تنفست المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، التي تواجه أزمة غير مسبوقة بجهود تشكيل حكومة جديدة عقب 4 أشهر من إجراء الانتخابات البرلمانية، الصعداء، وأعربت عن سرورها بقرار الحزب "الاشتراكي الديمقراطي"، الموافقة على بدء مفاوضات تشكيل ائتلاف كبير مع تحالفها المسيحي.

وقبل إجراء الهيئات العليا لحزبها المسيحي، مشاورات استكشافية في برلين، قالت ميركل مساء أمس الأول، إن "التحالف يسعى إلى تشكيل حكومة مستقرة تستطيع إيجاد حلول للقضايا المختلفة". وأوضحت أن الأمر يتعلق بالاستقرار الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.

Ad

وأشارت ميركل إلى أن ورقة المحادثات الاستكشافية ستمثل أساس مفاوضات الائتلاف الوشيكة، لكنها لفتت إلى وجود العديد من النقاط الخلافية التي تحتاج إلى توضيح، وشددت على أهمية البدء في المفاوضات بأسرع ما يمكن.

ورأت أن المفاوضات مع الاشتراكيين ينبغي أن تسير "بشكل مستهدف ومكثف وفي مناخ متعقل، رغم كل الخلافات في المضمون".

يذكر أن الحزب "الاشتراكي" يطالب بإدخال تحسينات على السياسات المتعلقة بسوق العمل والصحة واللاجئين.

وجاءت تصريحات ميركل بعد ساعات من تصويت أغلبية بسيطة بـ"الاشتراكي"، الذي يطالب بإدخال تحسينات على السياسيات المتعلقة بسوق العمل والصحة واللاجئين، لمصلحة بدء مفاوضات الائتلاف مع تحالف المستشارة الذي يضم كلا من حزبها "المسيحي الديمقراطي"، والحزب "المسيحي الاجتماعي البافاري".

ومن المتوقع أن تبدأ المفاوضات بشأن تشكيل ائتلاف كبير جديد يقود ألمانيا حتى عام 2021، خلال الأيام المقبلة، على أن تنتهي في فبراير المقبل في أفضل الأحوال.

وفي أعقاب ذلك، ستلوح عقبة أخرى كبيرة يجب تخطيها تتمثل في تصويت أكثر من 440 ألف عضو في الحزب "الاشتراكي" على اتفاقية الائتلاف، وسيكون لهذا التصويت الكلمة الأخيرة في تشكيل نسخة جديدة من الائتلاف الكبير الذي حكم ألمانيا في المرة الأولى بين عامي 2005 و2009، وفي المرة الثانية بين عامي 2013 و2017.

وكان رئيس الحزب "الاشتراكي" مارتين شولتز استبق تصويت حزبه بإلقاء خطاب أعرب فيه عن تأييده لتشكيل ائتلاف مع المحافظين، معتبراً ذلك "لحظة حاسمة" في تاريخ ألمانيا وحزبه.

بدوره، أعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن أمله في التوصل إلى اتفاق سريع بشأن تشكيل حكومة اتحادية.

وقال إن البت فيما إذا كانت أوجه التقاطع البرنامجية بين الأحزاب كافية أم لا، يعد من شأن الأحزاب ذاتها، إلا أنه "بغض النظر عن كل ذلك فإننا نشعر جميعا أن المواطنين في ألمانيا يترقبون تأسيس حكومة مجدداً، بعد أكثر من أربعة أشهر على إجراء الانتخابات".

وحظيت موافقة الاشتراكيين الديمقراطيين بترحيب رئيس البرلمان الأوروبي انطونيو تاجاني.

واعتبر مفوض الشؤون الاقتصادية الفرنسي بيار موسكوفيسي، الذي ينتمي الى الحزب الاشتراكي أن "أوروبا تحتاج الى اشتراكية ديمقراطية ملتزمة وبناءة".