"قررت لجنة التحقيق بمحكمة الوزراء عدم اختصاصها بالبلاغ الذي قدمه وزير الداخلية السابق الشيخ محمد الخالد للتحقيق معه في وقائع كشفها ديوان المحاسبة تتعلق بالإضرار بالمال العام في فترة توليه العمل الوزاري لافتقار هذا البلاغ إلى الشكل الذي حدده القانون". (الجريدة ١٦-١-٢٠١٨).لا أدري أين كان وزير الداخلية الشيخ محمد عن مخالفات وزارته وإضرارها بالمال العام أثناء وجوده على رأس عمله في السنوات الماضية، فموضوع تجاوزات وزارة الداخلية في بند الضيافة مضى عليه سنتان، وقد أثاره ديوان المحاسبة سنة ٢٠١٦، وتكلم عنه الكثيرون، وأنا منهم سواء في مقالاتي أو في مقابلاتي التلفزيونية أثناء انتخابات ٢٠١٦، كما أثاره النائب رياض العدساني بتفصيل موسع مرات عديدة، وبدلاً من قيام الشيخ محمد آنذاك باتخاذ الإجراءات القانونية المستحقة أثناء سلطته، والانتصار لحق الدولة، انتظر حتى يُبْعد من الوزارة ليتفرغ لتقديم بلاغات ناقصة الأركان وتفتقر للشكل القانوني السليم يمكن لأي باحث قانوني مبتدئ أن يتوقع نتيجتها.
يا ترى هل كانت وزارة الداخلية في عهد الشيخ محمد تصرف الملايين على بند الضيافة بدون علمه؟ وهل كان قياديو الوزارة يغرفون من ميزانية الوزارة ليل نهار على هدايا وحفلات ومؤتمرات بالملايين في سنة واحدة فقط، والوزير مغيب عما يجري في وزارته؟ كيف تخطى بند الضيافة والهدايا في وزارة الداخلية مبلغ ٢٢ مليون دينار في سنة واحدة بمعدل مليوني دينار شهرياً أو نصف مليون دينار أسبوعياً أو مئة ألف دينار يومياً، ولا أحد يتدخل لإيقاف هذا الهدر والتطاول على مالية الدولة، وتجاوز الإجراءات واللوائح المعمول بها حكومياً؟ طيب أين مجلس الوزراء الذي "صك" روسنا وهو يحدثنا عن الإصلاح ومكافحة الفساد؟ وأين وزارة المالية وأين "موسْ" وزيرها الذي لا يمشي إلا على رأس المواطن الضعيف؟ وأين نواب الأمة عن حسم هذا الملف ومحاسبة من تسبب فعلاً بهذه التجاوزات ليكون عبرة لغيره؟ كم هو كارثي أن دولة تزخر بهيئات الرقابة والمحاسبة والتحقيق وكشف الفساد تتم فيها ملاحقة مواطن بسيط وإلقاء القبض عليه في الشارع أو بالمطار إذا تخلف عن سداد ١٧ ديناراً وربع الدينار لشركة الاتصالات، وتعجز هذه الدولة بمؤسساتها الضخمة عن اكتشاف فساد بالملايين في أجهزتها، وبين ضلوعها، ثم بعد ذلك يخرج لنا المنتفعون من هبات الحكومة وعطاياها ليحدثوا الشعب عن العدالة والإصلاح والتنمية ومكافحة الفساد؟ علمونا من هو الفاسد بالضبط؟ والله الموفق.
مقالات
ما هكذا تورد البلاغات يا شيخ محمد
23-01-2018