أكدت دراسة جديدة أن التنوع في خلفية أصول العاملين وخبرتهم يفضي إلى نجاح الشركة. وقد يكون لدى الشركات نوع من الأسباب البسيطة لتشغيل وتحسين قوة العمل المتنوعة. وخليط ألوان البشرة والأعراق والجنس يبدو جيداً في صور التسويق، ويطرح ماركة تمثل ائتلافاً متنوعاً كبيراً لأميركا العصرية. ولكن تنوع أصول وأعراق وخبرات العاملين مهم لسبب جوهري آخر، بحسب بحث جديد، يساعد الشركات كي تصبح أكثر ابداعاً ونجاحاً. وقال ريتشارد وور، وهو بروفيسور تمويل لدى جامعة ولاية كارولينا الشمالية، ومشارك في تأليف البحث المذكور، إن "التنوع لا يساعد فقط في تحسين صورة الشركة بل يفضي الى تحقيق نتائج أفضل".
نظرة إلى الأداء
تنظر الدراسة إلى أداء 3000 شركة في السنوات ما بين 2001 و2014 من خلال 5 مصادر للتنوع. ويشمل ذلك ما اذا كانت لدى الشركات نساء وأقليات عرقية تصل الى منصب الرئيس التنفيذي، وما اذا كانت تعمد الى ترقية النساء والأشخاص الملونين الى موقع "المسؤولية"، وما اذا كانت لديها برامج لتشغيل موظفين معاقين.وحكم الباحثون على أثر التنوع على الإبداع من خلال معلومات براءات الاختراع وعدد المنتجات الجديدة التي أعلنتها الشركات خلال فترة الدراسة، وقاموا بترجيح النتائج وفقاً لحجم الشركة مفترضين أن الشركات الأكبر لديها براءات اختراع أكثر، وتنتج المزيد من المنتجات الجديدة مقارنة بالشركات الأصغر.والاستنتاج الأساسي هو أن الشركات التي تحقق كل متطلبات التنوع لديها في المتوسط منتجان اثنان إضافيان في السنة. وأكثر من ذلك وجد الباحثون أن الشركات المتنوعة كانت أكثر مرونة من حيث الابتكار خلال الأزمة المالية في سنة 2008.وقال وور "توجد ثلاثة أسباب رئيسية قد تكون وراء كون الشركات الأكثر تنوعاً أكثر إبداعاً. ويتمثل السبب الأول في كون الشركات الأكثر تنوعا لديها قدر أوسع من الخبرات والخلفيات للبناء عليها. وهم يفهمون طبيعة المستخدمين المحتملين للمنتجات بشكل أفضل من الشركات الأقل تنوعاً. كما يميلون الى أنهم أقدر على حل المشاكل بصورة أفضل.ويتمثل السبب الثاني في أن الشركات الأكثر تنوعاً تميل الى اجتذاب مواهب أكثر تميزا وتحتفظ بها. وقال وور "اذا كانت شركتك كلها من البيض المتقدمين في السن فأنت تبعد نفسك عن الأنواع الأخرى من الناس الذين لن يرغبوا بالتقدم للعمل لديك".والسبب الثالث هو أن لدى الشركات الأكثر تنوعاً نوع من "تأثير الهالة"، وهي أكثر جاذبية ليس فقط للنساء والأقليات بل الى الشرائح الأخرى أيضاً التي تريد العمل لدى شركات أكثر تنوراً وانفتاحا. ولدى الدراسة التي شارك في اعدادها روجر ماير من ولاية كارولينا الشمالية وجنغ جاو من جامعة بورتلاند حدود. وأولها أن العلاقة بين التنوع والابتكار تأملية بشكل ما. ومن خلال تقنيات احصائية متقدمة متعددة حاول الباحثون اثبات العلاقة السببية، ولكن من غير المؤكد أنهم نجحوا في ذلك. ومن المحتمل أن الشركات ذات التنوع مبتكرة، لأنها تستثمر في البحث والتطوير وليس فقط لأنها متنوعة. ولكن الدراسة تظهر علاقة موجبة بين التنوع والأداء المالي، لذلك يتعين علينا ألا نكون مفرطين في التشكيك بنتائجها.