوات وإن كانت صغيرة لكن السر يكمن في استمراريتها، فقطرات المطر تنخر الصخور وتعيد تشكيلها... مجرد تغييرات بسيطة تضيفها إلى روتينك اليومي، ومبادرات وفرص تنتهز حلولها ستوصلك إلى هدفك المرجو. أحياناً تكون الخطوات الكبيرة والجريئة مخيفة وتتضمن الكثير من المجازفة، لذا فإن تلك الأعمال الصغيرة تهيئ لك الأجواء المناسبة والدعم الكافي عندما يحين الوقت لتلك القفزات العظمى.دع عنك الهاتف قليلاً واسمح لعقلك أن يتمدد ويتنفس، فصفاء الذهن تعكره ضوضاء الهاتف. ارسم أمانيك وشيّدها على أرض الواقع واترك الأعذار، فهي زاد الضعفاء. لا تؤجل أهدافك خوفاً من نظرة مجتمع أو شكاً في قدراتك، فتندم على ذلك لاحقاً. ولا تعتقد أن الوقت قد مضى وفات، فهناك دائماً مجال للتغيير وعيش الحياة التي تريدها، ولنا في الشعوب المتحضرة أسوة حسنة، فمازال شيوخهم ومعمروهم يمارسون الرياضة ويجوبون العالم ويعيشون بكل متعة وحب. لا تقلل من شأن أهدافك أو تسفهها، فلكل منا رسالته الفريدة التي أتى بها إلى هذا الكون.أحلامك ترقد هناك قابعة في باطن قلبك، أما آن الأوان لتصبح واقعاً؟
مقالات - اضافات
من أنا؟
19-01-2018