في انتظار الحكم
دائما ما أقرأ المنشورات التي تنزل في مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن أذكر المنشور الذي يقول: ماذا لو كانت هذه السنة أو هذا الشهر هو آخر شهر لك على قيد الحياة، ماذا ستفعل؟أصابني عائق صحي اضطررت أن أذهب إلى الطبيب ليعرف ما بي، وعندما قال لي يجب أن نعمل لك تحليل الأورام السرطانية، شعرت بالفعل أنني من الممكن أن أكون مصابة بهذا المرض المخيف، وأنا الآن بانتظار الحكم علي: هل أنا سليمة أم لا؟
في الحالتين أنا راضية بالذي سيحصل، لكن ماذا سيحدث لو فعلا كنت مصابة به، وكانت هذه السنة أو هذا الشهر أو هذا الأسبوع بغض النظر عن كوني مصابة به أم لا هي آخر شيء لي على قيد الحياة؟ ماذا لو اكتشفنا أن الحياة فعلا قصيرة، وأننا نضيع أوقاتنا في أشياء تافهة تسرق منا حياتنا، وأيامنا الغالية؟ لقد مرت أمامي حياتي في لحظات، بماذا أفكر؟ ولماذا أشبع لحظاتي بالألم، فلا شيء يستحق، وسيستمر كل شيء بعدنا شئنا هذا أم أبينا؟ كل تفكيرنا في لحظات كهذه بمن سنتركهم بعدنا يتعذبون: أهلنا، أمهاتنا، أطفالنا الصغار، لكن لنقف قليلا لنحيا الحياة بفرح قبل أن نفقدها فجأة وبدون مقدمات. ولنسعد أحباءنا ولنعش معهم ولهم ولأنفسنا، فالحياة أقصر مما نتخيل، وأجمل بكثير مما نتخيل نحن، لا ننظر إلا للجانب المزعج والمظلم فيها، ولنغير نظرتنا لها هذه المرة، ونلبس نظارة التفاؤل فهي تستحق فعلا.