مصر / القبض على عنان بتهمة التزوير... والسيسي يخطو نحو الترشح
القيادة العامة: رئيس الأركان السابق حرض ضد الجيش ولم يُخطره بخوض الانتخابات وأدرج نفسه فيها
بعد ساعات من اتهام القيادة العامة للقوات المسلحة له بالتحريض والتزوير بمحررات رسمية، مثل رئيس الأركان الأسبق الفريق سامي عنان أمام هيئة القضاء العسكري، في حين خطا الرئيس عبدالفتاح السيسي الخطوة الأولى باتجاه الترشح، بإجراء الكشف الطبي تمهيداً لتقديم أوراقه رسمياً إلى هيئة الانتخابات.
بعد خمسة أيام من إعلان رئيس الأركان الأسبق، الفريق سامي عنان، نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقرر عقد جولتها الأولى منتصف مارس المقبل، قالت مصادر مطلعة، إن الفريق متحفظ عليه، حيث بدأ التحقيق معه فعلياً في أحد مقرات النيابة العسكرية بالقاهرة.وقطع بيان الجيش أمس، الطريق نهائياً على ترشح عنان، حيث اتهمته القيادة العامة بالتزوير والوقيعة بين الشعب والجيش ومخالفة القوانين العسكرية المتعلقة بأمر ترشحه، ووعدت باتخاذ الإجراءات القانونية حياله.
في سياق ذي صلة، عقدت حملة المرشح الرئاسي المحتمل، خالد علي جلسة طارئة امتدت حتى ساعة متأخرة من ليل أمس لتحديد موقفهم من الاستمرار في الماراثون الرئاسي من عدمه على خلفية التطورات الأخيرة، ولم تقرر الحملة موقفها النهائي حتى مثول "الجريدة" للطبع، لكن "الجريدة" علمت أن الاتجاه العام داخل الحملة هو دراسة الانسحاب. وفي خطوة تؤشر على قرب تقديم أوراق ترشحه لفترة رئاسية ثانية وأخيرة، أجرى السيسي أمس، الكشف الطبي المطلوب للتقدم بأوراق ترشحه، والتزمت الرئاسة بالضوابط الانتخابية، ولم تعمم خبر الكشف على وسائل الإعلام باعتباره مرشحاً مثله مثل بقية المرشحين، لا يجب تسخير الإعلام لمصلحته. أعلنت الحملة الرسمية لدعم الفريق سامي عنان في انتخابات الرئاسة وقف نشاطها، بعد بيان القوات المسلحة بشأن ترشحه للانتخابات.وكتب الحساب الرسمي للحملة، عبر موقع "فيسبوك": "نظراً للبيان الصادر من القيادة العامة للقوات المسلحة، تعلن حملة ترشح سامي عنان رئيسا لمصر، وقف عمل الحملة لحين إشعار آخر".
حسني لمعاملة عنان مثل السيسي
عشية بيان قيادة القوات المسلحة، قال حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، المتحدث باسم الفريق سامي عنان مساء أمس الأول في مقابلة تلفزيونية، إن المرشح الرئاسي المحتمل مازال ضابطًا مستدعى، وليس عاملًا، وله الحق في الترشح مادام سيوقف الاستدعاء. وأكد حسني أنه "إذا أرادت القوات المسلحة معاملة الفريق سامى عنان بنفس طريقة معاملتها للرئيس السيسي حين كان مشيرا فمن الضروري أن توافق، وسنعرف موقف القوات المسلحة من طلبه غدا أو بعده".
