فيما تواصل حملات المرشحين المحتملين في انتخابات الرئاسة المصرية ، المقرر انطلاقها خارج مصر أيام 16 و17 و18 مارس المقبل، لجمع التوكيلات الضرورية لاعتماد الترشح في الانتخابات، عملت أجهزة الدولة المصرية على إنهاء استعداداتها لإجراء الاستحقاق الدستوري، على الرغم من انتهاء اليوم الثالث لفتح باب الترشح أمس، من دون تقدم مرشح واحد بأوراقه، بحسب مصادر في "الهيئة الوطنية للانتخابات". ووجهت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج نبيلة مكرم أمس، رسالة إلى المصريين في الخارج، لحثهم على المشاركة الإيجابية في الانتخابات المقبلة، في إطار إعلانها عن تجهيزات الوزارة لتأمين عمليات التصويت في الخارج.
وقالت مكرم في مؤتمر صحافي، إن المشاركة في الانتخابات الرئاسية مسؤولية وطنية، وإن المصريين في الخارج هم خط الدفاع الأول عن مصر، وأضافت: "أنتم سفراء لدولتكم في الخارج، ولكم حقوق وعليكم واجبات، ومن واجباتكم الإقبال على صناديق الاقتراع"، كاشفة أن الانتخابات ستجري في 139 مقراً انتخابياً داخل 124 دولة حول العالم، منتصف مارس المقبل.وأشارت إلى تسهيلات الإدلاء بالصوت في الخارج، في مقر القنصليات أو السفارات دون التقييد بمكان إقامة المواطن المصري المسجل في جواز السفر، كما أنه لا يشترط سريان بطاقة الرقم القومي.وأضافت أن "البطاقة المنتهية مدتها لا تنفي صفة المواطنة عن حاملها"، أما جواز السفر فلابد أن يكون سارياً في انتخابات الخارج، لأن جواز السفر المنتهي لا يتيح لحامله التصويت، والمهاجر غير الشرعي من حقه الإدلاء بصوته".
جدل عنان
في الأثناء، بدا أن إعلان رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق سامي عنان نيته الترشح الجمعة الماضي، أعطى للسباق الرئاسي بعض الزخم، إذ سيطرت النقاشات حول ترشح عنان بين مؤيد ومعارض على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي شارع السياسة المصرية، إذ رفض إعلاميون وسياسيون وبرلمانيون ترشح عنان، فيما رأى البعض الآخر فيه فرصة للتغيير.وفي حين أعلن أحد المحامين رفع دعوى قضائية ضد رئيس الأركان الأسبق، قال الخبير في "مركز الأهرام للدراسات السياسية"، عمرو هاشم ربيع، لـ "الجريدة"، إن وجود عنان والسيسي بخلفيتهما العسكرية لا ضرر منه، طالما قرر المرشح التقدم بصفته مدنياً، مؤكداً أن وجود أكثر من منافس في الانتخابات الرئاسية أمر جيد للعملية الديمقراطية.وقال رئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات، الذي أعلن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية، إنه سيفتح خطاً للتواصل مع حملة عنان، فيما تلقى المرشح الرئاسي المحتمل خالد علي، دعماً معنوياً لافتاً من المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، الذي نشر على صفحته الشخصية صورة توكيله علي مرشحاً، بينما اشتكت حملة الأخير من صعوبات في جمع التوكيلات، مؤجلة إعلان الترشح رسمياً.قلق مصري
خارجياً، وفي أعقاب رفض إثيوبيا رسمياً مقترحاً مصرياً بشأن إشراك البنك الدولي في مفاوضات سد النهضة المتعثرة، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد في تصريحات إعلامية أمس الأول، إن وزير الخارجية سامح شكري اتصل بنظيره الإثيوبي للتأكد من تصريحات منسوبة إلى رئيس الوزراء الإثيوبي، قال فيها إن بلاده ترفض المقترح المصري حول إشراك "البنك الدولي" كطرف محايد ونزيه، في مفاوضات السد، وأعرب أبوزيد عن قلق مصر إزاء هذه التصريحات، لافتاً إلى أن مصر ستنتظر الرد الرسمي عند عقد اللقاء الثلاثي على مستوى القمة الأسبوع المقبل.وقال مصدر رفيع المستوى، لـ"الجريدة"، إن مصر موافقة على عقد قمة ثلاثية مع إثيوبيا والسودان على هامش القمة الإفريقية في أديس أبابا، لكن القاهرة تطالب بوقف الهجوم السوداني على مصر إعلامياً وسياسياً، والجلوس على طاولة المفاوضات دون أي شروط سابقة، مشدداً على أن مصر لا تزال تتمسك بإشراك البنك الدولي، وهو ما ستطلبه خلال القمة الثلاثية المزمعة.إلى ذلك، أصدرت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري، أمس، مذكرة للرد على انتقادات الكونغرس الأميركي لمصر بشأن أحوال الأقباط، وورد في المذكرة ـ التي حصلت "الجريدة" على نسخة منها ـ أن مصر حرصت على إعلاء وتطبيق مبدأ المواطنة، وسردت مجموعة من الدلائل أبرزها: صدور قانون بناء الكنائس أغسطس 2016، وبناء 17 كنيسة في جميع أنحاء مصر.وقالت اللجنة البرلمانية إن الآونة الأخيرة شهدت نهضة في بناء الكنائس وتقنين أوضاع أكثر من 4000 كنيسة، فيما شنت هجوماً على جماعة "الإخوان"، وحملتها مسؤولية الاعتداء على الأقباط وحرق ممتلكاتهم، وأشارت اللجنة إلى الوفاق الوطني، الذي نجح في التصدي لكل العمليات الإرهابية التي استهدفت تدمير وحرق دور العبادة المسيحية بمعرفة جماعة "الإخوان" في أحداث العنف التي عمت مصر في أغسطس 2013.نفي الهجوم
وفي سياق منفصل، نفى المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، العقيد ثامر الرفاعي أمس، صحة الخبر الذي تداولته وسائل إعلام أجنبية، بشأن استهداف طائرة بدون طيار لأحد المواقع العسكرية أو الدوريات وسط سيناء، وقال المتحدث في بيان: "الخبر عار تماماً عن الصحة، ولا يمت إلى الحقيقة بأي صلة"، وهو ما أكدته مصادر أهلية وطبية، قالت لـ"الجريدة" إن الأوضاع في سيناء مستقرة.