أكد الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي، أن المطبوعات والصحف تعد من أهم المفردات الثقافية، لما لها من دور في تأريخ وتوثيق الحياة اليومية والحراك السياسي والثقافي للمجتمعات.

وقال العسعوسي، بمناسبة افتتاح معرض نوادر الإصدارات والمطبوعات والمقتنيات في "بيت ديكسون"، خلال فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ24، إن المجلس يعي تماما هذه الأهمية، ويسعى الى تعزيزها بإقامة الفعاليات، وتقديم كل التسهيلات والخدمات لهذا النوع من الأنشطة الثرية.

Ad

وأضاف أن هذا المعرض الذي حضر افتتاحه الأمين العام للمجلس المهندس علي اليوحة يأتي بالتعاون مع جمعية الكويتية للتراث، مشيرا إلى أنه يعد محطة جديدة من محطات مهرجان القرين الثقافي المعني بقوالب مختلفة من قوالب الثقافة والفن في البلاد.

من جانبه، أوضح رئيس الجمعية الكويتية للتراث هاني العسعوسي أن الجمعية تحتفل إلى جانب المجلس بنوادر الكتب والاصدارات في الكويت، مثمنا جهود المجلس في إقامة هذا المعرض في "بيت ديكسون".

وأشار إلى أن اختيار هذا البيت لإقامة المعرض يأتي لما له من أهمية تاريخية توثق تاريخ العلاقات الكويتية البريطانية الوثيقة، إضافة إلى كونها رمزا من رموز الماضي والتراث، لافتا الى مشاركة عدد من أعضاء الجمعية بمجموعاتهم ومقتنياتهم التي يعد بعضها شديد الندرة والتفرد.

وأفاد بأن الجمعية تشارك بمخطوطات أصلية تخص المغفور له الشيخ مبارك الصباح (مبارك الكبير) الحاكم السابع للكويت وعددها 10 مخطوطات، إذ تعرض للجمهور لأول مرة إلى جانب عدة مخطوطات ومراسلات من الشيخ أحمد الجابر.

يذكر أن "بيت ديكسون" سمي بذلك نسبة إلى المقيم السياسي البريطاني في الكويت هارولد ريشتارد ديكسون الذي عين في منصبه عام 1929 واتخذ من هذا البيت مسكنا له.

ويقع البيت في منطقة شرق على شارع الخليج العربي، ويتكون من طابقين وقد ضم البيت إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وافتتح أمام الجمهور في 23 يناير 2001.

"بيت ديكسون"

من جانب آخر، يحتفل مركز "بيت ديكسون" الثقافي اليوم بالذكرى الـ17 لافتتاحه بعد أن تحول الى منارة ثقافية تعبر عن مراحل مهمة عاشتها الكويت، وتستهدف تشكيل وعي جمعي لدى ابنائها عن تاريخ بلادهم.

ويعد المركز أحد المراكز الثقافية التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب التي دأبت الكويت على ترسيخها وتعزيزها وتطويرها، بهدف توثيق المراحل التاريخية المختلفة للبلاد، وتشكيل وعي جمعي لدى الشعب الكويتي عن تلك المراحل.

وأوضحت أمينة متحف "بيت ديكسون" أمل الهزاع، أن البيت مبني من أحجار البحر المحلية، وأن الباب الرئيسي الخشبي يعود الى عام 1904، مضيفة أن واجهة المتحف تحمل صورة للمعاهدة البريطانية الكويتية 1899 ووثيقة الاستقلال 1961.

وأضافت الهزاع أن غرف المتحف تحتوي على صور للورد كورزون حاكم الشارقة خلال زيارة للكويت لتوثيق المعاهدة البريطانية الكويتية، وصور أخرى للمعتمدين السياسيين البريطانيين الذين سكنوا البيت قبل ديكسون.

وذكرت أن صور المخطوطات اليدوية تعود الى المعتمد ويليام شكسبير، والشيخ مبارك الصباح، اضافة الى صور ومقتنيات أخرى تحمل ذكريات لشكسبير والشيخ مبارك آنذاك.

وفي جولة داخل المتحف شرحت الهزاع اقسام المتحف وهي المكتبة ومرآب لسيارة ومكتب للبريد ثم تحول لإسطبل للخيول وأخيرا الى معرض طوابع، اضافة الى وجود بئر ماء في حوش المنزل حفرها ديكسون وهو ما أعطى البيت مزية جمالية اضافية.

ولفتت إلى وجود جسر خشبي يمتد من الطابق الأرضي إلى الأول ليسهل على ديكسون الصعود إلى الطابق الأول بعد بتر قدمه، في حين يحتوي الطابق الأول على غرفة معيشة ونوم ومكتب.

وقالت إن البيت يرتاده العديد من الزائرين، خصوصا الأجانب والوفود الرسمية وطلبة المدارس، لاسيما طلبة الصف الخامس، لأنه ضمن منهجهم الدراسي، مضيفة ان الحكومة تدعم المركز للمحافظة على تاريخ العلاقة الكويتية البريطانية.

ولفتت الهزاع الى أن السيدة فيوليت (أم سعود)، وهي زوجة ديكسون، عاشت في هذا البيت تلبية لطلب زوجها بعد موافقة أمير الكويت بالسماح لها بالبقاء والاستمرار في استخدامه حتى عام 1990، مبينة أن المركز تم ترميمه عدة مرات بعد الغزو العراقي وكان آخرها في عام 2015.

من جانبه، قال مراقب المباني التاريخية في المجلس الوطني المهندس عبدالله البيشي، ان بيت ديكسون يحتوي على عدة أنواع من مواد البناء، مبينا ان الجزء الأصلي مبني من اللين الطيني والطين.

وأضاف البيشي أن الجزء المضاف الى البيت عام 1919 مبني من حجر البحر والطين، أما الجزء الذي أعيد بناؤه بعد سنة الهدامة فهو من الخرسانة والطابوق الحامل.