في مطلع حديثه، قال الفنان عيسى اليوسفي، إنه مصاب بمرض "باركينسون" منذ خمسة أعوام، وأن من طبيعة هذا المرض أنه متطور وينتج عنه الشلل في الحركة، ويصيب المريض بالخرف والنسيان. ولفت اليوسفي إلى أن حالته الصحية متطورة، وأنه يعاني صعوبة في الحركة، والقدرة على التركيز بنسبة متوسطة.وقال، إنه مع مرور الوقت تولدت لدية رغبة بالاستمرار بالحياة بنفس الإيجابية، وهو معافى، والعمل على إبطاء تقدم حالته المرضية، وتقليل تأثير المرض وتحديه بشتى السبل، بكل ما أوتي من قوة، مشيراً إلى أن المرض يشعر المصاب بالكآبة والإحساس بالعجز، مما ينعكس على الشعور العام والحياة الاجتماعية.
... وأخيراً وجد اليوسفي السبيل الأمثل والأجدى في التصدي للمرض باستغلال وقته المتاح بتطوير قدراته العقلية عن طريق الرسم باستخدام الكمبيوتر لأنه يجيد استخدامه، فبدأ بعمل تصميم بدائي بسيط، حتى تطور الأمر بعمل تصاميم متطورة حسب تقديره، واللافت أنه لم يقم بعمل أي شيء مشابه سابقاً ولا يملك موهبة الرسم.ويشير اليوسفي من خلال حديثه ومن وجهه نظره أن الفن يعتمد أساساً على رؤية بصرية محسوسة على اختلاف الوسائط المستخدمة في إنتاجه، وأنه كفنان اتجه إلى الاستعانة ببرامج بسيطة تختص بالفن والرسم على الحاسب الآلي، مشيراً إلى أن تلك البرنامج تعد ثورة بحد ذاتها إبداعية تتنبأ بحاضر فني حتى تساهم في بناء مستقبل فني ذي منحى جديد.
مقومات بصرية
وقال اليوسفي، إنه منذ ظهور أولى بوادر التكنولوجيا الرقمية، سارع الكثير من الفنانين التشكيليين لمواكبة هذا الجانب في أعمالهم، حتى أن البعض منهم ترك ورشته واستبدل اللوحة بالشاشة والفرشاة بالفأرة، واستخدم تقنيات وبرامج الحاسوب، إذ أنجزوا رسوماً ولوحات مختلفة الأساليب تتسم بخصائص ومقومات بصرية رائعة وعبروا عن أحاسيسهم ومشاعرهم بما يوافق القيم التشكيلية لمختلف الموضوعات والقضايا. وأكد اليوسفي، أن الحاسوب في وقتنا الحالي لا يعتبر شيئاً كمالياً في حياتنا المعاصرة، لأنه يقدم إمكانيات كبيرة ومنها الفنية والتصميمية ، وأيضاً يساهم الحاسوب من خلال تلك البرنامج في تحريك الخيال لإظهار فن جديد يفرض أفكاراً حديثه، بعد أن مل المشاهد الأعمال التقليدية.وبين أن أعماله تندرج في أطر واتجاهات منها الإسلامي والمعاصر، والتجريدي، إذ إنها تعتمد على تراكيب متماسكة وتباينات لونية ثرية تعطي المتلقي إحساساً بأنها نابغة بالحياة والتفاؤل.وأضاف أنه وظف لمساته الفنية محافظاً على الطابع التشكيلي، وبنفس الوقت تعكس تلك اللوحات روح وإحساس الفنان، التي تكمن بداخله، وعلق قائلاً: " لكل فنان أسلوبه الخاص، وطريقة تعبير تشبه تماماً بصمة الإصبع، التي تحمل خصوصية كل فرد".وعن شكل الزهور في أعماله، قال: إرتأيت أن تكون بهذه الطريقة تماشياً مع التكنيك المستخدم، لاسيما أنني أود أن تكون لهذه الأعمال خصوصية تمثلني، ولا تتقاطع مع أعمال أخرى، لذلك أردت تنفيذ هذه الأعمال على النحو التالي:مضامين هندسية
من ناحية أخرى، أوضح اليوسفي أن اللوحات، التي يقوم برسمها تشتمل على جانبين، الأول هو أنها ذات مضامين هندسية منتظمة، أما الجانب الآخر فهو عفوي يترجم الأسلوب الارتجالي والعفوي، فبعض اللوحات يغلب عليه التكرار حتى تخلق حركة وتنوعاً بصرياً مختلفاً يشدّ المتلقي له، لافتاً إلى أن إحدى اللوحات التي رسمها كانت عبارة عن تشكيل هندسي عن الدواء، الذي يأخذه لعلاج مرضه "الباركينسون". وبين اليوسفي أن طوع البرنامج التقنية، التي استخدمها ليرسم أشكالاً من الفنون العربية الإسلامية محافظاً في بنائها على هويتها تاركاً بنفس الوقت بصمته المتفردة. من ناحية أخرى، أكد اليوسفي أنه لا يسعى من خلال فنه إلى الربح المادي، لافتاً إلى أنه أعطى مجموعة من اللوحات إلى بعض الجمعيات الخيرية، وأيضاً ريع بعض اللوحات يكون لأعمال الخير.مراحل مهمة
وعن رأيه بالفن التشكيلي الكويتي، رأى اليوسفي، أن "الفن التشكيلي يتميز بأنه الأكثر نمواً واتساعاً على الصعيدين العربي والعالمي أيضاً، فلقد عرف الفن مراحل مهمة ساهمت في تأسيسه بقوة، فهو الآن ذو نشاط مكثف وذو حضور مشرف، وأحد أسباب تميزه أنه أحيط بعوامل كثيرة قادته إلى منجز، وبعض التجارب ذات أبعاد فلسفية عميقة وتمتلك مفاتيحها الخاصة للدخول بحرفية عالية للمتلقي. وأضاف أنه على الجانب الشخصي، يتابع عدداً من الفنانين الرواد مثل سامي محمد، وعبد الرسول سلمان، ومحمد الشيخ الفارسي، والفن الكويتي يجسد العديد من المدارس، فمنها الواقعي، والتعبيري، والتجريدي، وغيرها، وقد استخدم فنانونا العديد من التقنيات، والمواد، والخامات".