وقال البيان إنه "في ضوء ما أعلنه الفريق المستدعى سامي حافظ عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، من ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية، فإن القوات المسلحة لم تكن لتتغاضى عما ارتكبه المذكور من مخالفات قانونية صريحة وجسيمة مثلت إخلالاً بقواعد ولوائح الخدمة، لضباط القوات المسلحة".وذكر البيان أن "عنان أعلن الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية دون الحصول على الموافقة من القوات المسلحة، كما أن بيان ترشحه تضمن تحريضاً صريحاً ضد القوات المسلحة، بغرض إحداث الوقيعة بين الجيش والشعب المصري"، مضيفا: "ارتكب كذلك جريمة التزوير في المحررات الرسمية بما يفيد إنهاء خدمته في القوات المسلحة على غير الحقيقة، مما أدى إلى إدراجه في قاعدة بيانات الناخبين دون وجه حق".وقال مصدر مسؤول لـ"الجريدة": "الفريق خضع فعلياً أمام جهات التحقيق العسكرية، التي وجهت له اتهامات تتعلق بارتكابه مخالفات عسكرية، وصدرت تعليمات لمكاتب الشهر العقاري بعدم تحرير توكيلات له".هجوم نيابي
وبينما أعلنت الحملة الرسمية لترشح الفريق سامي عنان، تعليق عملها، غرد منسق الحملة في الخارج محمود رفعت، على موقع "تويتر" أمس: "القوات أوقفت الفريق عنان وثلاثين من أعضاء حملته"، في حين اعتبر الباحث في مركز "الأهرام للدراسات الاستراتيجية"، عمرو هاشم ربيع، أن المشهد العام في مصر يتجه تدريجياً إلى ما قبل ثورة 25 يناير 2011، وتابع: "غالبا الانتخابات الرئاسية المقبلة ستتحول إلى استفتاء على شخص الرئيس السيسي". وكانت الإرهاصات الأولى للمخالفات القانونية لترشح عنان كشفها مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة، اللواء أركان حرب خيرت بركات، الذي قال في مداخلة متلفزة مع الإعلامي عمرو أديب أمس الأول: "إعلان رئيس الأركان الأسبق الفريق سامي عنان ترشحه للانتخابات يخالف القوانين العسكرية، لأنه لا يزال على قوة الجيش".وبينما تعذر على "الجريدة" التواصل مع أي من المسؤولين في حملة الفريق عنان، قال وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي، اللواء يحيى كدواني، لـ"الجريدة": "رئيس الأركان الأسبق وقع في مخالفة قانونية جسيمة تستوجب المساءلة"، وتابع: "للأسف كان يستهدف من ترشحه إحداث حالة من البلبلة ولم يكن أحد من نواب البرلمان متعاطفاً معه"، في حين وصف عضو ائتلاف الأغلبية "دعم مصر" النائب اللواء خالد العوضي، الفريق عنان بـ"المدفوع ضد البلد".الحملة الرسمية توقف نشاطها
ميلاد جديد
وبعد ساعات من نشر وكالة أنباء "رويترز" خبراً يزعم أن السلطات الأميركية علقت نقل الشحنات والطرود المقبلة لها من مطارات 6 دول بينها مصر، قالت وزارة الطيران المدني المصرية، أمس الأول، إن التقارير عن حظر جديد لجميع الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة من مطار القاهرة "قديمة وغير دقيقة"، وأوضحت الوزارة أن الحظر قائم منذ 2015، وتابع البيان: "هناك تعاون إيجابي مع السلطات الأميركية وفي تطور مستمر، بالإضافة إلى أن مصر الآن بصدد الاشتراك في برنامج المعلومات المقدمة عن الشحنات تمهيداً لرفع الحظر نهائياً".في السياق، بدأ وفد أمني روسي رفيع المستوى، ضم خبراء في مجالات الأمن والطيران، أعمال تفقد الإجراءات الأمنية المعتمدة في مطار القاهرة الدولي، والخاصة بتأمين الركاب والبضائع، استعداداً لاستئناف الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو، أوائل شهر فبراير المقبل.ميدانياً، تمكنت قوات إنفاذ القانون في شمال سيناء من قتل تكفيريين شديدي الخطورة، وضبط اثنين آخرين أثناء استعدادهما لتنفيذ عملية إرهابية ضد القوات، مع ضبط عدد من الأفراد المشتبه فيهم وجار التحقيق معهم بواسطة الجهات الأمنية، في حين أكد القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي، إن مصر تعيش ميلاداً جديداً لدولة حديثة لا سيادة فيها إلا لشعب مصر.وشدد صبحي على أن القوات المسلحة تثبت كل يوم ولاءها لمصر ولشعبها الأبي، وأن رجالها ماضون في تحمل المسؤولية بالتعاون مع رجال الشرطة في التصدي لكل من يحاول المساس بمقدرات الوطن وأمان شعبه، مؤيدين بعزم كل المصريين وتصميمهم على اجتثاث كل صور التطرف والإرهاب.نجل الفريق: والدي محتجز
أكد سمير عنان، نجل الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، القبض على والده، مضيفا أن والده متحفظ عليه في النيابة العسكرية.