الاستثمار الأجنبي للأندية الأوروبية والمشاريع الزائفة

نشر في 23-01-2018
آخر تحديث 23-01-2018 | 00:03
منذ عام 2003 عندما اشتعلت شرارة الاستثمار الخارجي للأندية الأوروبية، لم تشهد معظم الاستثمارات نجاحاً كبيراً عدا حالات شاذة نقلت بعض الأندية خطوة إلى الأمام.
قبل أعوام طويلة لم يكن أحد يفكر في استحواذ خارجي على أي من أسهم الاندية الاوروبية العريقة، حيث كان معظم ملاكها يعتبر من أبرز مناصري الفريق والداعم الرئيسي لمشاريع النادي.

سواء في إنكلترا أو إسبانيا أو إيطاليا، وكذلك بقية دول اوروبا، كان ملاك الاندية الكبرى بالمجمل ينتمون إلى المقاطعة التي يقع فيها معقل النادي، كما كان محرما اجتماعيا مناصرة أو دعم أي ناد خارج المقاطعة التي يقطن فيها السكان او رجال الاعمال المشاهير.

وبالتأكيد لم يكن الأمر يخلو من الشوائب، فبعض ملاك الاندية ينتمون إلى مقاطعات أخرى، لكن كان من المعروف أنهم من عائلة مناصرة لهذا النادي، فكرة الاستثمار لم تكن موجودة على الورق اطلاقا، إذ إن امتلاك أسهم أي ناد يعتبر جزءا من انتماء رجال الاعمال الى كيان الفريق.

في عام 2003 أطلق الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش شرارة الغزو الأجنبي على الاندية الاوروبية الكبرى، حيث قام رجل الاعمال الشهير بشراء النادي اللندني، وقدم وعودا بجعل تشلسي أحد ابرز العلامات التجارية الرياضية في العالم.

وفي الواقع، كانت بداية حقبة ابراموفيتش مع البلوز مشجعة جدا، فقد أنهى الموسم في المركز الثاني، بعد أن كان قد حل رابعا في الموسم الذي سبقه، كما تمكن البلوز من بلوغ قبل نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل أن يتوج بطلا للدوري الانكليزي الممتاز موسم 2004-2005 لأول مرة منذ 50 عاما، بعد أن تعاقد مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي قاد النادي إلى تحقيق العديد من البطولات، وشكل فريقا من النجوم واصلوا العطاء لسنوات طويلة ولمع اسمهم في سماء كرة القدم الانكليزية والاوروبية.

ومنذ استحواذ إبراموفيتش على نادي تشلسي حقق الفريق 13 لقبا كبيرا، بينها خمسة القاب للدوري الانكليزي الممتاز، ولقب دوري ابطال اوروبا مرة واحدة، وهو انجاز تاريخي بالتأكيد لنادي تشلسي الذي لم يكن ضمن كبار اندية اوروبا.

ويعتبر استثمار الملياردير الروسي في انكلترا ناجحا بشكل كبير، مقارنة ببقية الاندية التي تم الاستحواذ على اسهمها من قبل مستثمرين اجانب، إذ فاق عدد الأندية التي تملكها رجال اعمال او شركات اجنبية 11 ناديا في الدوري الانكليزي الممتاز وحده.

ومن بين أبرز الاندية التي تم بيعها الى مستثمرين اجانب العملاق الانكليزي مانشستر يونايتد، الذي استحوذ عليه رجل الاعمال الاميركي مالكوم جلايزر عام 2005، والذي توفي عام 2013، وبقيت أسهم النادي تعود لعائلة جلايزر.

وخلال 12 عاما من الاستحواذ الاميركي على "الشياطين الحمر" حقق الفريق خمسة ألقاب للدوري الانكليزي الممتاز، ولقبا واحدا بدوري ابطال اوروبا، ورغم تحقيق هذه الالقاب فإن مانشستر يونايتد لم يكن بعيدا عن الالقاب قبل قدوم جلايزر، حيث حقق الفريق لقب "الممتاز" 8 مرات في الـ12 عاما التي سبقت قدوم رجل الاعمال الاميركي، وكذلك لقب دوري الابطال في الفترة ذاتها.

الاهم في هذا الشأن ان مانشستر يونايتد لطالما كان حلما لأي نجم كرة قدم، وكان التعاقد مع مانشستر يونايتد بمنزلة توقيع عقد مع الألقاب والشهرة، الا أن الامر لم يعد كذلك مع الادارة الاميركية، فالفريق يعاني تذبذب المستوى ولم يعد منافسا دائما للقب الدوري الانكليزي الممتاز، لذلك لا يمكن اعتبار الاستثمار الاميركي ناجحا مع مان يونايتد الفريق العظيم الذي تراجع محليا واوروبيا في ظل سطوة الاندية الاسبانية على الالقاب الكبرى في اوروبا.

من جانب آخر، يعتبر الاستثمار العربي الخليجي لنادي مانشستر سيتي الانكليزي عام 2008 ناجحا الى حد ما، فقد اصبح "السيتيزن" ابرز اندية انكلترا محليا، بعد ان كان مهمشا قبل قدوم الاموال الخليجية التي انعشت خزينة النادي، وقامت بتعاقدات كبيرة لابرز نجوم العالم ليدافعوا عن ألوان مان سيتي، ففكرة الاستثمار الخليجي مختلفة تماما عن جلايزر، الذي كان يتطلع لتحقيق الارباح المادية على المدى القصير دون اكتراث لأهمية تحقيق الالقاب لناد اعتاد على التربع على عرش الكرة الانكليزية.

