نالت أعمال صبري موسى شهرة واسعة، خصوصاً روايته «فساد الأمكنة «التي عدّها النقاد واحدة من ضمن أهم مئة رواية عربية، وهي الأولى التي تناولت الحياة والبيئة في حلايب وشلاتين، وغاصت في أعماق الصحراء الكبرى. ولد الراحل في محافظة دمياط عام 1932، وعمل في بدايته مدرساً للرسم لمدة سنة، ثم صحافياً في جريدة «الجمهورية»، وكاتباً متفرغاً في مؤسسة «روز اليوسف». كذلك كان عضواً «في اتحاد الكتاب العرب» ومقرراً للجنة القصة «في المجلس الأعلى للثقافة»، وترجمت أعماله إلى لغات عدة.
أصدر موسى في مجال الرواية «حادث نصف المتر، وفساد الأمكنة، والسيد من حقل السبانخ». وفي فن القصة القصيرة: «القميص، ووجهاً لظهر، وحكايات صبري موسى، ومشروع قتل جارة». أما في أدب الرحلات فكتب: «في البحيرات، وفي الصحراء، ورحلتان في باريس واليونان».كذلك تولى موسى سيناريوهات أفلام «البوسطجي، والشيماء، وقنديل أم هاشم، وقاهر الظلام، ورغبات ممنوعة، وأين تخبئون الشمس».
جوائز
حصل الراحل على جائزة الدولة التشجيعية بمصر في الأدب عام 1974، ووسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى عن أعماله القصصية والروائية عام 1975، ووسام الجمهورية للعلوم والفنون عام 1992، فضلاً عن جائزة «بيجاسوس» من أميركا، وهي الميدالية الذهبية للأعمال الأدبية المكتوبة بغير اللغة عام 1978، وجائزة الدولة للتفوق عام 1999، وجائزة الدولة التقديرية عام 2003.دموع موسى
«عندما تفسد الأمكنة يرحل البشر»، قال صبري موسى في روايته التي نالت شهرة واسعه لتطرقها إلى أرض خصبة روائياً لم يسبقه إليها أحد، حيث مثلث حلايب وشلاتين، وهي تتناول الجغرافيا والبشر. كتب عنها نقاد كثر مؤكدين أنها رواية بألف رواية، سكب فيها موسى دموعاً غزيرة على بطله ذلك الرجل التعيس الذي لم يتعلم من تجارب الحياة وإضاع الفرص التي سنحت له.كذلك تناول حال مدينة «الفاشر» الواقعة في أطراف الصحراء الكبرى وحاكمها الضلالي، وكيف بذر خميرة إفساد المكان في القصر والتي سرعان ما استشرت في كل شبر من تراب المدينة بصورة مضطردة حتى عمّ الفقر الجماعي. وبفساد القصر، شرع في إفساد الروح الإنسانية النقية. يُشار أيضاً إلى أنها أول رواية تتناول سلسلة جبال الدرهيب العملاقة الواقعة في الصحراء الشرقية.عمق الوجوه
صبري موسى في روايته «فساد الأمكنة» وأعماله الأخرى، شقّ بعصاه درب الكتابة في أدب الرحلات، وغاص في عمق الوجوه والأسماء، وقرأ الأحجار والرمال والبحيرات، ونحت منها مسيرة سار على هديها كثيرون من بعده.