كانت الاستعدادات تجري على قدم وساق قبل انطلاق حفل الفنان المصري تامر الحسني، والكويتي حمد القطان، بصالة التزلج، حتى قبل بدء الحفل بساعات عندما خرج القطان عبر مواقع التواصل، ليكشف عن انسحابه، بسبب عدم تقدير الشركة المنتجة له.

وقال القطان إنه حضر لعمل بروفة بمعية فرقته الموسيقية، لكن هندسة الصوت لم تسعفه، وانتظر حتى قبل الحفل بثلاث ساعات، حيث لم يتمكن من عمل "البروفة"، لذا قرر الانسحاب من الحفل، طالبا من الجمهور التماس العذر، حتى لا يظهر بصورة غير لائقة.

Ad

على الجانب الآخر، سارت الأمور بسلاسة في صالة التزلج، حيث بدأ دخول الجمهور مبكرا. ولأن الحضور لم يكن كبيرا، اضطر منظمو الحفل إلى توجيه الجمهور للجلوس بالمقاعد الأمامية، بدلا من انتشارهم في أماكن متفرقة بالقاعة.

ومضى الوقت بطيئا على محبي النجم المصري تامر حسني، حتى دقت الساعة الحادية عشرة مساء عندما اعتلى المسرح أعضاء فرقته الموسيقية، لتدب الحياة في صالة التزلج، وتتوالى صيحات عشاق الفنان المصري، حتى أطلَّت المذيعة الجازي الجاسر، لتعلن ظهور حسني، الذي تقدم بثقة وثبات على وقع أنغام أغنية "كل حاجة بينا"، لتعانق صيحات الجمهور، فما كان من تامر إلا أن ردَّ لهم التحية، قائلا: "أحب الجمهور الكويتي، وسعيد بوجودي بينكم اليوم، أستمتع بصوتكم الذي يسبقني إلى الغناء بمجرَّد أن تعزف الفرقة مطلع الأغنية، وأتطلع دائما لإسعادكم".

وقدم تامر خلال حفله، الذي امتد لساعة ونصف الساعة، ما يقارب 20 أغنية، بعضها أداها كاملة، وأخرى اجتزأها، ودمج بين أخرى.

وهكذا مضى الوقت سريعا، لاسيما أن تامر يتمتع بذكاء اختيار الأغنيات التي تناسب الجمهور بالمسرح، ومنذ الوهلة الأولى فطن الفنان المصري إلى أن الحضور ذو أغلبية نسائية وشريحة المراهقين، لذا ذهب إلى الأغنيات الرومانسية ذات الإيقاع السريع، فاختار "بتغيب"، ومنها إلى أغنية "يا أنا يا مفيش"، ثم خلق حالة من الحوار بينه وبين الجمهور، قبل أن يبدأ في أغنية "حرقة دم".

وكان من اللافت، أن تامر انتقى من الأغنيات التي كتب كلماتها، ولحَّنها وأهداها لزملائه، مثل: "بص بقى" لشيرين عبدالوهاب، و"قوم أقف" لبهاء سلطان، ليمرر الفنان المصري رسالة مبطنة حول مواهبه المتنوعة بين التأليف والتلحين، وقبلهما الغناء.

تامر لم يهدأ على مدار الساعة، وبدا مدى التفاهم بينه وأعضاء فرقته الموسيقية، يتحرك برشاقة، ويداعب الحضور، ويمضي حسني في اختياراته المميزة، فيضيف أغنية "تلفوني رن"، ومنها إلى "أنا ولا عارف"، قبل أن يلهب حماس الجمهور بـ"بنت الأيه". ويعود بذاكرته للخلف، وينتقي من أرشيفه أغنية "قرب حبيبي"، من ثم يختار أغنية "بكل اللهجات"، التي حققت نجاحا كبيرا عند طرحها، خصوصا أنه طعَّمها بكلمات من لهجات عربية مختلفة.

بعد ذلك، قدم تامر أغنية "أكتر حاجة" و"ضحكتها مبتهزرش" و"عنيه بتحبك".

ومع اقتراب الحفل من نهايته، أضاف حسني "يا واحشني"، ثم "بطلة العالم"، قبل أن يربط بين مجموعة من الأغنيات سريعا، ثم يغادر المسرح وسط تفاعل كبير من الجمهور، الذي طارده حتى باب الخروج.

ورغم محاولات الأمن الحيلولة دون وصول عشاق النجم المصري له، فإن حسني أبى أن يغادر، وحرص على التقاط الصور التذكارية مع أكبر عدد ممكن، متغلبا على تعنت البودي غاردات، والأسلوب الجاف في التعامل مع شباب أقصى طموحهم التقاط صور مع نجمهم المحبوب.

القطان: اتصلت بالشركة المنتجة فلم أجد رداً

قال الفنان حمد القطان، تعقيبا على قرار انسحابه من الحفل: «الجميع يعرف أنني ملتزم بكل اتفاقاتي. لقد وصلت من القاهرة قبل الحفل بيوم. خلدت للراحة، من ثم توجهت لصالة التزلج في الواحدة من صباح أمس الأول، لعمل البروفة، وفق الاتفاق المسبق مع الشركة المنتجة، لكن لم أجد أحدا في استقبالي حاولت التواصل مع الشركة المنتجة، ولكن لم أجد ردا، لاسيما أن نظام الصوت لم يكن جاهزا، وانتظرت أنا وفرقتي لفترة، أملا أن تعالج هذه المشكلة، لكن دون جدوى، فقررت الانصراف، وانتظرت يوم الجمعة اتصالا هاتفيا من الشركة المنتجة، لتحديد موعد آخر للبروفة، لكن هذا لم يحدث، وعندما أزف الوقت، واستشعرت بأن هناك تجاهلا من قبلهم، قررت الانسحاب من الحفل».

ضاري المسيليم: الحق مع حمد ونحن كشركة منتجة نعتذر له

تحدث المنتج والملحن ضاري المسيليم لـ«الجريدة»، ردا على البيان المصوَّر الذي أصدره المطرب حمد القطان، وأعلن خلاله انسحابه من الحفل: «حمد من النجوم الشباب. اخترناه لشعبيته، قبل أن يكون صديقا. اعتذار حمد من حقه، لأنه كان من المفترض أن يقوم ببروفته فجر الجمعة، لكن بسبب وجود مشكلة في تركيب نظام الصوت لم يتمكن من ذلك، وللأسف تأخر تجهيز المسرح حتى السادسة من مساء أمس الأول، ما حال دون أن يقوم ببروفته، لذلك انسحب».

وأكد ضاري أنه لا يوجد خلاف مادي مع حمد، وأضاف: «البروفة هي جوهر المشكلة. تامر لا يحتاج إلى بروفة، خصوصا أنه جاء مع فرقته كاملة، فيما حمد في حفل بهذا الحجم كان يحتاج إلى بروفة، وأنا أؤيده فيما أقدم عليه، وأعتذر له، فالخطأ من الشركة».