ويعتبر وضع استثمار مانشستر سيتي حالة شاذة في الموضوع المطروح، فمعظم المستثمرين الأجانب في الاندية الاوروبية كان حالهم شبيها بمان يونايتد، فليفربول الكبير يعيش فترة سيئة منذ شراء الاميركيين جيليت وتوم هيكس أسهم النادي الانكليزي العريق، فلايزال ليفربول يبحث عن لقبه الاول في الدوري الانكليزي الممتاز منذ موسم 1989-1990.

ورغم الاحصاءات التي وضعت ليفربول كتاسع أكثر الاندية في العالم حصولا على الايرادات، فإن ادارة النادي لا تزال تفرط في أفضل نجوم الفريق في حال قدوم عروض مغرية، كما هو الحال مع النجم الاوروغوياني لويس سواريز ومؤخرا البرازيلي فيليب كوتينيو الذي فرط فيه ليفربول.

الأندية الإيطالية

وفي إيطاليا لم يقدم رجال الأعمال الأميركيون، وعلى رأسهم بينيديتو، أي إنجاز جديد لنادي روما الايطالي منذ استحواذهم على اسهم النادي عام 2011، فكان الشغل الشاغل لادارة النادي هو شراء المواهب وبيعها بأعلى الأثمان بعد فترة وجيزة، الأمر الذي جعل النادي يبقى دون أي لقب دوري محلي طوال فترة وجودهم في مقاعد الادارة.

كما ان الإندونيسي توهير، الذي دفع 200 مليون يورو في صفقة شراء إنتر ميلان عام 2013 لم يتمكن حتى الآن من اسقاط يوفنتوس عن عرش الكرة الايطالية، بينما يبدو جاره اي سي ميلان في وضعية مثيرة للجدل منذ استحواذ شركة "سينو يوروب" الصينية على النادي قبل عام، حيث يبدو جليا عدم إدراك الادارة الجديدة للوضع الرياضي في ايطاليا.

ومن المتوقع ان يتوقف الشغف الاجنبي بتملك الاندية الاوروبية في المستقبل القريب، حيث يقوم الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، وكذلك الفيفا، بوضع مزيد من القوانين الصارمة من حيث التصرف السلبي في اموال النادي، من خلال قانون "اللعب المالي النظيف" وغيره من القوانين التي ستحد من رغبة رجال الاعمال الراغبين في دخول عالم كرة القدم.

ويبدو أن هذا الامر سيكون في مصلحة الاندية التي مازال يتملكها رجال اعمال من داخل دولهم واقاليمهم، ولديهم انتماء كبير للنادي الذي يحملون امانة رئاسته بعيدا عن الافكار الاستثمارية الهادفة للربح.

حقائق وأرقام

• ريال مدريد يحقق فوزاً بسبعة أهداف للمرة الثانية منذ تولي المدرب الفرنسي زيدان مهام الإشراف على الفريق، عندما تغلب سيتا فيغو 7-1 عام 2016.

• سواريز نجم برشلونة، وبإحرازه الهدف الخامس في مرمى ريال بيتيس يسجل هدفه الـ100 في الدوري الإسباني.

• فيتشينو نجم إنتر ميلان أحرز هدفين فقط هذا الموسم، وكان الهدفان في مرمى نفس الفريق (روما).

• فرانك كيسي أحرز 5 ركلات جزاء بنجاح، وهي كل ما تكفل بتنفيذه حتى الآن مع اي سي ميلان.

• ايدين هازاد أصبح ثالث أفضل لاعب في تاريخ نادي تشلسي اشتراكاً في إحراز الأهداف (سجل 65 هدفاً وصنع 37).

• زينشينكو لاعب تشلسي أكمل 107 تمريرات خلال المواجهة أمام نيوكاسل، بينما جميع لاعبي المنافس مرروا 111 تمريرة.

• رحيم ستيرلينغ نجم مانشستر سيتي أكثر لاعب حصولاً على ركلات الجزاء هذا الموسم برصيد 4.

الأسوأ هذا الأسبوع

رويز:

لاعب خط وسط بيتيس تسبب بشكل كبير في خسارة فريقه المباراة أمام برشلونة 5-صفر، وفشل في تغطية تقدم راكيتيتش في الهدف الأول، وقطعت منه الكرة التي جاء منها الهدف الثاني.

فابيان شار:

مدافع ديبورتيفو كما حال معظم زملائه. لعب مباراة سيئة أمام ريال مدريد. تسبب في الهدف الخامس والسادس بشكل صريح، وتسبب في إصابة رونالدو بدلا من قطع الكرة.

غابريال:

مدافع فالنسيا قدم مستوى متواضعا أمام لاس بالماس. حصل على الكرت الأحمر وطرد من المباراة ليخسر فريقه بهدفين مقابل هدف.

صورة الأسبوع

رونالدو يستعين بالهاتف الخلوي الخاص بالطبيب المعالج لنادي ريال مدريد من أجل معاينة الإصابة التي لحقت به من قبل فابيان شار مدافع ديبورتيفو لاكورونيا، في المباراة التي انتهت بفوز الريال بنتيجة 7-1 وسجل خلالها الهداف البرتغالي هدفين.

أعمل ليل نهار من أجل الفريق. إذا قمنا بالتخلي عن دزيكو، فإننا سنتعاقد مع لاعب بنفس قيمته. مونتشي المدير الرياضي بنادي روما

فرانك كييسي مستواه الفني أعلى بكثير من أي مستوى وصلت إليه في مسيرتي الرياضية كلاعب. إنه متكامل، ويسجل أهدافا. غاتوزو

لا يهمني نيمار ومبابي. أفضِّل متابعة الغولف على مشاهدة مباراة لباريس سان جرمان. لست متابعا جيدا لكرة القدم. غاريث بيل
back to top