عاد الخلاف السياسي في لبنان، بين الرئاستين الأولى والثانية، على خلفية مرسوم "الأقدمية"، إلى الواجهة من جديد، مع وصول رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى بيروت قادماً من زيارته الرسمية إلى طهران. وصعّد بري باتجاه رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، قائلاً أمام زواره إن "الذي يطبق اليوم على اللبنانيين: اللاطائف واللادستور". وواكب بري الحزب "التقدمي الاشتراكي" الذي أرسل النائب وائل ابو فاعور للقاء رئيس المجلس. وأكد أبو فاعور أن "مرسوم الأقدمية لضباط دورة عام 1994 لم يصبح نافذاً ولم يصبح خلفنا، كما يقول البعض، والحل يكون بالحوار"، مضيفاً: "هناك معضلة حقيقية، ولا يجوز أن نأخذ مواقف نصبح أسرى لها". وأشار أبو فاعور إلى أنّه "كان لرئيس الحكومة سعد الحريري محاولة أولى نأمل أن تستكمل لإيجاد مخرج لهذه الأزمة"، مشيراً إلى "وجوب إعادة التذكير باحترام الطائف الذي هو روحية قبل أن يكون نصاً". وأضاف: "نأمل ألا يكون هناك رغبة بالقفز فوق الطائف"، لافتاً إلى أنّ "الحريري بذل جهداً بالاستناد إلى مبادرة بري، ولكنّها فرملت في لحظة معينة ونأمل منه استكمال ما بدأ به". وختم: "ثمّة مخاوف من أنّ هناك من يريد التعامل مع الطائف كنص مهمل، وهناك عمليات قفز فوق الاتفاق". كما غرد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، أمس، قائلاً: "خلف كل قرار تقريبا من مجلس الوزراء يجري تعميق وزيادة العجز بدل الحد منه، لكن الأخطر أنه يجري تجويف وتفريغ الطائف بدلاً من التمسك به وتطويره".

وانعكس التشنج بين بعبدا وعين التينة، توتراً على صعيد التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الطاقة الاغترابية الإقليمي الثاني لدول إفريقيا الذي سينعقد في أبيدجان في 2 و3 فبراير المقبل. وأكدت مصادر متابعة إنه "من المتوقع ان يقاطع مغتربو الطاقة، خصوصا الذين ينتمون الى حركة "أمل"، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل صاحب الدعوة إلى المؤتمر، على غرار ما فعلوا حين قاطعوا المؤتمر المركزي الأول للطاقة الاغترابية، بناء على كلمة سر من الحركة، على خلفية التوتر الذي ساد بين باسيل والمدير العام السابق للمغتربين آنذاك هيثم جمعة (المحسوب على حركة أمل)".

Ad

وأوضح المصدر أن "ما زاد من حدة هذا التوتر، تجميد ملف التشكيلات الداخلية في الإدارة المركزية لوزارة الخارجية بما في ذلك تعيين مدير عام للمغتربين خلفا لجمعة، إضافة الى التريث في تسليم بعض المناصب الدبلوماسية الى الطائفة نفسها، بفعل شد الحبال بين الطرفين، علما ان 70 في المئة من المغتربين اللبنانيين المنتشرين في الدول الإفريقية هم من الطائفة الشيعية، خصوصا في ساحل العاج ونيجيريا وسيراليون وغانا والسنغال، ويعملون في مجال الاستثمار الصناعي والتجاري والاتصالات وخدمات النقل، وأغلبهم رؤساء الجاليات، يتصلون مباشرة بكوادر حركة أمل".

في موازاة ذلك، أكّد عون، امس، أنّ "الانتخابات النيابية خط أحمر وستُجري في موعدها لسلامة الديمقراطية والجمهورية معاً". وتوجّه إلى وفد المجلس العام الماروني برئاسة الوزير السابق وديع الخازن، بالقول إنّ "مسيرة الإصلاح ومكافحة الفساد وصرف النفوذ ومنع الهيمنة على مقدرات الدولة، لن توقفها عوائق".