«سيدي عباد»... ضريح ملك مات مسجوناً
يشهد ضريح المعتمد بن عباد في المغرب على قصة عشق ملحمية جمعت آخر ملوك الطوائف في بلاد الأندلس، المعتمد بن عباد، مع زوجته اعتماد الرميكية، التي أبت أن تتركه، بعد أن نفاه أمير المرابطين يوسف بن تاشفين إلى منفاه الأخير في أغمات، إحدى قرى مراكش في المغرب العربي.وقصة المعتمد احتلت مكانة عظيمة في التاريخ الإسلامي، ويروي الحاج عبدالرحمن لـ"الجريدة"، أو حاجب الضريح كما يحب أن يصف نفسه، أنه لازم المكان أكثر من 35 عاماً، حتى بعد أن تقاعد من عمله، الذي كان في نفس المكان، معبِّراً عن ارتباطه الوثيق بخدمة المعتمد وزواره، مشيراً إلى أن المكان أعاد ترميمه الملك الحسن الثاني عام 1961، وأمر بتزيين الأسوار والجدران المحيطة بالقبر بنقوش وكلمات من قصائد المعتمد ابن عباد، وبإقامة مكتبة صغيرة جمع بها أهم الكتب التي تتحدث عن هذه الشخصية العربية العظيمة، وتاريخ الأندلس، إضافة إلى سجل للزوار، الذي ضم شخصيات عربية وأجنبية كبيرة حرصت على زيارة الضريح، رغم بُعد المسافة عن أقرب مدينة، وصعوبة الوصول إليه عبر الطرق الملتوية الخطيرة، ومنهم: رئيس البرتغال السابق، ورئيس الوزراء الإسباني السابق، وسفراء دول أجنبية وعربية، إضافة إلى مهتمين بالتاريخ الأندلسي من جميع أنحاء العالم.ويقول الحاج عبدالرحمن إن أهالي قرية أغمات يعرفون هذا القبر باسم "ضريح سيدي عباد"، وهو يحتل مكانة مهمة لديهم.
وأشار "الحاجب" إلى أن العديد من الأشخاص والعشاق من جميع أنحاء العالم يأتون لزيارة هذا المكان، لارتباط أصحابه بحكايات الحب والوفاء التي اختتمت بدفن المعتمد الملك ومحبوبته اعتماد في نفس المكان. وفوق قبر المعتمد وزوجته وابنه نُقشت قصيدة طلب المعتمد أن تعلَّق بعد مماته، يقول فيها: قبر الغريب سقاك الرائح الغاديحقاً ظفرت بأشلاء ابن عبادِ. وكان يقصد بمطلعها سجانه أمير المرابطين يوسف بن تاشفين.