أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في حديث لـ «بي بي سي»، يبث اليوم كاملاً ونشرت مقتطفات منه أمس، أن اتفاقا خاصا بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي ممكن بعد «بريكست»، كما ترغب الحكومة البريطانية.وردا على سؤال حول ما اذا كان هناك حل يتناسب مع مطالب بريطانيا، أجاب ماكرون: «بالطبع، لكن هذا الحل الخاص يجب أن يتماشى مع الحفاظ على السوق الاوروبية الموحدة ومصالحنا المشتركة».
وتابع متوجها للبريطانيين: «عليكم أن تدركوا أنه لا يمكنكم الوصول الى السوق الواحدة بشكل تام» بدون المساهمة في ميزانية الاتحاد الاوروبي وقبول «الحريات الاربع»، من بينها حرية حركة العمال وقبول الاختصاص القضائي لمحكمة العدل الاوروبية، موضحاً أن الحل قد يكون وسطياً بين الوصول الى السوق بشكل تام واتفاق تجاري.وشدد ماكرون على أن الحصول على خدمات مالية في السوق الموحدة «لا يمكن تحقيقه»، وقال: «لا يجوز أن نتمكن من اختيار ما نريده في السوق الموحدة، لأن ذلك يعني تفكيك هذه السوق».وبعد أن أكد أنه «يحترم» خيار البريطانيين حول بريكست، أعرب ماكرون عن «الأسف» لذلك، مضيفا: «أود ان تعودوا مجددا» الى الاتحاد الاوروبي.من ناحيته، قال وزير مكتب رئاسة الحكومة ديفيد ليدينغتون، الذي يرأس العديد من اللجان الوزارية حول بريكست، إن بريطانيا يمكن أن تشارك في نموذج جديد للتعاون الاوروبي بعد بريكست، لكن من غير المرجح ان تنضم مجددا الى الاتحاد الاوروبي بشكله الحالي، مؤكدا ان تلميحات بعض قادة الاتحاد الاوروبي الى احتمال ان تغير بريطانيا رأيها بشأن الخروج من الاتحاد «مضللة».وقال ليدينغتون: «قد ننظر بعد جيل الى اتحاد اوروبي في شكل مختلف عما هو عليه الآن»، مضيفاً: «ستكون هناك حاجة لنظام من التعاون ضمن القارة الاوروبية، بما يشمل المملكة المتحدة، يغطي التعاون الاقتصادي والسياسي». وكان رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك قال هذا الاسبوع: «في القارة الاوروبية قلوبنا لا تزال مفتوحة» أمام بريطانيا إذا غيرت رأيها. كما أكد رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر تقديم الدعم لأي محاولة بريطانية لإعادة الانضمام الى الكتلة، حتى بعد مغادرتها.من ناحيتها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في تصريحات نشرتها صحيفة «بيلد» الألمانية، أمس، إن بريطانيا تريد التوصل لاتفاق تجاري شامل مع الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى اتفاقية دفاعية لدى انسحابها من الاتحاد. وأضافت ماي أن حكومتها تريد إبرام اتفاق تجاري يتجاوز اتفاق الاتحاد الأوروبي مع النرويج أو كندا، وذلك ببساطة لأن بريطانيا تتفاوض من موقف مختلف عن موقفي الدولتين. وأبرمت بريطانيا والاتحاد الأوروبي اتفاقا للانفصال الشهر الماضي مهد الطريق أمام إجراء محادثات بشأن العلاقات التجارية بين الجانبين في المستقبل، وعزز آمال حدوث انسحاب منظم من الاتحاد. وشددت ماي: «إننا ننسحب من الاتحاد الأوروبي وليس من أوروبا».الى ذلك، صرح وزير الخارجية الالماني زيغمار غابريال بأن الرئيس ايمانويل ماكرون يمثل «فرصة تاريخية» لدفع المشروع الاوروبي قدما.وتبدو هذه الرسالة إلى ماكرون أقرب الى انتقاد موجه الى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، التي يشير الحزب الاشتراكي الديمقراطي المنتمي الى غابريال، باستمرار، إلى فتور ردودها على مقترحات ماكرون حول الاصلاحات الاوروبية.
دوليات
ماكرون: يمكن التوصل إلى اتفاق خاص بين بريطانيا و«الأوروبي»
21-01-2018